حديث الاثنين – بقلم وليد الحسيني – إلى أحفادنا وأحفادهم: لن نترككم بلا قضية

48

إلى أحفادنا، وصولاً إلى أحفادهم.
اطمئنوا.
لن نترككم بلا قضية… ولن نحرمكم من الشهادة على طريق القدس.
تابعوا ما بدأناه… فكما سجلنا بنضالاتنا مناسبات خالدات، سجلوا بنضالاتكم مناسبات تضاهي مناسباتنا عزة وخلوداً.
تدبروا أموركم وتفوقوا على ما وفقنا الله في تحقيقه.
لقد أورثناكم احتفالات تليق بأيامنا الفلسطينية:
يوم الأرض.
يوم الكرامة.
يوم القدس.
يوم طوفان الأقصى.
وتركنا لكم تحقيق المزيد… فلا تخذلوا التاريخ العربي العريق.
ننصحكم أن لا تستعجلوا تحرير فلسطين… وتجاربنا خير الناصحين.
ماذا يبقى لكم إن استعجلتم وأزلتم إسرائيل من الوجود؟.
ستتحولون إلى أجيال عاطلة عن النضال… ولن تجدوا إلى الشهادة سبيلا…
بالنصر الكامل، تنقرض المقاومة، وتحرمون الله من استقبالكم أحياء ترزقون… وتفتقد برامج المدح والقدح مشاهديها.
كان سهلاً على «طوفان الأقصى»، متحداً بالساحات اللبنانية والسورية والعراقية والإيرانية واليمنية، إلقاء إسرائيل في البحر… ومن ثم الصلاة في الأقصى، والحج إلى كنيسة القيامة، والسباحة في طبريا، والاغتسال بمياه الحمة الكبريتية… وفي أن يتسكع الضالون أمام خمارات وبارات حيفا.
لكن ماذا بعد ذلك؟… وكيف لنا أن نفضح وحشية نتنياهو وهمجية التأييد الأميركي له، وقدرات أسلحة البنتاغون على التدمير والفناء؟.
كيف كان للقضية الفلسطينية، أن تكسب أنصاراً لها في الجامعات الأميركية والبريطانية والفرنسية وغيرها؟.
إذا كان النصر هدفاً، فقد انتصرنا بصمودنا عشرة أشهر، وبعزمنا على الصمود سنوات آتيات.
وإذا كانت هزيمة العدو مطلباً، فقد هزمناه، عندما لم يتمكن من القضاء على حماس وتحرير أسراه.
أمّا وقد عرفنا أسباب نصرنا وأسباب هزيمتهم، فمن السهل تحديد من يسعى حثيثاً لوقف إطلاق النار.
أميركا لا تريد توسيع الحرب، لا خوفاً منها، بل خوفاً من أن يتسع توسعها لفرص تقريب ترامب من البيت الأبيض ولطرد منافسته كامالا هاريس من حدائقه الخلفية.
وإيران تدرك أن وقف إطلاق النار يبعد عنها سموم ترامب القاتلة، ويمنح مباحثاتها السرية مع الحزب الديمقراطي الأميركي في سلطنة عمان أملاً بالنجاة من عقوبات الجمهوريين المقبلة على المزيد.
وحزب الله يشترط وقفاً لنيران غزة لينقذ نفسه من حرج محلي لا يحتمله لبنان… ومن إحراج أميركي لا تحتمله إيران.
وبوقف النار يعفى الحكام العرب من واجب الإدانة والاستنكار والشجب.
وحماس تجد في وقف إطلاق النار وقفاً لإبادتين: شعبها وشعبيتها.
وجرياً مع ما تشتهيه سفن الجميع… نجري مع وقف إطلاق النار… إلا أننا نرفع أيدينا، لا استسلاماً، ولكن استنكاراً لعدم شموله دولة رام الله… وكأن المستوطنين لا يشكلون أنياباً تمزق لحماً فلسطينياً… وكأن الضفة الغربية لا ضفاف لها على بحر الإنسانية والعدالة.
ويبقى في حرب «الإحراجات» سؤال في منتهى الإحراج: كيف سيحفظ المعنيون ماء وجه «الردود الحتمية»، إذا ما كتب لوقف النار الإفلات من شباك نتنياهو.
يبدو أن «السحسوح» يكفي… وبالسحسوح تكف المنطقة عن شر القتال!؟.
وليد الحسيني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.