مسؤولان أميركيان: قواتنا في الخارج هشة أمام المسيرات
قالت صحيفة واشنطن بوست -في مقال مشترك بين الديمقراطي جاك ريد رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، والجمهوري البارز فيها روجر ويكر- إن بالون التجسس الصيني الذي شاهده الأميركيون مذهولين، العام الماضي، وهو يشق طريقه عبر بلادهم، تبين أنه كان مجرد قمة جبل جليدي يتزايد اتساعا.
وقال السيناتوران إن البالون الذي أسقطته القوات الجوية قبالة ساحل ولاية كارولينا الجنوبية، لم يكن الوحيد، حيث اكتشفت العديد من الأجسام الطائرة، وأشارت التقارير الأخيرة إلى أن “بالونات التجسس هذه ليست سوى بضعة آلاف من الغارات الجوية التي واجهتها بلادنا، تتضمن معظمها مسيرات صغيرة تحلق على ارتفاع منخفض جدا”.
وتشكل أنظمة الطائرات غير المأهولة هذه -حسب الكاتبين- تحديات متعددة، إذ تداخلت مع مسارات الطيران التجاري “وعبرت حدودنا الجنوبية دون اعتراض”.
وقد تم التعرف على العديد منها لا يحلق فوق قواعد عسكرية أميركية فحسب بل منشآت نووية أيضا، مثل قاعدة لانغلي الجوية في فرجينيا، وقاعدة وايتمان الجوية في ميزوري “ونطاقات اختبارنا غرب البلاد”.
ويواجه أفراد الخدمة المنتشرين في الخارج تهديدات متزايدة من هذه الأنظمة غير المأهولة، إذ فقد الجنود الأميركيون الثلاثة -الذين استهدفوا في هجوم بالأردن في كانون الثاني الماضي- حياتهم بسبب مسيرة إيرانية صغيرة، وبالتالي أصبحت هذه الأنظمة مشكلة أمنية كبيرة، ولا يملك الجيش الأميركي سوى الحد الأدنى من التدابير المضادة لها.
المشكلة الأولى -حسب السيناتورين- أن الولايات المتحدة تفتقر إلى القدرة الكافية على اكتشاف المسيرات “لأننا ما نزال نعتمد على رادارات الإنذار المبكر زمن الحرب الباردة” وهذه لم تعد قادرة على اكتشاف وتحديد وتتبع الطائرات الصغيرة على ارتفاعات عالية ومنخفضة.
والمشكلة الثانية هي تداخل السلطات المسؤولة عن وقف هذه التوغلات، بسبب متاهة الولايات القضائية المتداخلة والبيروقراطيات غير المرنة التي تعمل على إرباك عملية الاستجابة للأزمات بدلا من حلها، وبالتالي -كما يقول الكاتبان- على الولايات المتحدة أن تطلق عملية إصلاح واسعة النطاق من أجل اكتساب القدرة على الكشف وتبسيط الاستجابة بمجرد تحديد التهديد.
والمشكلة الثالثة -حسب السيناتورين- تكمن في الحاجة “لتعزيز قدراتنا الدفاعية بشكل كبير ضد المسيرات المعادية في قواعدنا العسكرية بالخارج”.