“وين” الرئيس بشار.. و”وين” سوريا.. و”وين” العرب؟؟؟
كتب عوني الكعكي:
أصبح واضحاً وجليّاً، أنّ الفلسطينيين تُركوا وحدهم، وأنّ ما يُسمّى بمحور المقاومة والممانعة صار من التاريخ.
وحده حزب المقاومة دخل المعركة منذ اليوم الأوّل لعملية أبطال «طوفان الأقصى»، وبقي يساند يومياً بكل ما أوتي من قوة من أجل دعم مقاومي غزة… ورفض أن يتركهم وحدهم يجابهون أقوى جيش في المنطقة، والمدعوم بأهم الأسلحة والمال المتدفق بالمليارات.
على كل حال، المقاومة عُرض عليها ثلاث فرص أظن انها كانت جيدة، وهي أفكار طرحها آموس هوكشتاين في زياراته السابقة وتتضمن:
أولاً: إنّ ربط مستقبل لبنان بالنزاعات في المنطقة ليس في مصلحة اللبنانيين.
ثانياً: إنّ واشنطن ملتزمة بتقديم الدعم اللازم لوقف هذا النزاع من خلال العمل مع الحكومة اللبنانية وحكومة إسرائيل لتحقيق ذلك.
ثالثاً: بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل تراب لبنان وتولي الجيش وحده مسؤولية الدفاع عن لبنان.
على كل حال، كما علمنا، فإنّ الرئيس نبيه بري منذ الفرصة الأولى، كان ينصح بقبول تطبيق القرارات، ولكن للأسف لم تتجاوب المقاومة معه لا في المرة الأولى ولا في الثانية، ولكن يُقال إنه في المرة الثالثة كان متقبلاً، ولكن يبدو ان آية الله خامنئي لم يسمح له بأخذ المبادرة وقبول الاتفاق كما عُرض عليه.
على كل حال، ما حدث حدث، ولا يمكن أن يعيد التاريخ الى الوراء.. ونقول ليتنا سمعنا من الرئيس بري.
هذا بالنسبة للمقاومة التي دفعت ثمناً كبيراً… ولا أحد يعلم الى متى ستظل تدفع… خصوصاً أنّ المجرم السفّاح بنيامين نتنياهو أخذ مجده ولن يترك بيتاً واحداً في جنوب الليطاني إلاّ وسوف يدمره، بالاضافة الى ما يفعله في مدينة صور. باختصار… يرى المجرم السفّاح ان الفرصة مناسبة لتحقيق أحلامه التوسعية والقضاء على المقاومة، ولينتقم من الحزب الذي أجبره عام 2000 على الانسحاب من لبنان لأوّل مرّة في التاريخ.
أما بالنسبة لسكوت الدولة السورية وصمتها، ومن الرئيس بشار الأسد وهو لافت جداً… خصوصاً أنّ صورة الرئيس بشار وهو يمسك يد رئيس إيران محمود أحمدي نجاد وفي اليد الثانية يد الشهيد حسن نصرالله مفتخراً ومتحدياً إسرائيل لا تزال عالقة بالأذهان. فالسؤال أنه خلال سنة وبضعة أيام، لا تصريح ولا موقف لبشار وحكومته، فهو صامت كـ «سكوت الموت»، لا أحد في سوريا يقول إلاّ الجملة التي يكررها كلما تعرضت سوريا لغارة من الطيران الإسرائيلي: إنّ صواريخنا ردّت على الاعتداء، وأجبرت الطائرات على الانسحاب. والأنكى ما حصل منذ عدّة أيام في جبال العلويين حيث أقدم العدو الإسرائيلي على شنّ غارة مع عملية إنزال في منطقة مصياف، فقتلت ودمّرت مصنعاً للأسلحة -على ذمّة العدو الإسرائيلي- كما ادعت الدولة العبرية.
من ناحية أخرى، وباستثناء مصر وقطر، فإنّ جميع الدول العربية والصديقة تقف متفرجة على المذبحة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني… وإسرائيل تعربد وتهدّد بالقتل والتدمير والقصف الصاروخي بحجة أنها تدافع عن نفسها.
ما تفعله إسرائيل في غزة دخل التاريخ. فمن يظن أنها سوف تنجو بفعلتها واهم، فنحن نقول: إنّ ربّ العالمين يُـمْهل ولا يُـهْمل.
نَصَرَ الله الشعبين الفلسطيني واللبناني رغم كل المجازر التي يتعرضون لها… هذان الشعبان الصامدان الصابران… ولا ريب أن النصر آتٍ قريباً… فالله لا يتخلّى عن رجاله المؤمنين.