ميقاتي يحذر من تصعيد لا تحمد عقباه


مجزرة في النبطية .. ولبنان في العتمة

24

انتهت محادثات الدوحة حول الوضع في غزة على وعد باستئنافها في قابل الايام. الوسطاء وخاصة الاميركيون منهم، اشاعوا اجواء تفاؤلٍ حذر في شأن الحل المرتقب والذي قال الرئيس الاميركي جو بايدن انه بات قريبا ولكن.. غير ان حركة حماس والجانب الاسرائيلي خففا كثيرا من هذه الايجابية ومن حظوظ التوصل الى اتفاق في المدى المنظور، وقد قال مسؤول في حماس ان تصريح بايدن بأن الهدنة في غزة قريبة “وهم”، في حين كان مسؤول أمني “إسرائيلي” اعلن ان “المقترح الأميركي غير مقبول بالنسبة لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو”.
مجزرة
وسط هذه الاجواء الضبابية، استمر التصعيد في الجنوب، المربوطِ، بقرارٍ من حزب الله، بواقع غزة، حيث نفذ الجيش الاسرائيلي مجزرة في الكفور في النبطية رد عليها الحزب مستهدفا مستوطنة جديدة، كما استمرت العمليات الاسرائيلية التي تستهدف عناصر الحزب.
ردع ايران والحزب
في الغضون، وفي وقت يعمل كل الموفدين الدوليين الذين يجولون في لبنان والمنطقة على تفادي توسيع الحرب التي قد تندلع اذا كان ردا الحزب وايران على اغتيال فؤاد شكر واسماعيل هنية، غير مدروسين، وآخر هؤلاء الدبلوماسيين وزيرُ الخارجية الاميركية انتوني بلينكن الذي وصل امس الى تل ابيب نقلت أكسيوس عن مسؤولين أميركيين قولهم ان بايدن يحاول ردع إيران وحزب الله عن شن هجوم على إسرائيل يقوض التوصل لاتفاق في غزة، مضيفة: الاتفاق المطروح هو الأفضل لإطلاق الرهائن وتخفيف معاناة سكان غزة ومنع حرب إقليمية. وتابعت: بايدن يسعى للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة وإطلاق سراح الرهائن نهاية الأسبوع المقبل.
ميقاتي – لامي
ليس بعيدا، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إتصالا بوزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي كان في تل ابيب اول امس، تم خلاله البحث في التطورات الامنية المستجدة في الجنوب وضرورة تكثيف الجهود لوقف دورة العنف. وشدد رئيس الحكومة “على ضرورة الضغط على العدو الاسرائيلي لوقف استهدافه المباشر للبلدات والقرى الجنوبية ما يؤدي الى سقوط شهداء وجرحى ودمار شديد”. وابدى خشيته “من أن دورة العنف الحالية قد تتسبب بتصعيد لا تحمد عقباه”. بدوره اكد وزير خارجية بريطانيا” انه سيكثف اتصالاته الديبلوماسية لوقف التصعيد ومنع تفلت الامور على نطاق اوسع”.
ارقام مقلقة
وسط هذه الاجواء، وبينما يحاول لبنان الرسمي الاحتياط للسيناريو الأسوأ اذا وقعت الحرب الاوسع، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ارقام مقلقة، إن أكثر من 110 آلاف شخص نزحوا من جنوب لبنان منذ تشرين الاول مع استمرار تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله. وأوضح المكتب في آخر تحديث له أن 35 في المئة من النازحين أطفال. وأضاف أن التقديرات تشير إلى أن نحو 150 ألف شخص ما زالوا في المناطق الحدودية. وتابع المكتب: منذ تشرين الاول 2023، تم الإبلاغ عن 16 هجوما إسرائيليا على مراكز الرعاية الصحية، ومقتل 21 مسعفا بقصف إسرائيلي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وتم تسجيل أضرار جسيمة في البنية التحتية للمياه والكهرباء والاتصالات والطرق في جنوب لبنان. وأكد المكتب أن 23 في المئة من السكان يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، بعد أن كانت نسبتهم 19 في المئة في آذار 2024. وشدد على أنه وشركاء الأمم المتحدة يواصلون تكثيف جهود الإغاثة، دعما للاستجابة التي تقودها الحكومة، لكن هناك حاجة ماسة إلى تمويل إضافي. وأوضح أن الشركاء الإنسانيين يحتاجون إلى 110 ملايين دولار للاستجابة المستمرة لاحتياجات الأشخاص المتضررين من النزاع حتى نهاية العام.
عتمة شاملة
وليكتمل مشهد الانهيار المحلي، غرق لبنان في العتمة الشاملة. فقد أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، في بيان، أنه “لحين تبيان ما ستؤول إليه الأمور في ما خص مساعي الجهات المعنية لمعالجة مسألة تزويد مادة الغاز أويل لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، أكان من خلال اتفاقية المبادلة العراقية أو غيرها من المصادر، وبعد استنفاذ جميع الإجراءات الاحترازية الممكن اتخاذها من قبل مؤسسة كهرباء لبنان من أجل إطالة فترة إنتاج الطاقة بأقصى حدودها الدنيا الممكنة، في ظل الظروف الحالية المختلفة، فقد تم خروج قسريًا ظهر السبت آخر مجموعة إنتاجية لمعمل الزهراني متبقية على الشبكة الكهربائية عن الخدمة بالكامل، وذلك جراء نفاذ خزين المعمل من مادة الغاز أويل بالكامل، ما أدى بنتيجته إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائي كليًا على جميع الأراضي اللبنانية بما فيها المرافق الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، سجون، إلخ)، هذا وأن المؤسسة ستقوم مجددًا بإعادة تشغيل المجموعات التي وضعت خارج الخدمة قسريًا، بما يتجانس مع الخزين الذي سيتوفر لديها بعد تأمين مادة الغاز أويل لصالحها، ليتم من ثم إعادة التيار الكهربائي والتغذية تدريجيًا إلى ما كانت عليها. وعليه، ستبقي مؤسسة كهرباء لبنان جميع المواطنين الكرام على بينة بأية مستجدات في ما خص التغذية بالتيار الكهربائي، وذلك عبر بيانات لاحقة بهذا الشأن”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.