بلينكن وهوكستين في المنطقة… تحقيق وقف النار قد يمنع «الردين»
كتبت تيريز القسيس صعب
الشرق – هل تتحرك معجلات اندلاع حرب اقليمية في المنطقة ام تتراجع حظوظها مع المهمة الاخيرة للمسؤول الأميركي أموس هوكستين إلى المنطقة قبل الانشغال الأميركي بالانتخابات الاميركية، والتي سترسم مصير المنطقة وتوجهاتها.
واكدت مراجع سياسية مطلعة في بيروت إلى أن زيارة وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن وهوكستين إلى المنطقة تأتي في إطار المسعى الديبلوماسي الاخير لهما قبل اجتماع قطر المنتظر غدا الخميس، وقبل ان تسدل ستارة الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية المكثفة في المنطقة، واستبعاد حظوظ اندلاع حرب اقليمية.
واشار المصدر الذي رفض تسميته الى ان الادارة الاميركية تحاول بذل أقصى الضغوط الديبلوماسية على الجانب الاسرائلي وتحديدا على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي يواجه انقسامات داخلية في حكومته وضغوطا من اليمين المتطرف، مقابل ضغوط من قبل جهات أوروبية وعربية على إيران وحماس للقبول بوقف لاطلاق النار والجلوس على طاولة التفاوض ووقف حمام الدم الذي ينزف منذ اكثر من 7 اشهر.
وقال المرجع اعلاه ان الخطوة الأولى والاهم لكل الأطراف الدوليين والعرب في هذه المرحلة هي التوصل إلى اتفاق لاطلاق النار ومن ثم الشروع بتفاصيل وخفايا الاتفاق.
فوقف اطلاق النار في غزة سيكون مدخلا ايجابيا في تراجع حدة المواجهات العسكرية بين حماس واسرائيل من جهة، وحزب الله واسرائيل من جهة ثانية. عدا عن ان الجلوس معا على طاولة المفاوضات سيساهم في تخفيض حدة التوترات عند الحدود الجنوبية اللبنانية مع اسرائيل.
فالتسويات في المنطقة باتت اليوم متعلقة بعضها ببعض وهي مترابطة في الشكل وفي المضمون بحيث تسير على خط واحد ضمن تفاهمات واحدة وورقة موحدة بمعنى أن الموفدين الدوليين يعملون على خطين بيروت واسرائيل، وإيران واسرائيل.
وبالتالي فإن التسوية الدولية والاقليمية الذي يجري العمل عليها بين مختلف القوى الفاعلة والمؤثرة على الساحة الدولية من شانها ان تشق طريقها وتتبلور أفكارها ومعطياتها أكثر فاكثر وسط اجواء توحي بأن المرحلة القادمة هي مرحلة حساسة جدا وصعبة، وعلى الجميع التحلي بأكبر درجات المسؤولية لان الاقتتال والدمار سيؤدي في نهاي المطاف الى تسوية ديبلوماسية والجلوس على طاولة المفاوضات.
وسألت: طالما ان الكل اعلن ويعلن أنه لا يريد اندلاع حرب اقليمية ولا مصلحة لاي طرف باشعال المنطقة فلماذا «خراب البصرة» والكل يتطلع إلى حل ديبلوماسي؟
وبحسب ما توقعه مصدر ديبلوماسي في واشنطن في اتصال مع «الشرق»، ان الطرح الأميركي المصري القطري الساعي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنجاز صفقة تبادل اعاد الى الواجهة كل الجهود والضغوط الديبلوماسية النشطة في محاولة لتطويق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يصر على تحقيق نصره ومحي حماس من الوجود. الا ان عاملا جديدا دخل اليوم على خط المفاوضات والمتمثل في اختيار يحيى السنوار رئيساً لحركة حماس. فكلمة الفصل باتت بين يديه بعدما كان الرجل المطلوب اسرائيليا واميركيا، وها هو أصبح الرجل المفاوض الذي يحصر القرار السياسي والعسكري.
فالمسار الوحيد لسحب فتيل اي تصعيد اقليمي أو توسيع الجبهات، هو الرهان على الحراك الديبلوماسي النشط، سيما وأن ما تحاول القوى المتفاوضة فعله هو محاصرة نتنياهو واقنعه بقبول وقف لاطلاق النار في غزة.
واعتبرت المراجع اعلاه ان ما تحاول الوساطات الديبلوماسية الترتكز عليه هو أن أي اتفاق يمكن أن يتم التوصل إليه، سيكون بمثابة اعتراف دولي وعربي به. الا ان مصادر مقربة من حزب الله لا تثق بكل الطروحات الأميركية، وترى أن الأميركيين غير جديين بالضغط على إسرائيل لوقف النار في غزة، وكل ما يجري يهدف إلى امتصاص الردّ الإيراني وردّ حزب الله وليس وقف إطلاق النار الفعلي في غزة.
الا ان مراجع أخرى ترى ان الحزب الله وإيران لا يمانعان الوصول إلى وقف الحرب على غزة بشكل جدي ونهائي، وبحال تحقق ذلك يمكن أن يضحيا بالردّ طالما أن الهدف الإستراتيجي تحقق وهو وقف الحرب.
فهدف جبهة الإسناد هو وقف إطلاق في غزة، وبالتالي بحال تحقق ذلك يمكن تجنّب الردّ الإيراني ويكون الهدف الكبير قد تحقق، وتكون إيران قد حققت ما تسعى إليه وسجّلت انتصاراً».
Tk6saab@hotmail.com