حداد رسمي 3 أيام على مقتل رئيسي وعبد اللهيان
مفوضية اللاجئين تسحب الرسالة الموجهة للداخلية
لا خبر يعلو فوق مقتل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان اثر سقوط مروحيتهما شمال شرق البلاد امس، لا محليا ولا دوليا. الانباء المتضاربة التي صدرت عن جهات ايرانية رسمية ووكالات أنباء، مصحوبة بموجات من البلبلة منذ لحظة كشف النقاب عن “هبوط صعب” للمروحية الرئاسية، تبددت كلها امام النبأ الصادم. الدولة التي تربك الاقليم والعالم أُربِكت هي بنفسها فهبّ جيرانها من تركيا الى روسيا فأوروبا لتقديم العون في كشف مصير رئيسها، ولم تنفع الدعوات الموجهة للشعب الإيراني للصلاة على نيته من أجل نجاته، فقضى مع كل من كان على متن الطائرة.
رسالة فتنة
في الانتظار، يبقى لبنان الذي غاص في بحر من التعازي واعلن الحداد لثلاثة ايام، من دون رئيس، والفتنة تطل برأسها من كل حدب وصوب. ذلك ان حادث اطلاق النار على بيت الكتائب المركزي في الصيفي اول من امس شكل رسالة مقلقة ازاء محاولات التلاعب بالأمن وافتعال اشكالات قد تُلهب الشارع وتؤدي الى ما لا تحمد عقباه، في محاولة لنسف اي اتفاق داخلي او اقليمي من زاوية ان الوضع اللبناني هو ركن اساسي في اي تسوية قد تبرم في المنطقة نظرا لوجود احزاب وتيارات تتداخل ولاءاتها بين المحلي والاقليمي، لا بد من ضبطها ومعالجة اوضاعها منعاً لاستخدامها في بازارات المفاوضات وضغوطاتها.
حداد
بيروت تضامنت مع الجمهورية الاسلامية بعدما تأكد حدث وفاة الرئيس الايراني ووزير الخارجية، اذ أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مذكرة بإعلان “الحداد الرسمي ثلاثة أيام”، في حين ابرق الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى القيادة الايرانية معزين. وقد نعى حزب الله ايضا “رئيسي.. الأخ الكبير”.
استدعاء فرايسن
في الداخل، ملف الوجود السوري في الواجهة. أمس، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ايفو فريسون. وقال بوحبيب بعد اللقاء “استدعيت اليوم فريسون، وأبلغته بـ”سحب الرسالة التي وجهتها المفوضية لوزير الداخلية والبلديات، واعتبارها بحكم الملغاة”، وطالبه بـ” ضرورة احترام أصول التخاطب مع الوزارات والادارات اللبنانية المختصة، وعدم تجاوز الصلاحيات المنوطة قانوناً بوزارة الخارجية والمغتربين لجهة كونها الممر الالزامي لكافة مراسلات المفوضية وفقاً للاتفاقيات، والمعاهدات، والاعراف الديبلوماسية”، وبـ”عدم التدخل في الصلاحيات السيادية للبنان، والتزام القوانين اللبنانية لجميع المقيمين على الاراضي اللبنانية من أفراد ومنظمات، المتوافقة أصلاً مع كل التشريعات الدولية”، وبـ”التزام مذكرة التفاهم الموقعة مع المديرية العامة للأمن العام لعام 2003، والصادرة في الجريدة الرسمية، وتطبيقها نصاً وروحاً”. ولم يفت بوحبيب التلويح بأنه و”في حال عدم التقيد بما ورد أعلاه والتمادي في تجاوز حدود الاختصاص، ستكون الوزارة مضطرة الى إعادة النظر بتعاملها مع المفوضية، أسوة بما اتخذته دول أخرى من اجراءات في حق المفوضية لدى قيامها بتجاوزات مماثلة”.
سحب الرسالة
وبناء على طلب وزير الخارجية والمغتربين، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين امس سحب الكتاب الذي كانت قد وجّهته إلى وزارة الداخلية والبلديات يوم الجمعة 17 أيار 2024.
وأوضحت المفوضية أن الكتاب الذي تم توجيهه إلى وزارة الداخلية والبلديات الأسبوع الماضي قد تم إرساله وفقاً للإجراءات المتّبعة مع النظراء الحكوميين المعنيين وبما يتماشى مع المسؤوليات المنوطة بالمفوضية عند بروز قضايا تتعلق بالفئات الضعيفة في لبنان، بما فيها اللاجئون.
وشدّدت المفوضية التزامها بكونها شريكاً داعماً وشفّافاً في لبنان. وأنها ستواصل دعوتها لزيادة المساعدات المقدَّمة إلى لبنان وتعبئة الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الملحّة للفئات الأكثر ضعفاً. كما تستمر المفوضية بالتأكيد على أهمية قيام المجتمع الدولي بإعطاء الأولوية للحلول الدائمة للاجئين للمساعدة على تخفيف الضغوط في لبنان، بما في ذلك من خلال تهيئة ظروف في سوريا أكثر مؤاتية للعودة. وجدّدت المفوضية التزامها بالتعاون بشكل بنّاء مع الحكومة اللبنانية.
ميقاتي
في النشاط الرسمي، التقى الرئيس ميقاتي رئيس الاركان في غانا توماس اوبونغ بيبراه الذي زار اليرزة وعين التينة ايضا على رأس وفد عسكري في حضور الامين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، وقنصل غانا الفخري في لبنان علي سميح جعفر.
وجرى عرض لنشاط الكتيبة الغانية العاملة في اطار قوات الطوارئ الدولية في الجنوب اضافة الى العلاقات الثنائية. واجتمع ميقاتي مع وفد من “صندوق النقد الدولي” برئاسة إرنستو ريغو الذي زار عين التينة ايضا، قبل ظهر أمس في السراي، في حضور مستشاري رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر. وخصص الاجتماع لمتابعة الاوضاع المالية والاقتصادية والمصرفية في لبنان. واستقبل ايضا السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا وجرى عرض للأوضاع العامة والعلاقات بين لبنان والفاتيكان.