شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – واقع لا ينتج رئيساً
ينقضي أسبوع آخر على الأزمة الرئاسية اللبنانية من دون أي بصيص أمل في نفق ليس يُدرى متى ينبلج ظلامه الدامس عن إعادة الأضواء الى قصر بعبدا. وهذا الأمل يبدو بعيداً في المرحلتين الآنية والقريبة، إذ إن المعطيات المتوافرة كافة تتقاطع عند الاعتبارات الآتية:
ليس من شك على الإطلاق في أن المواقف مجمِّدة من دون أي تعديل، على الصعدان كافة، المحلية والإقليمية والبعيدة… وأول هذه المراوحة أن الداخل ليس مستعجلاً على إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني: فالأطراف في الداخل، وتحديداً الممانعة والمعارضة لا تستعجلان الانتخاب، لأن أياً منهما لا يملك أوراقاً قوية تمكّنه من كسب المعركة الرئاسية… وأما الصراخ والعويل وإلقاء التهم على الآخر فليست أكثر من «عدّة المناورة». ناهيك بالأهداف الستراتيجية بعيدة المدى لدى الطرَفين لأن كليهما لا يزعجهما الانهيار الشامل على أمل أن تتحقق مخططاتهما في لبنان الآتي الذي يريده، كل منهما، أن يُبنى وفق مخططه وطموحاته.
ثم على الصعيد الإقليمي فالدولتان الأكثر فاعلية هما المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية. الأولى لم تفصح عن مكنوناتها بعد لجهة الشخصية التي قد تدعمها للرئاسة، وإن كان بات معروفاً من هو المرشح الذي لا ترغب فيه. وأما الإيراني فهو يدعم موقف حزب الله أياً يكن، الى حين يتم التوافق بينه وبين الأميركي على مختلف النقط والقضايا من الملف الإيراني الى ملف غزة واستطراداً الملف الرئاسي.
ومن ثَمَّ الخارج البعيد حيث لا أحد يهتم جدياً باستثناء الفرنسي الذي يبحث عن خشبة خلاص لبنانية تنقذه من الغرق في بحر الهزائم المتراكمة.
الى ذلك ينتظر الجميع المسار الذي ستؤول اليه الانتخابات الرئاسية الأميركية، والمنتظرون هم حزب الله وإيران والسعودية (في ما يعنينا)، وأيضاً القوى الدولية، لأنه إذا كان ثمة مَن يريد أن يُعطي فلن يكون العطاء الى رئيسٍ (بايدن) قد لا يستمر في البيت الأبيض.
وفي عودة الى الشأن الداخلي فالواقع يُختصَر ببضع كلمات، حتى إشعار آخر، وهي: الثابت أن حزب الله لن يتخلّى عن مرشحه سليمان فرنجية… والمتحول الوحيد لدى المعارضة أنها مستعدة للتخلي عن جهاد أزعور، ولكن لمصلحة المرشح الثالث… وهذان الثابت والمتحول لا ينتجان رئيساً، لأنهما عاجزان عن فك الحصار المضروب على الرئاسة.