هوامش – بقلم ميرفت سيوفي- الحرب لم تبدأ بعد!
في تموز العام المشؤوم 2020 أطلق مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء مرتضى قرباني تهديدات بأن «إيران قد تدمر إسرائيل من دون إطلاق صاروخ من الأراضي الإيرانية إذا ارتكبت إسرائيل أصغر خطأ تجاه إيران، فإننا سنسوّي تلّ أبيب بالأرض من لبنان، من دون الحاجة إلى معدات أو إطلاق صواريخ من إيران»، لم يعد من الضروري استعادة كلّ تهديدات جنرالات إيران ولواءاتها فعلى مدّ البصر نرى ونسمع نتائج المقامرة ـ المساندة التي حزب الله وقياداته ودمّرت لبنان من الجنوب إلى البقاع إلى الضاحية الجنوبيّة، ورغم كلّ ما شاهدناه نقول بصدقٍ واختصار: الحرب الحقيقيّة لم تبدأ بعد!
ذات مرّة خرج أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله ـ رحمه الله ـ قائلاً في حديث صحافي: «كلّنا في لبنان حاضرون للتضحية بأنفسنا وبمصالحنا وبأمننا وسلامتنا وبكل شيء لتبقى الثورة في إيران قوية متماسكة» [النهار 9 آذار 1987]، هذا الواقع لم يتغيّر برغم كل القيادات التي سقطت والأرواح التي زهقت والبيوت والقرى التي تهدّمت، ومن المؤسف أنّ الدّولة اللبنانيّة تخاف من مصارحة العالم أصبح في يد إيران، لو تعترف الدّولة بأنّ أقصى ما تقدر عليه هو تصريف يومي للأعمال كما في أيام الحرب، لكانت ارتاحت وأراحت!
حزب الله أصبح مشكلة تحتاج إلى حلّ دولي على طاولة مجلس الأمن وبقرار منه، فحزب الله مشكلة تركتها دول العالم كلّ بحسب مصلحته تتضخم على حساب الدولة اللبنانيّة وينفض الجميع يده منها تاركين له أن يمعن في السيطرة على لبنان، أمّا عن العرب الذين تذكرونا بالأمس وبالرّغم من أنّهم عموماً يكرهون كلمة «عجز» إلا أنّ هذا واقعهم، وعلى امتداد رقعة بلادهم يُدرك العرب أنّهم يواجهون مأزقاً كبيراً منذ قرنٍ ويزيد، منذ تقسيم بلادهم مطلع القرن التّاسع عشر ومنذ باعوا فلسطين وتآمروا عليها، ومنذ حرب اليمن العام 1967 ومنذ اتفاق القاهرة 1970 ومنذ الاحتلال السوري للبنان والاجتياح الإسرائيلي له، ومنذ مجيء الخميني إلى السلطة في إيران، ومنذ اجتياح صدام حسين للكويت، ومنذ أحداث الحادي عشر من أيلول 2001، ومنذ احتلال أفغانستان مرتين مرّة من السوفياتي ومرّة من الأميركي، ومنذ احتلال العراق عام 2003، ومنذ انفجار المشروع الإيراني للمنطقة العربيّة، ومنذ نشوب الثورات في الدول العربية من اليمن إلى تونس إلى مصر إلى ليبيا إلى سوريا،بل منذ متى لم يكن العرب يواجهون مأزقاً أمام أيّ استحقاق، يكفيهم عام كامل من التجاهل في غزّة ولبنان؟!
في وقت يدير فيه العرب ظهورهم للبنان ولغزّة، من المفارقات أن تعلن إيران أنّها ومرشدها وحكومتها وحرسها الثوري هم ركيزة لبنان الأساسيّة، فيما لبنان يتحسّر أنّ إيران وحدها فقط فكّرت منذ ثمانينات القرن الماضية بموقعه وأهميّتة لتمدّدها في كلّ المنطقة فيما لم يجد فيه العرب أكثر من دولة «ترفيهيّة» ليس إلا، من المؤسف أنّ سفير إيران في لبنان فخر روحاني قال عن هذا البلد عام 1984 أن «موقع لبنان هو قلب المنطقة وأحد أهم المراكز العالمية»، صدّقوا الحرب لم تبدأ بعد ووحده لبنان سيدفع اكبر الأثمان لغرام الأفاعي الفارسي الذي تخنقه إيران فيه بأذيالها!!
ميرڤت سيوفي
m _ syoufi@hotmail.com