غارات غير مسبوقة في الجنوب واستعدادات لمعركة رفح
الشرق – يوم تصعيدي جديد امس عاشته الحدود الجنوبية، مع استمرار المواجهات بين المقاومة والعدو الإسرائيلي.
فقد زنر امس الطـيران الحربي الاسرائيلي بحزام ناري من الغارات الجوية بلغت اكثر من 13 غارة، اطراف بلدتي عيتا الشعب وراميا، جبل بلاط وخلة وردة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان انه دمر منصة لإطلاق صواريخ في طيرحرفا وبنى تحتية لحزب الله في مركبا وعيتا الشعب جنوب لبنان، مضيفاً انه «قصف بالمدفعية منطقتي كفرشوبا وشيحين لإزالة تهديد».
ايضا، شن الطيران الاسرائيلي غارة استهدفت منزلا في اطراف بلدة علما الشعب لجهة بلدة الضهيرة، وقال الجيش الإسرائيلي: قصفنا 40 هدفا لحزب الله في عيتا الشعب بجنوب لبنان،وعصرا اطلقت المدفعية الاسرائيلية قذائف حارقة على الحرج الواقع بين الضهيرة ويارين. في المقابل أشار «حزب الله» في بيان انه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة وفي اطار الرد على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية وتحديداً المجزرة المروعة في حانين وسقوط شهداء وجرحى مدنيين، استهدفنا مستعمرة شوميرا، بلدة طربيخا اللبنانية، بعشرات صواريخ الكاتيوشا» . واعلن الحزب انه استهدف «تجمعاً لجنود العدو في حرش نطوعة ردا على مجزرة حانين».
كذلك، أعلن «حزب الله»، في بيان، أنّه «استهدف عند الساعة 10:05 موقع الراهب بالقذائف المدفعية وأصابه إصابة مباشرة».
وأعلن في بيان آخر انه «في إطار الرد على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية و تحديدا المجزرة في حانين وسقوط شهداء وجرحى مدنيين، إستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية يوم الأربعاء 24-04-2024 مبنى يوجد فيه جنود العدو في مستعمرة أفيفيم بالأسلحة المناسبة وأوقعوهم بين قتيل وجريح».
من جهة أخرى، قصف الجيش الاسرائيلي بعد منتصف الليل، بالمدفعية الثقيلة أطراف بلدات طيرحرفا والجبين والضهيرة، مستهدفا مناطق جبلية مفتوحة من دون وقوع اضرار او إصابات.
كما أطلق ليلا القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق في القطاعين الغربي والاوسط، وسط تحليق الطيران الاستطلاعي بنوع غير اعتيادي فوق قرى قضاء صور والساحل البحري.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان «قصف مجمعات عسكرية وبنية تحتية لـ»حزب الله» في عدة مناطق في جنوب لبنان، رداً على إطلاق صواريخ على أهداف إسرائيلية».
السنوار خارج الأنفاق لترتيب أوضاع غزّة
الجيش الإسرائيلي يحشد ألوية من الشمال
للقتال بغزّة ويتأهب لاجتياح رفح
وتوازيا، واصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ201 على التوالي حربه على غزة، مخلفا شهداء وجرحى في غارات على رفح ومناطق أخرى.
كما أعلن الدفاع المدني في غزة انتشال جثث 342 شهيدا حتى اللحظة من المقبرة الجماعية في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوبي القطاع… وسط استمرار القصف والاشتباكات وسط القطاع، فيما ارتكب الاحتلال 6 مجازر خلال 24 ساعة. وبالتزامن، نقلت مصادر فلسطينية ان يحيى السنوار القائد الميداني لـ”حماس” عقد اجتماعات مع قياديين في الحركة خارج الانفاق خصص للاشراف على توزيع المساعدات وتأمين الاشراف سياسيا وأمنيا على قطاع غزّة.
وأعلن الجيش الاسرائيلي، الاربعاء، سحب لواءين من الحدود الشمالية استعدادا لتنفيذ مهام في غزة، في وقت تتحدث فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن اجتياح وشيك لمدينة رفح جنوبي القطاع.
وقال جيش الاحتلال في بيان إنه حشد لواءين من قوات الاحتياط لمواصلة ما سماها مهمة الدفاع والهجوم في قطاع غزة تحت قيادة الفرقة 99، مشيرا إلى أن اللواء 2 التابع للفرقة 146 واللواء 679 التابع للفرقة 210، اللذين عملا حتى الآن على الحدود الشمالية أجريا الاستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لمهمتهما في قطاع غزة. ولم يوضح البيان سبب سحب اللواءين من الشمال باتجاه غزة، لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن القوات التي يتم حشدها ستحل محال كتيبة “ناحال” التي يفترض أن توكل إليها مهمة اجتياح رفح.
وفي الإطار، قالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن الجيش متأهب لبدء عمليته البرية في رفح قريبا، وذلك على الرغم من التحذيرات الدولية من عواقب كارثية، حيث تؤوي المدينة نحو 1.5 مليون نازح.
من جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش نقل ألوية الاحتياط إلى الكرمل بعد تدريبها، وأنها ستتحرك من الشمال للقتال في غزة.
وكانت هيئة البث قد قالت مساء إن الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح رفح قريبا جدا في عملية عسكرية تتضمن إخلاء أعداد كبيرة من السكان وبموافقة أميركية.
وفي السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه يدرس إجراءات يتعين اتخاذها تحضيرا لعمليات في رفح، وخصوصا في ما يتعلق بإجلاء المدنيين.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن تل أبيب تسعى لإقناع واشنطن بأن العملية في رفح ضرورية، وأن تديرها غرفة مشتركة إسرائيلية – أميركية.
وتقول إسرائيل إن الهجوم المرتقب على رفح يهدف لتفكيك 4 كتائب عسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقد نشرت وكالة أسوشيتد برس صور أقمار صناعية قالت إنها تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقرب من خان يونس المتاخمة لرفح في إطار الاستعدادات الجارية للعملية العسكرية المحتملة.
وفي إشارة إلى قرب تنفيذ العملية، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مسؤولين مصريين أن إسرائيل تعد لنقل المدنيين من رفح إلى خان يونس.
وبحسب المصدر نفسه، من المفترض أن تستغرق عملية الإجلاء أسبوعين إلى 3 أسابيع، وأن تنظم بالتنسيق مع الولايات المتحدة ودول عربية.
وكانت مصر قد نفت أن تكون ناقشت مع إسرائيل العملية العسكرية المرتقبة في رفح وأكدت مجددا معارضتها لها، كما حذر الأردن من أن اقتحام رفح سيؤدي إلى مجزرة إسرائيلية جديدة.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد قالت امس إن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ومدير جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار زارا مصر استعدادا لعملية عسكرية محتملة في رفح.
وذكرت الصحيفة أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية عباس كامل وناقشا العمل المستقبلي في رفح.
وفي التطورات العسكرية أيضا، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف بيت لاهيا شمالي قطاع غزة استعدادا لتنفيذ عملية عسكرية جديدة في المنطقة. كما اعلنت حركة الجهاد انها قصفت مستوطنة سيديروت في غلاف غزة.
ودفعت التهديدات الإسرائيلية أعدادا من سكان بيت لاهيا إلى النزوح باتجاه مناطق أخرى بشمال القطاع.