واشنطن وبرلين وباريس تُعطي كييف الضوءَ الأخضر لضرب الأراضي الروسية بصواريخها

18

في خطوة تشكل تغييرا ملحوظا في سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتجاوزاً لمخاوفه من أن السماح بها قد يجرّ حلف شمال الأطلسي إلى صراع مباشر مع روسيا، سمح ساكن البيت الأبيض نهاية الأسبوع لكييف باستخدام، وبشروط، الأسلحة التي تزوّدها بها واشنطن لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا يَشنَ منها الجيش الروسي ضربات على أهداف في خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، وفق ما أعلن وزيرُ الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الذي احتضنته العاصمة التشيكية براغ يومي الخميس والجمعة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رحب بالضوء الأخضر الأمريكي لاستخدام كييف أسلحة أمريكية بشروط، في ضربات داخل روسيا، معتبراً أنه يشكل «خطوة إلى الأمام». وقال زيلينسكي خلال زيارة إلى ستوكهولم «إنها خطوة إلى الأمام باتجاه تحقيق الهدف الذي يقوم على توفير إمكان الدفاع عن أبناء شعبنا المقيمين في بلدات تقع على طول الحدود».

بعد واشنطن، حصلت كييف على ضوء أخضر جديد من برلين، التي كانت متحفظة كثيراً حيال الموضوع. فقد أعلن شتيفن هيبستريت، المتحدث باسم المستشار الألماني أولاف شولتس عن السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة زوّدتها بها برلين لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية. واعتبر هيبستريت أنه «من حق كييف الدفاع عن نفسها بموجب القانون الدولي» ضد الهجمات من مناطق داخل روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا، قائلاً إنه «من أجل ذلك يمكنها أيضًا استخدام الأسلحة التي زُودت بها لهذا الغرض، بما في ذلك الأسلحة التي زودناها نحن بها».

رفض تركي وإيطالي

وخلافاً للعديد من الدول الأعضاء في الحلف التي أيدت الخطوة، أكد وزير الخارجية التركية هاكان فيدان أن بلاده ترفض أن «يشارك» حلف شمال الأطلسي في الحرب بأوكرانيا.

من جانبها، جدّدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في وقت سابق، معارضتها لاستخدام أسلحة تم إمداد أوكرانيا بها لضرب أراض روسية.

«تحييد» القواعد

قبل واشنطن وبرلين، شددت باريس، على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  على ضرورة السماح لكييف «بتحييد» القواعد العسكرية الروسية التي تطلق منها قوات موسكو الصواريخ على الأراضي الأوكرانية.

من جهته اتهم الكرملين الغرب بـ«الدخول في جولة جديدة من تصعيد التوتر». وقال الناطق باسمه دميتري: «نعرف أنه بالمجمل، تستخدم أسلحة أمريكية الصنع في محاولات شن هجمات على الأراضي الروسية. وهذا دليل واضح على حجم انخراط الولايات المتحدة في هذا النزاع». وقبله، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من «عواقب خطيرة» إذا أعطت الدول الغربية موافقتها لأوكرانيا على استخدام أسلحتها لضرب الأراضي الروسية.

كما حذر أندريه كارتابولوف رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب الروسي من أن بلاده سترد بشكل غير متكافئ على الهجمات التي تشنها أوكرانيا على أراضيها باستخدام أسلحة زودتها بها الولايات المتحدة، معتبراً أن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن السماح لأوكرانيا بتوجيه ضربات صاروخية محدودة داخل الأراضي الروسية بأسلحة أمريكية لن يؤثر على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.