على إيقاع الحرب المستمرة في غزة ومفاوضات الدوحة الضبابية المصير التي تسعى اسرائيل الى نسفها بأي طريقة، يقبع لبنان في قحط سياسي، تخرقه بعض المبادرات الداخلية لملء الوقت الضائع الى حين افراج الثنائي الشيعي عن الملف الرئاسي المحتجز في أقبية حرب غزة وجبهة اسنادها، أو مناكفات كلامية بين قادة الحزب والمعارضة. وأبعد من ذلك، متابعة مستجدات محاولة اغتيال الرئيس الاميركي السابق المرشح الرئاسي دونالد ترامب، ومثله قائد الجناح العسكري لحماس في غزة محمد الضيف الذي لا يزال مجهول المصير، بعدما اكدت اسرائيل مقتل قائد لواء خان يونس في الحركة رافع سلامة في الغارة التي استهدفت المواصي يوم السبت الماضي.
لا حركة
وفي افتتاح اسبوع جديد لبنانيا، لا حركة لافتة على الضفتين السياسية – الرئاسية، والعسكرية. على الخط الاول، مبادرة المعارضة لا تزال وحدها، عنوان حركة تقطيع الوقت، علما ان افقها يبدو مقفلا، بفعل تمسك الثنائي الشيعي بشرط الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب، أوّلا، لتتم بعده، الدعوة الى جلسة انتخاب.
نواب المعارضة
وقبيل لقاءات يفترض ان تجمع المعارضة وكل من حزب الله وحركة امل نهاية الاسبوع مبدئيا، التقى وفد نواب المعارضة: غسان حاصباني، ميشال الدويهي، اشرف ريفي وبلال الحشيمي، ظهر امس في مكتبة مجلس النواب، مع وفد من كتلة” التوافق الوطني” ضم النائبين حسن مراد ومحمد يحي، وجرى البحث في المبادرة التي اطلقها نواب المعارضة بشأن الاستحقاق الرئاسي.
ايجابية مستجدة
من جانبه، اعتبر النائب عبد الرحمن البزري أن المبادرات الرئاسية لإنهاء الشغور هي دليل حيوية، داعيًا إلى الإيجابية في هذا الملف. ورأى في حديث اذاعي أن الأساس هو التلاقي اللبناني- اللبناني لإحراز التقدم المطلوب في الملف الرئاسي. وعن مبادرة المعارضة، لفت البزري إلى إيجابية استجدت في المواقف لجهة القبول بمبدأ الحوار والتشاور داعيًا للبناء على هذه الإيجابية على الرغم من نقاط الخلاف حول شكل الحوار وما إذا كانت الدعوة قبل جلسات الانتخاب أو بعد. البزري لفت إلى أن الأزمة الرئاسية كانت موجودة قبل حرب غزة ولكن الحرب زادت الأمور تعقيدًا، داعيًا إلى تحصين الداخل وعدم إنتظار سلة الحلول الدولية والإقليمية إلى حين انتهاء الانتخابات الأميركية.
ضرر كافٍ
وقال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عبر منصة “إكس”: “لا يمكن لأحد أن يسيطر على التصعيد على جبهة الجنوب، والضرر الذي حل بلبنان كافٍ لإدانة ما قام به حزب الله بفتح هذه الجبهة من دون إستئذان اللبنانيين ومجلس النواب، إسناداً لغزة”.ورأى ان “التصعيد لن يؤدي الى حرب مفتوحة فالاسرائيلي لا يريد الدخول في حرب كبيرة في لبنان وحزب الله لا يريد حربا شاملة مع اسرائيل ولكن اليوم الجميع يلعب بالنار”، لافتا إلى ان “حزب الله يقول انه هو من فتح الجبهة لا نحن او اي أحد اخر فهو أعلن في 8 اكتوبر انه فتح جبهة اسناد لغزة في جنوب لبنان”.
القوات تسأل
في الغضون، رأت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” ان “محور الممانعة يواصل نشر المغالطات في الفضاء السياسي والإعلامي، ولا يمكن القفز فوق هذه المغالطات من دون تصويبها كي لا يعلق أي تفصيل غير صحيح في ذهن أحد من اللبنانيين: – أولا، للذين يُبدون حرصهم على مبدأ الحوار ويدعون المعارضة إلى القبول بهذا الحوار، نلفت انتباه هذا البعض بأن المعارضة تقدمّت باقتراحين للحوار من دون المس بالدستور، وما على الممانعة سوى ان تختار المقاربة التي تريدها من هاتين المقاربتين. – ثانيا، للذين يسألون عن الدوافع وراء رفض طاولة الحوار الرسمية نقول لهم بأن الناظم للانتخابات الرئاسية هو الدستور، والخروج عنه مرفوض، والدستور لا ينص على أي طاولة حوار رسمية، بل على العكس يفرض عند شغور سدة الرئاسة التئام المجلس النيابي فورا حتى من دون دعوة رئيسه، وممارسة واجبه الانتخابي حتى انتخاب الرئيس العتيد. – ثالثا، قال البعض، أمس، أن “التمترس وراء آراء جامدة لا يفيد”، ولكن بربكم من الذي يتمترس وراء آراء جامدة ولا يتحرك قيد أنملة، أليس من رشح الوزير السابق سليمان فرنجية ولم يحد عنه لحظة واحدة منذ سنة نصف حتى الآن، أم الذي رشح النائب ميشال معوض ومن ثم رشّح الوزير السابق جهاد أزعور، ويعبِّر في كل مناسبة عن قبوله الذهاب إلى مرشح ثالث؟ ومن هو الفريق المتمترس وراء آراء جامدة، هل من قدّم ثلاث مقاربات للخروج من المأزق الرئاسي، أم من يصر على مقاربة واحدة غير قابلة للتحقُّق؟ – رابعا، للذين يتكلمون عن الطعن بالظهر نذكرهم بأن كل ما نفعله هو طرح بعض الاسئلة المشروعة في الظرف الخطير الذي نعيشه، وطرح مخارج للمأزق الذي ورطوا أنفسهم به وورطوا البلد معهم، ومن طعن أكثرية الشعب اللبناني في ظهره هم الذين زجوه في حرب لا مصلحة لأحد فيها سوى إعلاء شأن إيران في المنطقة”.
الجنوب
وتوازيا، قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي “ان لدينا مهمة واضحة في الشمال وهي إبعاد حزب الله عن السياج الحدودي”.
بدوره، قال قائد قوات اليونيفيل “ان عمل قواتنا يعد أمرا حاسما لتحقيق الاستقرار على طول الخط الأزرق في لبنان”.
بري
وسط هذه الاجواء، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، سفير روسيا الإتحادية لدى لبنان الكسندر روداكوف، حيث تم عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. واستقبل بري حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري.