التجربة الأردنية في التطبيع مع اسرائيل
بقلم ناجي الزعبي
مقال لوزيرة الإعلام الأردنية السابقة جمانة غنيمات عما جنته الأردن من التطبيع مع إسرائيل وتنصح العرب الاتعاظ وأخذ العبر والدروس من تجربة الأردن في التطبيع عام 1994
كتبت تقول : سأكتب لكم الآن عن تجربتنا الاردنية في التطبيع مع إسرائيل والأصح أن نقول مع العدو الإسرائيلي.
جردة حساب خلال ما يقرب من ثلاث عقود
وقعت اتفاقية وادي عربة في 1994.
وتم ضخ كم كبير من الإعلام عن فوائد التطبيع….وانتعاش الاقتصاد وسلام وأمن وازدهار وتقدم …..الخ.
صار لإسرائيل سفاره في وسط عمان.
وصار اليهود يدخلون ويخرجون على راحتهم.
تدريجيا صار هناك تبادل تجاري بعضه معروف وبعضه غير معروف.
تبادل ثقافي وسياحي….الخ.
حتى وصل للتشريعات والقوانين الاردنية التي نصت الملاحق بإلزام الأردن لتغييرها لصالح إسرائيل .
مثال : كان (العربي) من حقه فقط أن يتملك العقار أو الأرض في الأردن. عدل القانون ليصبح من حق (الأجنبي) من حقه تملك العقار والأرض! .
وحتى لا تثار ضجه حول الموضوع. صار اليهود يتملكون في الأردن بجنسياتهم الغير إسرائيلية…. كندي ! أمريكي ! أوكراني ! ….إلخ.
صار هناك تبادل تجاري وأصبح لليهود شركات ومصانع بأسماء دول أخرى للخداع والتضليل والنتيجة منذ أكثر من ربع قرن والاقتصاد الاردني في مجال الصناعة والزراعة والسياحة يتدهور بدلا من أن يتحسن ويزدهر!! .
وحتى تضمن امريكا نجاح التعاون صارت المصانع الإسرائيلية التي بنيت في الأردن تصدر لأمريكا دون جمارك عند دخولها السوق الأمريكية والى الأسواق الأوربية التى تضع حظرا على المنتجات من المستوطنات المبنية على اراض عربية فلسطينية احتلتها إسرائيل بعد حرب 1967وتصدرها لصالحهم على اساس أنها زرعت أو صنعت في الأردن والمكاسب تذهب الى المستوطنين المستثمرين اليهود الذين يقيمون في المستوطنات الإسرائيلية المبنية على الأرض العربية في فلسطين .
تبين لاحقا أن هذه المصانع تشغل عمالة أسيوية رخيصة وليست أردنية أو فلسطينية ولا تفرض قوانين الاستثمار
شروطا عليهم وقد غيرت قوانين الاستثمار لصالحهم حسب بنود في ملحق أرفق باتفاقية التطبيع السياسية ووقع الأردن عليه كجزء من الاتفاقية الشاملة بعض تلك المصانع مصانع كيماويات خطيرة ملوثة للبيئة أو قابلة للانفجار لا تريد إسرائيل أن تلوث بيئتها بهذه المصانع.
استفاد من هذه المصانع رجال أعمال متنفذين من الجهتين يهود صهاينة يخدمون ويدعمون سياسات إسرائيل بأموالهم وتبرعاتهم… واردنيون فاسدون لا يخدمون إلا أنفسهم .
تم وعد الأردن بإعادة جزء من ماء نهر الأردن للأردن. لأنه تم مصادرة مياه نهر الأردن من قبل إسرائيل منذ عام 1964.
ولكن تم إعطاء المياه للأردن وتبين انها مياه مجاري غير مكتملة التركير (وليست من مياه نهر الأردن مباشرة ويقوم الأردن بتكرير تلك المياة قبل الاستفادة منها بتكلفة باهظة لأن الاتفاقية تنص على تزويد الأردن بمياه! بحجم كذا وكذا طن مكعب ولم تنص على نوع المياه : مياه نظيفة / مياه جارية/ قذرة/ مياه مجاري / مياه نهر / مياه امطار/مياه جوفية / مياه مكررة/ مياه نقية / مياه غير مكررة !! الاتفاقية تقول مياه فقط !
تم اختراق بعض وسائل الإعلام لصالح إسرائيل. وكذلك شراء ذمة بعض الفنانين والصحفيين فما عادوا يكتبون لصالح قضايا العرب والمسلمين فكأنما تم صهينتهم!
اليهود يدخلون ويخرجون دون أن يحس بهم الناس.
ويتجسسون على كل شيئ وضبطنا مجموعة من السياح الاسرائيليين وهم يحفرون الأرض ليلا ويخبأون تحفاً أثرية وعملات قديمة والواحاً عليها نقوش ورموزاً آرامية و عبرية وقمنا بإبلاغ الحكومة التي تقدمت بشكوى وتم ترحيلهم لإسرائيل لأنه حسب نصوص الاتفاقية يمنع محاكمة الإسرائيلي الذي يرتكب جريمة في الأردن يجب أن يسلم الى السفارة الإسرائيلية فور القبض عليه بينما لا يتمتع الاردني بنفس هذه الميزة !
بعض اليهود يتحدث بنفس لهجتنا أو بلهجات عربيه حسب البلاد التي جاؤوا منها….لهجة مصرية أو عراقية أو يمنية….إلخ
والناس لا تعرف انهم يهود وتبين أنهم يعملون مع الموساد الإسرائيلي
ويتعرفون علينا عن كثب ويجمعون المعلومات حسب رغباتهم.
تحت عناوين إجتماعات ثقافية وتبادل علمي وسياحي وخبراء تكنولوجيا …..إلخ.
اشتكى أكثر من استاذ في الجامعة الأردنيه من أن إسرائيليين يجمعون المعلومات عن أساتذة الجامعة تخصص فيزياء نووية وكيمياء ومايكروبيولوجي ورياضيات وهندسة طيران وتجمع معلومات عن أماكن سكنهم وسياراتهم وعائلاتهم واصدقائهم ربما ليسهل اغتيالهم اذا ما قررت الموساد كما فعلت إسرائيل مع علماء العراق ومصر وايران..
تستطيع إسرائيل أن تغرق السوق الأردني بأي منتج اسرائيلي زراعي أو صناعي وذلك بسبب تفوقها في الزراعة والصناعة.
وبدل أن تصدره لبلاد بعيده في أفريقيا أو امريكا الجنوبية فإن تصديره للأردن يأخذ وقت لا يزيد عن ساعتين لقرب المسافة.
وذلك أرخص على إسرائيل وللسيطرة على السوق الأردني والتحكم في الأمن الغذائي الذي هو ركيزة الأمن القومي
تدريجيا ضج المنتجون الزراعيون الاردنيون من منافسة البضائع الاسرائيلية لمنتوجاتهم. وتدريجيا صارت هناك حركة مقاطعة لأي منتج إسرائيل ولكن المنافسة قوية لصالح المنتج الأرخص أيا كان مصدره .
صارت إسرائيل تكتب أن بلد المنشأ بلد آخر. مثلا تنزل المانجا الإسرائيلية على انها مانجا مصرية ! .
وهكذا يتم استخدام الأجواء والمطارات الأردنيه لصالحهم.
رأيت بنفسي الركاب اليهود بلباسهم التقليدي الديني المستفز في مطار عمان.
سواء في رحلات مباشره أو ترانزيت.
والله مشهد محزن.
هناك غضب عارم يتزايد بين الأردنيين لأنهم خسروا ولم يكسبوا من اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.
28 سنه مرت على الإتفاقية.
ماذا كسبنا
قاموا بإغتيال شخصيات مرموقة مستغلين المزايا الدبلوماسية وتحركوا تحت حماية سفارتهم.
وحتى عندما يقوم إسرائيلي بقتل مواطن اردني. يتم تسليم الإسرائيلي لإسرائيل ولا يحاسب حسب ملاحق اتفاقية السلام .
تم استغلال السياحة في الأردن لمصلحة إسرائيل….
تقوم بعض المجموعات السياحية القادمة لإسرائيل بزيارة الأردن ليوم واحد (نهارا) ضمن برنامجها السياحي لإسرائيل.
تحضر باصات السياح وتدخل الأردن من إسرائيل وتقضي اليوم في البتراء دون مبيت ولو ليلة واحدة في فنادق الاردن ولا استخدام وسائل النقل الاردنية.
ليس هذا فحسب بل يحضرون معهم سندويشات وماء وعصير من اسرائيل. وتوزع عليهم حتى لا يدخلوا المطاعم في البتراء.
مدير مرفق سياحي في البتراء قال عنهم بالحرف الواحد …… انهم يحضرون ليستخدموا المرافق الصحية وقضاء حاجتهم مجانا عندنا. ونحن لا نستفيد من سياحتهم .
إذن تم تسويق واستخدام الأردن مجانا لأغراض السياحة والاقتصاد الخاص بهم.
كانت ديون الأردن حوالي 4 مليار دولار عند توقيع اتفاقية وادي عربه عام 1994.
صارت الآن 65 مليار دولار .
هذا ما نعلم وما خفي أعظم !….هؤلاء هم اليهود عبر التاريخ لايحلون في أرض حتى يفسدوها. فهل من متعظ..
ناجي الزعبي