35 وكالة إغاثة دولية تؤكد إلحاق الضرر بالمدنيين في غزة عن عمد وسبق إصرار

4

أظهر استطلاع جديد لـ 35 وكالة إغاثة إنسانية تعمل في غزة أن إسرائيل فشلت في تحسين الوصول الإنساني خلال العام الماضي، على الرغم من صدور حكم من “محكمة العدل الدولية” يطالب باتخاذ إجراءات فورية لحماية الفلسطينيين في غزة من أعمال الإبادة الجماعية وخطر الضرر الذي لا يمكن إصلاحه لحقوقهم.

وقد تم إجراء المسح للمنظمات غير الحكومية قبل توقّف الأعمال العدائية بأيام قليلة، حيث جرى الاستطلاع من 2 إلى 14 كانون الثاني 2025.

يكشف الاستطلاع، الذي أجري بين منظمات غير حكومية، بما في ذلك أوكسفام، والإغاثة الإسلامية، وأطباء العالم، وأكشن أيد، والمجلس النرويجي للاجئين، كيف أن إسرائيل منعت بشكل منهجي وقيدت المساعدات والإمدادات والخدمات داخل غزة، منذ حكم “محكمة العدل الدولية” في 26 كانون الثاني/يناير 2024. ووجد أن النتائج التي توصّل إليها الاستطلاع حتى بدء وقف إطلاق النار المؤقت جاءت كما يلي:

– إن 89% من الذين أكملوا الاستطلاع قالوا إن الإجراءات الإسرائيلية في ما يتعلق بتقديم المساعدات ساءت منذ حكم “محكمة العدل الدولية”.

– وقال 93% إن الوضع الإنساني للأشخاص الذين يتلقّون مساعداتهم وخدماتهم تدهور.

– كما أقرّت الوكالات التي شملها الاستطلاع، والتي تستورد الإمدادات الإنسانية إلى غزة بنسبة 100% بأن الإجراءات الإسرائيلية لدخول المساعدات كانت إما غير فعالة، أو أعاقت الاستجابة الإنسانية بشكل منهجي، أو كانت غير كافية لتلبية الاحتياجات الضخمة.

– كما واجهت 95% من الوكالات التي استوردت إمدادات المساعدات داخل قطاع غزة تأخيرات بشكل منتظم، مع بعض التقارير التي أفادت بتأخيرات لأكثر من شهرين.

وأفادت الوكالات الإغاثية أن بعض المواد الأساسية، مثل معدات الحماية الشخصية، والقماش المشمع، ولوازم الشتاء، والمطابخ المتنقلة، ومستلزمات النظافة، والمواد الغذائية والتعليمية تم رفضها بسبب إجراء ما يسمى “الاستخدام المزدوج”، لأن إسرائيل اعتبرت أن هناك إمكانية استخدامها لأغراض عسكرية.

وفي تصريح للسيدة بشرى الخالدي، مسؤولة السياسات في أوكسفام، جاء: “نظرًا لحجم المساعدات التي تدخل غزة الآن، فمن الواضح مدى عرقلة إسرائيل للاستجابة الإنسانية خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية. وكما يُظهر المسح، فشلت إسرائيل تمامًا في تحسين الظروف الإنسانية، متجاهلة القانون الدولي، في حين منعت بشكل منهجي وصول المساعدات المنقذة للحياة”.

وقالت: “من الأهمية بمكان تقييم الإخفاقات السابقة، حتى في ظل وقف إطلاق النار. فبدون المساءلة والالتزام بحماية العمليات الإنسانية، فإننا نخاطر بتكرار نفس دورات الإفلات من العقاب والإهمال، ما يترك الملايين بلا أمل في مستقبل أفضل”. وقال الدكتور جان فرانسوا كورتي، رئيس منظمة أطباء العالم: “الآن، وبعد أن بدأت المساعدات تصل إلى غزة، فإن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة، ولكنها صعبة، نظراً لمستوى الدمار الذي ألحقته إسرائيل بغزة وتدميرها شبه الكامل للبنية الأساسية الإنسانية والقدرة التشغيلية”.

وكشف المسح عن الظروف الصعبة للغاية التي واجهها العاملون في مجال الإغاثة في غزة، حيث تشن إسرائيل هجمات منهجية على الخدمات الأساسية والبنية الأساسية الإنسانية والعاملين فيها.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.