لماذا تخاف إيران من الرد الإسرائيلي؟

88

كتب عوني الكعكي

قضية… هل ستقوم إسرائيل بضرب إيران؟ أين وكيف ومتى؟ هو ما يثير إيران ويخيفها، لأنها تعلم أن الضربة ستكون ضربة عنيفة، لا يمكن التكهن بنتائجها: أين ستصل الأمور، وكيف؟

ولكن هناك ثلاثة احتمالات حول الضربة المنتظرة:

* الاحتمال الأول: المفاعل النووي الإيراني الذي لا يزال يجهّز منذ سنتين.

وبالفعل، قامت إسرائيل بعدة عمليات ضدّه: من هذه العمليات تخريب برنامج الكومبيوتر، الى تخريب بعض الأنظمة التي يعمل عليها المفاعل، الى موضوع الاغتيالات التي حدثت حول اغتيال علماء ذرّة إيرانيين.

فإسرائيل تعتبر أن أي مشروع نووي عربي أو إسلامي، حتى إن كان لأغراض سلمية، مصدر خطر يهدّد وجودها، لذلك يحفل تاريخها بعمليات هجومية لتدمير أو تعطيل هذه المشاريع.

ولقد أعاد الهجوم الإسرائيلي على منشأة «نطنز» النووية الإيرانية الى الأذهان، العديد من الهجمات الإسرائيلية على مفاعلات ومنشآت نووية عربية وإسلامية خلال العقود الماضية.

وهنا أشير الى أن حادثة الهجوم الإسرائيلي على «نطنز» تمّت يوم الأحد في 11 نيسان (ابريل) 2021 في هذه المحطة التي كانت مخصّصة لتخصيب اليورانيوم، التي يقع معظمها تحت الأرض، وهي إحدى عدّة منشآت إيرانية يراقبها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

يومذاك، اتهمت إيران إسرائيل رسمياً بتنفيذ الهجوم على المنشأة، وتعهدت بالانتقام. وأكدت هيئة الطاقة الذرية الايرانية، ان تخصيب اليورانيوم في المنشأة لم يتأثر، وهذا يعني ان إيران كانت متأكدة من تعرّض منشآتها النووية لعمل تخريبي إلكتروني. كما أن اتهامها الرسمي يعني أن لديها معلومات جيدة لتوجيه أصابع الاتهام لإسرائيل.

إلى ذلك، نذكّر أيضاً بأنه تم اغتيال أربعة من العلماء النوويين الايرانيين وهم: مسعود محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن في طهران خلال عامي 2010 و2012 وما بينهما، باستخدام القنابل المغناطيسية في اغتيال ثلاثة منهم… وأطلق الرصاص على الرابع أمام منزله.

* الاحتمال الثاني: الضربة على مصافي النفط:

يعلم الجميع أن إيران بلد نفطي من الطراز الأول، يصدّر يومياً 6 ملايين برميل نفط.

وهنا تظهر مشكلة عدم وجود مصافي للتكرير، وهذه ليست المشكلة الوحيدة بل إن إيران تعاني كثيراً بسبب العقوبات عليها، ولا تستطيع أن تبيع نفطها إلاّ للصين… وكما هو معلوم بأن الصين تشتري النفط الإيراني ولا يهمها العقوبات، لكنها تستغل إيران لتشتري النفط بأقل بـ5 دولارات من سعره.

والنقطة الأهم بهذا الموضوع أن الرئيس دونالد ترامب قال لنتنياهو: إنّه لا يسمح بضرب منابع النفط، لأنّ ذلك سيزيد سعر برميل النفط الذي قد يصل ثمنه الى 150 دولاراً للبرميل الواحد.. فكيف سيحكم الرئيس المقبل ترامب بهذا السعر المرتفع، بالاضافة الى تأثيره وانعكاساته على جميع المواد، كما نعلم.

أما أحد الأسباب التي تدفع إسرائيل الى ضرب إيران، فذلك لسبب بسيط، أنها تعتبر أن إيران هي التي تموّل حزب الله في لبنان، وحركة حماس في فلسطين والحوثيين في اليمن.. كل هؤلاء يدورون في فلك إيران، وإيران هي المموّل المالي والعسكري لهم. لذلك عندما تضرب إسرائيل إيران فإنها ستصبح ضعيفة، ولن يبقى عندها الأموال والسلاح لتدعم بهما حلفاءها.

تحدثنا عن احتمالي الضربة الإسرائيلية.

أما الاحتمال الثالث فهو عدم قيام إسرائيل بضربة لإيران، أو أن تكون هذه الضربة شكلية. والسبب أن بين البلدين علاقات مميّزة، ولكن تحت الطاولة، خصوصاً أن مؤسّسة الدولة الإيرانية الإسلامية هي صناعة هنري كيسنجر اليهودي. والأهم اهتمام المخابرات الأميركية بتهيئة الجو في باريس ليحكم الخميني إيران، ويقود الإسلام السياسي الذي دمّر الدول العربية.

كما ان إسرائيل تريد أن تكون الضربة مدروسة، خصوصاً انها لا تزال تحتاج لإيران لتخريب الدول العربية وتفتيتها.

نهاية الأمر، أنّ احتمالات أن تضرب إسرائيل إيران أقوى من احتمالات عدم قصفها.

والأهم أنّ العلاقات السرّية بين إسرائيل وإيران عميقة جداً، ويرجع تاريخها الى مؤسّس الجمهورية الإسلامية في إيران المرشد آية الله الخميني.

ولكن أعتقد ان الضربة آتية لا ريب فيها، لكنها ستكون من ضمن مسرحية هزلية، لا تؤدي الى نشوب حرب شاملة.

aounikaaki@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.