ترقب لزيارة نتنياهو الى واشنطن وانعكاسها على لبنان
ميقاتي في العراق: كهرباء وأمن وتبادل تجاري واقتصادي
يبدو ان الملفات اللبنانية كلها، مِن معارك الجنوب الى رئاسة الجمهورية، وُضعت على الرف في انتظار عاملين: مصير اتفاق وقف النار في غزة، ومصير الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. في الوقت الضائع، مزيدٌ من الشيء ذاته في الداخل اللبناني، وكل الحركة المحلية والمبادرات والمواقف، بلا بركة وتدور في الحلقة المفرغة ذاتها.
نتنياهو في واشنطن
واذ قال وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن إن وقف إطلاق النار، الذي طال انتظاره بين إسرائيل وحركة “حماس”، أصبح يلوح في الأفق، مشيرا الى أن المفاوضين “يتجهون صوب الهدف النهائي”، لافتا أمام منتدى “أسبن” الأمني في كولورادو الى ان “لا تزال هناك بعض المشكلات التي تحتاج إلى حل وإلى تفاوض. ونحن في خضم القيام بذلك تحديداً”… تتجه الانظار الى الكلمة التي سيلقيها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو امام الكونغرس الاميركي في 24 الجاري، والى لقاءاته في الولايات المتحدة ، اذ ان هذه الزيارة ستحدد فعلا مصير الصفقة التي تحدث عنها بلينكن بايجابية، حيث سيقرر نتنياهو في ضوء ما سيسمعه في بلاد “العم سام”، عن الدعم الاميركي العسكري لاسرائيل وعن نتائج الاستحقاق الرئاسي الاميركي، ما يجب فعله في المفاوضات: تسهيلا ام إحباطا.
بين غزة والجنوب
وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطلعة لـ”المركزية”، فإن موقف نتنياهو العتيد سينسحب على الجنوب، تهدئة او استمرارا لعمليات “الاشغال” والاسناد التي وسّع حزب الله أهدافها في الايام الماضية ، في حين واصل العدو الاسرائيلي عدوانه فاستهدف ما قال انه مستودع ذخائر للحزب في عدلون .
ضبط النفس
ليس بعيدا من الوضع على الارض، تبدي روسيا اهتماما بايجاد حل يمنع التصعيد. وفي وقت إستقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري في مكتبه ، المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط فلاديمير سافرونكوف، على رأس وفد، وبحث معه الأوضاع العامة، لا سيما التطورات في جنوب لبنان والمنطقة، التقى سفير لبنان في روسيا عميد السلك الديبلوماسي العربي شوقي بو نصار مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في مقر الخارجية الروسية، حيث دام الاجتماع ساعة ونصف ساعة، تخللته مناقشة التطورات في المنطقة والأوضاع على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية ومخاطر اندلاع حرب واسعة في المنطقة قد تهدد الاستقرار والسلم الاقليمي والدولي، وذلك في اطار التواصل والتشاور الدائمين بين الجانبين الروسي واللبناني لدرء مخاطر نشوب حرب واسعة في منطقة الشرق الاوسط قد تلحق الدمار الكبير في العديد من دولها ومنها لبنان، وبالتوازي مع زيارة سافرونكوف التي شملت العديد من الدول ومنها لبنان. وأشار بيان لبو نصار إلى أن الجانب الروسي جدد خلال اللقاء حرص موسكو على استقرار لبنان وسيادته وسلامة اراضيه، واكد بوغدانوف لبو نصار استمرار الجهود الروسية مع كافة الدول والاطراف المعنيين والمؤثرين لمنع تدهور الأوضاع وتحولها إلى حرب اقليمية واسعة لن تكون في مصلحة اي طرف. وشدد الجانب الروسي على ضرورة ضبط النفس وعدم الانجرار إلى مزيد من العنف والتصعيد.
في العراق
وزار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي العراق على راس وفد واجرى محادثات مع الرئيس العراقي جمال رشيد ورئيس الحكومة محمد شياع السوداني، تركزت على التبادل التجاري والتعاون الامني بين البلدين عدا عن تعزيز اتفاقيات تزويد لبنان بالفيول لتشغيل معامل الكهرباء.
مراوحة رئاسية
وبعد ان تهدأ الجبهة الجنوبية وتنجلي صيغة الاتفاق الحدودي العتيد والتوازنات الاقليمية.. قد يصبح حزب الله اكثر اهتماما بالملفات السياسية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. على اي حال والى ان تدق ساعة الانتخاب التي لم تحن بعد على توقيت الحزب، المراوحة مستمرة وسط تمسك المعارضة باللعبة الديمقراطية وبالمشاورات الثنائية والجانبية بين الكتل وفقا للدستور، وبين تمسك بري بعقد طاولة حوار يرأسها هو، قبل الذهاب الى العملية الانتخابية في ساحة النجمة. واذ أُرجئ لقاء وفد المعارضة وكتلة التنمية والتحرير مِن الجمعة الى موعد لم يحدد بعد، وفي حين يُفترض ان يجتمع الوفد بكتلة الوفاء للمقاومة الاثنين، لمناقشة مبادرة المعارضة لاجراء الانتخابات، السجالُ حول الحوار مستمر.
مدخل لا مناص منه
فقد شدد المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل على أن “مبادرة الرئيس بري التشاورية والحوارية منذ أن أطلقها لم تكن تكتيكا سياسيا إنما كانت ولا تزال فعل إيمان بأن الحوار هو مدخل لا مناص منه للخروج من الازمة وهو باب الحل لإنجاز استحقاق رئاسة الجمهورية”. اضاف “نحن بحاجة لترتيب أوضاعنا الداخلية وعلى كل طرف إعادة النظر بمواقفه، لا بد من ان نلتقي ونتحاور بقوة الالتزام الوطني وتحت سقف الدستور إيمانا بلبنان العيش المشترك لبنان الواحد القوي بوحدته من أجل الخروج من الازمة السياسية الراهنة وإنتخاب رئيس للجمهورية يعيد إنتظام المؤسسات الدستورية بما يعيد ثقة اللبنانيين وثقة العالم بلبنان الوطن والدور والرسالة”.