زيارة قائد الجيش لواشنطن حققت الهدف… استمرار الدعم العسكري والمادي
نجوى أبي حيدر
الشرق – ناجحة جدا كانت زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون الى الولايات المتحدة الاميركية التي ما إن عاد منها حتى استقبل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في اولى محطاته في بيروت، بما تعني، خصوصا ان كبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة والامن حضر مباشرة من اسرائيل التي تبدو أنها اتخذت قرارها بشن حرب على لبنان خلال مدة زمنية محددة، ان لم يتراجع حزب الله الى خلف الليطاني، ما يفسر مواقفه المُعلنة اثر لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، اذ اعلن أن «الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل في غاية الخطورة، ونسعى لوقف التصعيد تفاديا لحرب كبيرة»، معتبراً أن «وقف إطلاق النار في غزة ينهي الحرب ويسمح للنازحين في الجنوب اللبناني بالعودة إلى بيوتهم»، مشددا على أن «الوضع دقيق جدا في لبنان».
في محطته الاولى في اليرزة، كانت نبرة هوكشتاين حادة ورسالته واضحة تعكس خطورة القرار الاسرائيلي ووجوب تنبه لبنان لما هو مقبل عليه ان استمر الحزب في جبهة الاسناد والاشغال لغزة، فالوضع لم يعد يحتمل المزيد من المماطلة لأن استمرارها سيستجلب الويلات على لبنان برمته. تبلغ القائد الرسالة، تماما كالرئيسين بري ونجيب ميقاتي، لكنّ القرار في هذا الشأن سياسي وليس عسكريا ليحسمه القائد، كما لو كان الجيش اللبناني هو من يقاتل اسرائيل على الحدود، لا بل اكبر من السياسيين والرؤساء انفسهم ومن حزب الله الذي يتلقى أوامره من الجمهورية الاسلامية، وهناك تحديدا كلمة السر ومفتاح الحل. فهل تقحم طهران لبنان في مغامرة نتائجها كارثية ستقضي من دون ادنى شك على لبنان الدولة وتزيله، وفق ما حذر وزير خارجية فرنسا السابق والموفد الى لبنان جان ايف لودريان تكرارا، ام تستدرك في اللحظة الاخيرة وتأمر الحزب بالتراجع بهدوء ومن دون ضجة اعلامية وسياسية لتجنيب لبنان الكأس المرّة، لان خلاف ذلك، وفي حال زواله سيفقدها ورقة تكاد تكون الاقوى لاستثمارها في مفاوضاتها مع الغرب وفي ملفها النووي في شكل خاص؟
بدا هوكشتاين حاسما وحازما في لقاءاته في بيروت وجديا اكثر من اي وقت مضى، تقول مصادر مواكبة للزيارة لـ «المركزية»، وما بعدها يترتب على كبار المسؤولين البت به من خلال اتصالاتهم مع الحزب وطهران. ولعلّ لقاء الساعة والدقائق العشر التي امضاها الضيف الاميركي في عين التينة هي الأهم، ما دام بري ينقل تحذيرات واشنطن ورسائل اسرائيل النارية الى الحزب ليبلغها الى «الدولة العليا» ويتلقى في ضوئها القرار بهدم لبنان على من فيه او تجنيبه اجرام اسرائيل ومجازر ترتكبها بحق ابنائه، وغزة نموذج حيّ منها.
اما زيارة قائد الجيش الى واشنطن، وبالعودة الى اسباب نجاحها، فتقول المصادر المعنية
لـ «المركزية» ان الهدف الذي تمت لأجله تحقق، وتحديدا ما يتصل باستمرار المساعدات الاميركية للجيش اللبناني. ومع ان تفاصيل الزيارة ومحطاتها احيطت بجدران عالية من الكتمان، ولم يعلن الا عن اجتماعه مع قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال مايكل كوريلا، غير ان المصادر افادت انه زار رئيس اركان القوات المشتركة الجنرال تشارلز براون في البنتاغون، وكانت له جولة على عدد من القواعد العسكرية في الولايات المتحدة للاطلاع على تدريبات مشتركة وأسلحة منوي منحها للجيش اللبناني، وشملت لقاءاته ايضا اعضاء في الكونغرس ووزارة الخارجية ومجلس الامن القومي في البيت الأبيض.
اما مصير الدعم المادي العيني اي المئة دولار الشهرية للعسكر، فثمة من يتحدث عن رفعها، تختم المصادر، والتنسيق جار مع قطر ودول القيادة الوسطى، على امل ان تترجم في وقت غير بعيد، ما دامت زيارة القائد الاخيرة الى قطر حملت من الايجابية ما يبشر بالخير في هذا الصدد.