يا نقيب الياس… “وين” رحت وتركتنا؟
النقيب الياس عون، عَلَمٌ من أعلام الصحافة المميزين. كان رحمة الله عليه عنده حلول لكل المشاكل، ولا يترك أي مشكلة، سواء أكانت صغيرة أم كبيرة في شؤون المهنة، إلاّ ويعالجها بكل أخلاق ودقة ودراية.
الطائفية لم تدخل بيته في يوم من أيام حياته. لم تكن تعرف إنْ كان مسيحياً أو مسلماً… إلاّ عندما نذهب الى الكنيسة فتكتشف التزامه بدينه وإيمانه الكبير…
كان الرجل الأول عند المرحوم النقيب ملحم كرم… وكان يمثله في نقابة الصحافة حتى وصل الى مركز أمين صندوق النقابة.. وعندما توفي النقيب ملحم كرم رأى من واجبه، ومن أخلاقه، أن يخلفه في نقابة المحررين ليكون نقيباً للمحررين… كما كانت رغبة النقيب كرم.
أنا لا أنسى أنه في أحد الأيام، وبعد أن أبدى النقيب المرحوم محمد بعلبكي رغبته بعدم الترشح لمنصب نقيب الصحافة، جاء الى مكتبي وقال لي: يجب أن تكون أنت نقيباً. وبعد جلسة طويلة من المناقشات بيننا اقتنعت بما يقوله… وكان قراري الأول أن أختار المرحوم جورج بشير الى جانبي، وهذا ما حصل.
وأنا اليوم أودّعه صديقاً وأخاً كبيراً، ولن أنسى فضله ولا يمكن أن أنسى عاطفته ودعمه لي. على كل حال الموت حق، وكل نفس ذائقة الموت.
بهذه المناسبة الأليمة لا بدّ أن أتوجه من عائلته الكريمة: ابنه وليد وابنته نضال بأحرّ التعازي متمنياً لهم الصبر والسلوان.
تغمّد الله الفقيد برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته.
وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون
عوني الكعكي