يحيى السنوار دخل التاريخ… وارتقى شهيداً

65

كتب عوني الكعكي:
لا أعرف المجاهد القائد البطل يحيى السنوار، ولم ألتقيه في يوم من الأيام… ولكن بعد عملية «طوفان الأقصى»، لا أدري لماذا انجذبت إليه، وأعجبت بأعماله البطولية؟
قبل أن أكتب… لا بدّ أن هناك الكثير من اليهود اليوم، فرحين، في حين أن الكثيرين الكثيرين من الشرفاء المسلمين في العالم في حالة كآبة. ولكن هذا هو القدر.
إنّه قدر المجاهدين، القائد يحيى السنوار دخل التاريخ في أعظم عملية بطولية، لم يحدث مثيلاً لها في التاريخ… ويكفيه فخراً أنه خلال ساعتين فقط، أي من الساعة السادسة صباحاً الى الساعة الثامنة، حقق السنوار أكبر إنجاز في التاريخ، خصوصاً ان العجرفة والتكبّر اليهودي لم يُصِب في تاريخه بمثل ما أصابه في هذه العملية.
بعد عملية «طوفان الأقصى» أصبح الرأي العام العالمي متوازناً في نظرته الى قضية وحقوق الشعب الفلسطيني الذي يطالب بإقامة دولة فلسطينية يحكمها أهل فلسطين الحقيقيون… وبعد عملية «طوفان الأقصى» تغيّرت نظرة العالم للشعب الفلسطيني، إذ صار شعباً يستحق الحياة، لأنه شعب الأبطال.
سنة وبضعة أيام، وإسرائيل تحاول الوصول الى القائد يحيى السنوار لتحرير المخطوفين.. لكنها عجزت عن تحقيق الهدفين، ولم يبقَ في مدينة غزة إلاّ 15% من مبانيها، حيث انهارت أبنية غزة بالكامل وسويت بالارض، مع 42 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، ومعظم الشعب الفلسطيني من أهل غزة لا يحملون السلاح.
إسرائيل لم تترك قنبلة في العالم إلاّ ورمتها على أهل غزة… ثلاثون مستشفى باتت على الارض، فلا كنائس ولا مساجد ولا مؤسسات حكومية ولا مقر لأي مؤسّسة ولا مدرسة ولا جامعة.
سنة وأكثر والشعب الغزاوي البطل الصابر الصامد يتعرض لأبشع جريمة إبادة يمارسها عليهم الجنود اليهود، بقيادة المجرم والسفّاح نتن- يا- هو، حيث يمارس جميع أنواع التعذيب.. فقطعت المياه عن أهل غزة، وقطعت الكهرباء، وصار 2 مليون فلسطيني يعانون من كل أنواع الحرمان والتعذيب والقهر والقتل والسجن.
قتل الأطفال صار هدفاً أساسياً عند المجرمين اليهود، الذين كانوا يتلذذون بقتل أطفال ونساء غزة.
سنة وعدة أيام، والمخطوفون لا يعرف أحد شيئاً عنهم: أين هم؟ كيف يأكلون؟ كيف ينامون؟
القائد السنوار عُرضت عليه الكثير الكثير من المغريات، لكنه كان رافضاً إلاّ من هدف وحيد هو إقامة دولة فلسطينية، حرّة مستقلة يحكمها أهل فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
صحيح انهم قتلوا القائد السنوار… لكن فلسطين وكل شعبها اليوم صار متعلقاً بيحيى السنوار..
هذه العملية، إن دلت على شيء، فإنما تدل على ان الشعب الفلسطيني، وبعد 75 عاماً من القهر والتعذيب والقتل، لا يزال يطالب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة حرة خاصة به.
رحل السنوار شهيداً.. علماً بأنّ هذه الشهادة كانت أمنيته ومبتغاه، وكان يتمنى أن يكون شهيداً من أجل فلسطين… وهل يوجد في العالم أجمل من هذه الأمنية؟
أخيراً، الإسلام يشير بوضوح على ان كل نفسٍ ذائقة الموت، فكيف إذا مات الانسان من أجل قضية وطن وشعب… فكان شهيداً.
ولا يسعني إلاّ القول: «ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء عند ربهم يرزقون». صدق الله العظيم.

aounikaaki@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.