الرسائل التي وصلت إلى السيّد حسن نصرالله ولم يقرأها فقتلته!!!

245

كتب عوني الكعكي:

اغتيال قائد المقاومة أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله لم يكن حدثاً عادياً، بل كان في الحقيقة زلزالاً كبيراً هزّ عرش المقاومة.

فلم يكتفِ العدو الإسرائيلي بقتل السيّد حسن نصرالله، بل كان قد قام بمجموعة من الاغتيالات هزّت كيان المقاومة أيضاً.

على كل حال، لا بدّ من أن نتوقف ونسأل أنفسنا: ما الذي حصل؟

اليوم نستطيع أن نتوقف عند بعض الرسائل التي كان العدو الإسرائيلي يرسلها، ولكن يبدو أنه لم تتم قراءتها بإمعان، ولم يتخذ الاحتياطات اللازمة، ولذلك عندما نطلع على تلك الرسائل سوف يكون لنا موقف آخر يعتمد على ما قام به العدو من تمهيد له.

الرسالة الأولى: اغتيال سليماني

لقد كان قاسم سليماني قائداً لقوات «فيلق القدس» التابعة للحرس الثوري الايراني. وقد قُتل في 3 كانون الثاني (يناير) عام 2020، وتحديداً الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ومعه أبو مهدي المهندس نائب رئيس قوات الحشد الشعبي العراقي ومعهما 9 آخرون في غارة جوية أميركية استهدفت موكبهم في محيط مطار بغداد الدولي.

وقيل إنّ هناك مجنّدة أميركية في ميامي في أميركا كانت تلهو بالكومبيوتر، ولما رأت الموكب، اتصلت بقيادتها وأخبرتها بالأمر، فحصلت على أوامر بإطلاق 3 صواريخ أصابت الموكب وقتلت جميع أفراده.

وكان الموكب قرب صالة الشحن الجويّ.

الرسالة الثانية: الهواتف المحمولة

في خطاب للأمين العام في شهر شباط 2024: «إنّ الهاتف الخليوي هو جهاز تنصّت. إخواننا في القرى الحدودية وفي كل الجنوب، لا سيما المقاتلين وعائلاتهم يجب أن يستغنوا عن هواتفهم الخليوية من أجل حفظ وسلامة دماء وكرامات الناس. الخليوي هو عميل قاتل، يقدّم معلومات محدّدة ومميتة».

وتابع: «الإسرائيلي ليس بحاجة لزرع العملاء على الطرقات، فالكاميرات الموصولة على الانترنت تراقب كل الطرقات».

الرسالة الثالثة: تفجير الأجهزة اللاسلكية

في عملية خرق أمني غير مسبوق، حدثت عمليات تفجير أجهزة اللاسلكي، وبلغت حصيلة موجة التفجيرات التي طالت أجهزة لاسلكية على دفعتين في لبنان (الثلاثاء والأربعاء) في 18 أيلول 2024، 27 شهيداً، 13 في اليوم الأول و14 في اليوم الثاني.

وشهد لبنان حالة طوارئ صحية غير مسبوقة بعد أن بلغ عدد الجرحى أكثر من 2750 جريحاً توزعوا على مناطق مختلفة في البلاد.

الرسالة الرابعة: مسلسل الاغتيالات

فبعد إطلاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يوم السابع من اكتوبر (تشرين الأول) 2023، حملتها على مستوطنات «غلاف غزة»، أطلق حزب الله اللبناني بدوره عمليات قصف متواصلة من جنوب لبنان باتجاه الجبهة الشمالية لدولة العدو الإسرائيلي في ما أسماه جبهة إسناد غزة.

وقد شنّت إسرائيل غارات في مناسبات عدّة على الأراضي اللبنانية، بعضها استهدف ما قاله الجيش الإسرائيلي إنها أهداف عسكرية تابعة لحزب الله، وبعضها استهدف قياديين في الحزب، أغلبهم تمّ اغتيالهم في قصف الضاحية الجنوبية لبيروت.

وفي ما يلي أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتهم إسرائيل بعد عملية «طوفان الأقصى».

* وسام حسن طويل (الحاج جواد)

هو أوّل قائد اغتالته إسرائيل منذ بداية مواجهة «طوفان الأقصى»، وهو من مواليد مدينة صور عام 1970. تولى عدة مناصب قيادية في الحزب، إذ أشرف على ملف العمليات الخارجية، وملف التصنيع العسكري. وكان عضواً في مجلس الشورى المركزي لـ «الحزب». وقد استهدفت مسيّرات إسرائيلية سيارة وسام في الثامن من كانون الثاني (يناير) عام 2024 في بلدة خربة سلم.

* سامي طالب عبدالله (الحاج طالب)

ولد سامي عام 1969 في بلدة عدشيت الجنوبية، وهو قائد وحدة النصر المسؤولة عن القطاع الشرقي، وأشرف على العديد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل.

قتل الحاج طالب في حزيران (يونيو) 2024 مع المقاومين محمد حسين صبرا وعلي سليم صوفان في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة جويّا الجنوبية، وكان أحد أبرز قادة وحدة عزيز (قوة الرضوان) المسؤولة عن القطاع الغربي.

* فؤاد شكر

ولد فؤاد شكر (الحاج محسن) في بلدة النبي شيت بمنطقة بعلبك في 25 نيسان (إبريل) 1961. وهو قيادي عسكري كبير من الجيل المؤسّس لـ «الحزب». أدار عملية إرسال مقاتلين الى البوسنة والهرسك عامي 1992 و1995.

كان المسؤول العسكري المركزي الأول في «الحزب»، وشغل عضوية مجلس الشورى وعضوية المجلس الجهادي وهي أعلى هيئة عسكرية. وكان كبير مستشاري الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، وقيل إنه كان المسؤول عن برامج الصواريخ الدقيقة.

اغتيل الحاج محسن في 30 تموز (يوليو) 2024 في غارة إسرائيلية على مبنى في حارة حريك.

* ابراهيم عقيل

وهو المعروف باسم ابراهيم تحسين. هو قيادي عسكري ولد في بدنايل (البقاع) عام 1962. كان ضمن الوحدة المسؤولة عن تفجير السفارة الاميركية في بيروت عام 1983. وكان عضواً في المجلس الجهادي لحزب الله.

اغتالته إسرائيل في 20 أيلول (سبتمبر) 2024 بصاروخين أطلقتهما طائرة من طراز F/35 على شقة في منطقة الجاموس.

* أحمد وهبي

ولد وهبي عام 1964 في بلدة عدلون الجنوبية. شارك في عدد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل. أسرته إسرائيل عام 1984 ثم أطلق سراحه في عمليات تبادل للأسرى.

تولى عدداً من المسؤوليات القيادية في «الحزب»، وقاد عمليات عملية الإسناد بعد «طوفان الأقصى».

اغتالته إسرائيل في 20 أيلول (سبتمبر) 2024 مع الشهيد عقيل.

* ابراهيم قبيسي

ولد الحاج أبو موسى في بلدة زبدين جنوبي لبنان في العاشر من تشرين الاول (أكتوبر) 1962.

أشرف على عدد من عمليات المقاومة ضد إسرائيل. اغتيل في 24 أيلول (سبتمبر) 2024 إثر غارة جوية شُنّت على منطقة الغبيري.

* محمد حسين سرور

ولد الحاج أبو صالح في 8 تموز (يوليو) 1973 في عيتا الشعب. شارك في العديد من العمليات ضد إسرائيل.

اغتيل في 26 أيلول (سبتمبر) 2024 إثر غارة على حي القائم بالضاحية الجنوبية.

* علي كركي

المعروف باسم ابو علي، ولد في عين بوسوار الجنوبية عام 1967، هو عضو المجلس الجهادي في «الحزب»، وقائد الجبهة الجنوبية.

نجا من محاولة اغتيال له في 23 أيلول (سبتمبر) 2024، لكنه اغتيل في غارة أخرى في 28 أيلول (سبتمبر) من العام الجاري.

* حسن خليل ياسين

قيادي كبير وأحد مسؤولي جهاز الاستخبارات التابعة لـ «الحزب». اغتالته إسرائيل في أواخر أيلول (سبتمبر) 2024 في غارة على الضاحية.

* الشيخ نبيل قاووق

وهو قيادي عسكري وعضو في المجلس المركزي، ولد في عبّا الجنوبية في 20 أيار (مايو) 1964. استهدفته غارة إسرائيلية يوم 29 أيلول (سبتمبر) 2024 في الشياح.

هذا إضافة الى اغتيال صالح العاروري القيادي في «حماس» في الضاحية الجنوبية في 2 كانون الثاني (يناير) 2024 بعد 88 يوماً من بدء عملية «طوفان الأقصى» في المشرفية.

واغتيال القائد إسماعيل هنية في طهران بتاريخ 31 تموز (يوليو) 2024.

وتوّجت كل هذه الاغتيالات باغتيال الأمين العام السيّد حسن نصرالله في غارة على مقر «الحزب» في حارة حريك يوم الجمعة في 27 أيلول (سبتمبر) 2024، حين شنّت القوات الجوية الاسرائيلية الغارة.

الرسالة الخامسة والأخيرة: أسلحة الدمار من أميركا لإسرائيل… وهو ما أنذر باقتراب عمليات الهجوم ومحاولة الحسم

زوّدت الولايات المتحدة الأميركية إسرائيل بأحدث الأسلحة التدميرية لاستعمالها في عدوانها على غزة وفي لبنان.

فقد استخدم الجيش الإسرائيلي مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة والذكية، معظمها أميركية الصنع. كما استعمل هذا الجيش أطناناً من القنابل الخارقة للتحصينات ضد عشرات آلاف المباني في غزة ولبنان، إضافة الى مختلف أنواع القنابل المدفعية والطائرات الشبحية المسيّرة. وأبرز أنواع هذه الأسلحة:

– طائرات F/35 الشبحية والتي لديها القدرة على قيادة هجمة جوية كاملة، وتوجيه ضربات جوية مدمّرة وعميقة.

– طائرات الأباتشي الاميركية، ويحمل بعضها 76 صاروخاً و1200 قذيفة بعيار 30 ملم ومدفع رشاش ام/230.

– دبابات الميركاڤا: إذ تشارك مئات الدبابات من طراز ميركاڤا-4 و5 (باراك) في الحرب.

– المدرعة نامر، وهي مقامة لاختراق الصواريخ المضادة للدبابات.

– ناقلة الجنود المدرعة ايتان.

– قذائف بي ال يو 109، وهي مصممة لاختراق الخرسانة قبل أن تنفجر.

– قنابل مدفعية 155 ملم.

– ذخائر دبابات أميركية M830A1 وهي شديدة الانفجار.

– القنابل من طراز MK82 غير موجهة لمهاجمة مواقع الخصم.

– قنابل MK84 الموجهة.

– استخدمت إسرائيل حتى الآن في هذه الحرب 5400 قنبلة وتعرف باسم مارك 84 سميّت بالمطرقة وقذيفتها تزن ألفي رطل 900 كلغ. إضافة الى صواريخ هيلفاير الموجهة بالليزر، وقنابل حدام JDAM الموجهة، وصواريخ M141 المحمولة، ومدافع الهاون الدقيق أو اللدغة الحديدية.

– القبة الحديدية.

– طائرات F15 وF16 وF35، وعدد من الزوارق والفرقاطات والمناظير وأجهزة الرؤية الليلية.

aounikaaki@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.