الكلمة للميدان تعني التسليم بفشل الشرعية… هذا حال لبنان!
يوسف فارس
الشرق – فيما تتكثف الجهود الاميركية والفرنسية لاحتواء الملف الامني ومنع تصاعد التوترعلى جبهة الجنوب على ما تأكد من اللقاء الذي جمع الموفدين الرئاسيين الى لبنان الاميركي اموس هوكشتاين والفرنسي جان ايف لودريان مؤخرا في باريس، غاب الملف الرئاسي على ما يبدو راهنا عن اجندة الدولتين .ولم يرشح عن محادثاتهما في قصر الاليزيه ما يؤشر الى امكانية تحريكه من ثباته عما قريب. علما ان هوكشتين اكد اكثر من مرة لمراجعيه من اللبنانيين ان انتخاب رئيس للجمهورية هو مسؤولية لبنانية وتعود للبنانيين وحدهم. من هنا وفي ضوء الانشغال الاميركي والفرنسي بانتخاباتهما لا بل تخبطهما في المعركة الدائرة حول الاستحقاقين في واشنطن كما في باريس ليس امام اللبنانيين الا طريقة واحدة ما زالت ممكنة لحسم الملف الرئاسي تتلخص في الجلوس الى الطاولة للتفاهم وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة لوضع البلاد على سكة التعافي والنهوض. عدا ذلك امامنا وقت طويل من الانتظار الممل والقاتل لما يسمى الدولة ومؤسساتها.
النائب التغييري ملحم خلف يقول لـ»المركزية» في هذا السياق: اذا كان هو كشتاين وسواه من الموفدين الدوليين والعرب يدعوننا الى انتخاب رئيس للجمهورية ويقولون لنا ان الاستحقاق مسؤولية اللبنانيين اولا، الا انهم في الوقت نفسه يسلمون بأن الكلمة للميدان وقبل وقف حرب غزة لا انتخاب للرئيس، الا يفترض بنا؟ ان يكون لنا قرارنا السيادي الحر بعيدا عن اي تدخل خارجي.
وتابع متسائلا ماذا تعني الكلمة للميدان؟ تعني تسليم الجميع بفشل الشرعية.. محليا تجاهل الدستور والقوانين وتاليا سقوط الدولة على ما يجري .ودوليا عدم تطبيق القرارات سواء تلك العائدة للبنان ام المتعلقة بالسلام في المنطقة واقامة الدولة الفلسطينية. لبنان يواجه سقوط الشرعيتين المحلية والخارجية .اعادة انتظام الامور اقله لبنانيا تستوجب انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة كخطوة اولى في مسيرة النهوض بالبلاد. والى حينه سنبقى في الدوامة نفسها. كذلك على المستوى العالمي فقد جاءت حرب غزة لتفضح هشاشة لا بل سقوط النظام العالمي. اسرائيل ترتكب ابادة بحق الشعب الفلسطيني الاعزل والامن على مرأى العالم. حتى ما صدر عن المحكمة الجنائية الدولية من احكام لم تطبق لا بل سخرت منها اسرائيل.
وردا على سؤال يقول ان القوى السياسية اللبنانية تعيش حالة انكار للواقع القائم ومخاطره المحدقة بالوطن والمواطنين في حين المطلوب تكوكب الجميع لدعم نهج الدولة واعادة العمل بمنطق القانون وسيادته. خارج ذلك عبثا يبني البناؤون.