غزّة لن يحكمها إلاّ دولة الرئيس يحيى السنوار!!
كتب عوني الكعكي:
انطلاقاً من مهرجان القمة العربية الذي عقد قبل أيام في مملكة البحرين، وفي عاصمتها المنامة،والذي تحدث خلاله الرئيس الفلسطيني ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية الاستاذ محمود عباس، منتقداً المناضل الكبير يحيى السنوار، متهماً عملية “طوفان الأقصى” بأنها ورّطت الشعب الفلسطيني في حرب لا تبدو نهايتها قريبة، وهي أدّت الى تدمير مدينة غزّة بشكل شبه كامل، إذ أنّ %80 من مباني وبيوت وأبراج ومدارس ودُوَر عبادة من مساجد وكنائس، الى مستشفيات مدمرة بلغ عددها 25 مستشفى لم تعد تصلح لشيء، الى المؤسّسات التعليمية والجامعات.
الرئيس الفلسطيني لم يَسْتَحِ، فبدل من أن يحمّل أسباب تلك المجازر لإسرائيل التي لا تزال ترتكب أعمالاً إبادية منذ 8 أشهر ولا تزال حيث بلغت نسبة الأطفال والنساء الذين قتلوا %70 من أصل 350 ألف مواطن، بالاضافة الى جرح 75 ألف مواطن آخرين %70 منهم أيضاً من الأطفال والنساء…
أقول: منذ اللحظة الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، وهي أهم عمل قام به المجاهدون الفلسطينيون منذ 76 سنة، وغزّة وشعبها تحت سلاح القتل والتدمير وهي غير غزّة البارحة، فهناك اليوم غزّة “من فوق” و”غزّة من تحت”، وها هي ذي غزّة من تحت تحارب لمدّة أقلها 8 أشهر وهي تتابع النضال يوميا، ولن يتراجع المجاهدون خصوصاً بوجود قيادة لم يعرف التاريخ مثيلاً لها كالبطل يحيى السنوار والبطل محمد الضيف وغيرهما.
لماذا أقول هذا الكلام، لأنّ البطلين هما من أبناء المخيمات الفلسطينية التي يمارس العدو الاسرائيلي فيها وعليها جميع أنواع القهر والذل والتعذيب والقتل والسجن والتجويع… وكي أؤكد ما أقوله لا بد من العودة الى ما جاء على لسان الباحث السياسي الأميركي سكوت ريتر Scott Ritter عن كتاب “أبناء المخميات” ليحيى السنوار، الكتاب الذي يشرح فيه عن حياة أبناء المخيمات الفلسطينية وما يمارس عليهم من إجرام وعنف جيش العدو الاسرائيلي..
يقول الكاتب الأميركي:
نحن هنا في الولايات المتحدة، ليس عندنا فكرة عن الجيل الثالث الذي ولد في المخيّمات.
أطفال المخيمات اليوم لا يعرفون شيئاً غير هذه المخيمات التي ولدوا فيها لا يمكنهم السفر الى الخارج، ولا يمكنهم القيام بإجازات الى الدول الأخرى. لقد ولدوا في المخيم وسيموتون فيه. فإذا كان باعتقاد البعض إخضاع هؤلاء والضغط عليهم لأن كل حياتهم تدور حول المخيم.
أملهم الوحيد هو دولة فلسطينية حرّة. فمصر لم تفعل لهم الصواب ولا الأردن ولا السلطة الفلسطينية. فقط “حماس” عبّرت عن شعورهم، وهي التي حاولت ولا تزال تلبي طموحاتهم. فمن أجل ذلك يتعلقون بها ولن يحيدوا عن تأييدها أبداً.
إنّ يحيى السنوار رئيس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزّة، كان معتقلاً عدّة مرات في سجون الدولة العبرية، و”إسرائيل” الغاصبة حكمت عليه بأربع مؤبدات قبل أن يُفرج عنه بصفقة تبادل أسرى عام 2011، فعاد الى نشاطه في قيادة كتائب “عز الدين القسّام” -الجناح العسكري لـ”حماس”، ثم انتخب رئيساً للحركة في القطاع عام 2017، ومرّة أخرى عام 2021.
“إسرائيل” تعتبر السنوار مهندس عملية “طوفان الأقصى” يوم 7 تشرين الأوّل “أكتوبر” عام 2023 التي كبّدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزّت صورة أجهزتها الاستخباراتية.
والسنوار صاحب كتاب “أبناء المخيمات” هو ابن مخيّم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزّة… لكنه صار قدوة لكل فلسطيني وأملاً لكل الشعب الفلسطيني لأنه يرى فيه صدقاً وإخلاصاً وتضحية قد تقوده الى النصر المحتّم بإذن الله.