وزير الزراعة لـ «الشرق»: استعدنا الثقة بالوزارة ولا نعطي وعوداً لا يمكن الإيفاء بها

38

ندين صموئيل شلهوب

الشرق –  في صرح وزارة الزراعة في بئر حسن، زارت الزميلة ندين صموئيل شلهوب معالي الدكتور عباس الحاج حسن، وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال وكانت هذه المقابلة

عندما يشغل الانسان منصباً عاماً يحسب عليه كل شيء حتى النفس لأن اشغال منصب عام يحتم أن يكون الأداء على مستوى الوطن كله، وهو شيء مهم ولكن ينتج عنه التعب الذي ينسحب ايضاً على الحياة العائلية، لاسيما اننا نشهد منذ العام 2019 اضمحلال الثقة الداخلية وثقة المواطن مع المسؤول الذي أحب أن اسميه المتصدر المشهد، وايضاً فقدان ثقة الخارج بنا نحن كلبنانيين.

لقد توليت وزارة الزراعة، وصحيح انني جئت من خلفية زراعية ولكن هذا لا يعني أني استطيع ادارة ملف زراعي بمفردي، فهناك مصطلحات وآليات وقوانين ومراسيم أتت من خلال اطلاق ورشة عمل كاملة بدءّا من التعرف الى السفراء الأساسيين الذي يتعاملون مع وزارة الزراعة،  مع الشعور الدائم بانعدام الثقة، الى ان قال لي أحد السفراء، الأموال موجودة للاستثمار في الزراعة لكن لا يمكن العمل مع الوزارة بسبب انعدام الثقة ….بعد ذلك عملت خلال عام ونصف العام، على ترميم الثقة واستعادتها الى ان شهدت وزارة الزراعة ارتفاع مستوى الثقة الى 95 بالمائة.  صحيح اننا وصلنا في الفترة الأخيرة الى هذا الدرك والى أسوأ حال قد تصل اليه البلاد، لذلك جاء القرار في الحكومة الحالية الى إعادة التأسيس من الصفر فتعود بذلك الثقة المطلوبة، ومن هنا كثرت المسؤوليات، الناس تنظر إلينا من خلال حاجتها ومن المهم جداً مساعدة الناس عندما يطلبون المساعدة اذا كنا قادرين على ذاك، والأهم عدم اعطاء وعود كاذبة لا نستطيع الإيفاء بها. البدء من المسيرة العملانية: بدأت بالعمل في الحقل الاعلامي، والعمل في مجال الإعلام جيد والنجاح ينعكس على الصعيد الشخصي ولكن النجاح في العمل بوزارة الزراعة نتقاسمه مع الناس وتعود منفعته على البلد برمته . لا شك ان سقف الحرية في مجال الإعلام أعلى بكثير من سقف الحرية عند من يشغل منصب وزير، لأن الوزير مقيد بقوانين وبمشاكل كتيرة يتعرض لها وعليه ان لا يتأثر بها لأن اي قرار غير مدروس يمكن ان يؤذي كثير من الناس أو أن يؤدي إلى مشاكل مع دول أخرى،  و هذا يستوجب الدقة والحذر في التعاطي والكلام، أما في الإعلام فمجال الحرية أوسع حيث يمكن رؤية الأمور من الزاوية الشخصية وسقف الحرية عالٍ جداً وأساس اختصاصي هو العلوم السياسية وقد درستها في الجامعة اللبنانية التي أحب أن اسميها جامعة الفقراء، فالجامعة اللبنانية خرّجت أسماء كبيرة وانا فخور بأن أساتذتي من الأسماء العظام منهم، الدكاترة سامي منقارة وعصام سليمان وخالد قباني وحسن جوني غسان بدر الدين وعلي الشامي، وهي اسماء اعتز بها، تخّرجت في العلوم السياسية ولكني عملت في الإعلام بداية في الاذاعة في لبنان ثم انتقلت الى باريس وعملت في اذاعة الشرق لمدة ثلاث سنوات وقد أسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتربطني علاقة ممتازة مع تيار المستقبل والافكار التي طرحها الرئيس رفيق الحريري هي التي نحتاج إليها أي الأفكار المعتدلة والمتنوعة والتي تسع الجميع وتطال الجميع وهي التي أسس لها الامام المغيب السيد موسى الصدر، وهي ايضا مدرسة دولة الرئيس الاخ نبيه بري. في فترة لاحقة توجهت عملت في قناة فرانس ٢٤ وبقيت فيها لفترة من الزمن عملت كمذيع ومقدم برامج سياسية، فالصحافة في دمي وهي «العشق الذي لا ينتهي» ومن يمتهن الاعلام لا يستطيع الخروج منه، يمكن تشبيه مهنة الصحافة للزواج الذي يجب ان نتفانى من أجله كي ينجح… ونرى ان أهم المؤسسات الإعلامية حول العالم مؤسسيها وأهم نجومها لبنانيين لأننا شعب خلاّق ولأن هامش الحرية عالٍ عند اللبنانيين، منذ أربعينيات القرن الماضي، وجينات اللبنانيين هي جينات حرية واعلام منفتح وتواصل مع الآخر وعلى مدى عقود بقي سقف الحرية عالٍ في لبنان، وسيبقى.

أين وزير الزراعة اليوم من كل ما يحدث؟

اليوم وكل المعضلات في البلد تحتاج للحوار بين مختلف الافرقاء والديمقراطية التوافقية التي نشأ عليها البلد، وطبعاً لدينا طموح بالوصول الى الدولة المدنية وهذا ما تحدّث عنه الطائف او ما يعرف بوثيقة الوفاق الوطني عندما أشار الى عدم ربط الوظيفة بالقيد الطائفي وقانون انتخاب خارج القيد الطائفي، ولكن لا يمكن الوصول الى ذلك ما لم نصل الى المربع الأول وهي التنشئة الوطنية لصناعة الهوية والانتماء والمواطنة.

نحن يا سيدتي  مجموعة أقليات موجودة في بلد وما يجمعها هو القواسم المشتركة، وأولها المواطنة وبعدها حدود الدولة

 ومن هنا نقول ان لبنان هو  وطن نهائي لجميع أبنائه وثالثاً تأتي المفاهيم الواحدة بين الجميع، والنقطة الرابعة والأهم هي إدارة الدولة وكل هذه المبادىء الأساسية موجودة ولكن ما ينقصنا هو الجلوس على طاولة حوار بعيداً من الإعلام وان يجري نقاش حتى لو كان نقاشاً حاداً لغاية الوصول الى قواسم مشتركة وحلول،

من غير المقبول ان نبقى سنتين واكثر من دون رئيسٍ للجمهورية وهو يعتبر بمثابة الأب الصالح والراعي لتفاصيل ايقاع كل الامور،  ومن الأولويات انتخاب الرئيس لأن ما يحدث حولنا من عواصف وما شهدناه من حرب  إسرائيلية وهمجية وسقوط الشهداء من المدنيين والمقاومين وبأعداد كبيرة ومن الجسم الاعلامي والتربوي والصحي، يجعلنا متأكدين ان هذا الوطن للجميع، وهناك فرصة يجب التقاطها لانتخاب رئيس في التاسع من كانون الثاني المقبل، وقد لمست خلال الرحلات الرسمية الى الخارج مدى محبة الدول الأخرى للبنان ورغبتها بمساعدتنا ولكن علينا في البداية أن نساعد أنفسنا

جميع الدول العربية وغير العربية تدعم لبنان وتريده ان يتعافى ومبادرة وقف اطلاق النار و الدور الذي لعبته كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية دليل على ذلك

ما الدور التي تقوم به وزارة الزراعه وفقاً لصلاحياتها؟

كل ما يدخل وما يخرج من والى لبنان من طعام وشراب، هو من مسؤولية وزارة الزراعة ، والآلية المعتمدة بمرور كل ما يعنى بذلك عبر مختبرات وزارة الزراعة ويخضع لفحوص للتأكد من سلامته ومطابقته للمواصفات العالمية وهناك أربع مديريات: المديرية العامة للزراعه، مديرية التعاونيات، مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، والمشروع الأخضر، تشمل مئات الموظفين، وقد خسرنا 70 بالمائة من الطاقم بسبب المناكفات والحرب، ونحتاج الى عناصر جديد،ة ولكننا نعمل بما هو متّوفر، بريد وزارة الزراعة والمراسلات كل يوم من استيراد وتصدير ما لا يقل عن 400 الى 500 شحنة يومياً تدخل وتخرج وتحتاج اذونات وزارة الزراعة والعلاقة مع الوزارات الأخرى جيدة جداً ومتناغمة ونحن على تواصل مع وزارة الصحة ووزارة الاقتصاد ووزاة الصناعة ووزارة البيئة وهم شركاء لنا ولكن يمكن القول ان وزارة الزراعة مضطهدة ومظلومة

 لأن التوجه العام كان يعتبر ان اقتصاد لبنان قائم على السياحة والقطاع المصرفي فقط، ولكن الحرب الروسية-الأوكرانية جعلتنا نشهد طوابير الذل على الأفران لأننا لا نزرع القمح

لذلك تم إطلاق توطين الخطة الوطنية للنهوض بقطاع القمح في لبنان وتوطين قطاع القمح، وبالفعل وبدأنا العمل منذ ثلاث سنوات وأعطينا حوافز للمزارعين وقريبا مع الـ UNDP

سوف يتم توزيع بزار قمح للاكثار وسوف يتم توزيع 127 طن قمح على 320 مزارع من خلال كونترايات

عن كيفية النهوض ما بعد العدوان الاسرائيلي الأخير؟

اضرار القصف الاسرائيلي على الزراعة والتعويضات:

لقد تمّ وضع خطة متدرجة لمسح الاضرار الزراعية، وتتضمّن لجنة مركزية ولجان على صعيد المحافظات، الأقضية، ولجان في القرى بمشاركة الجيش اللبناني، البلديات، الهيئة العليا للإغاثة، مجلس الجنوب، المنظمات الدولية والمنظمات البحثية ،لأن وزارة الزراعة وحدها قادرة على فهم الأضراروتخمينها، وهناك ٤٠٠ كادر من وزارة الزراعة للقيام بهذا الدور، لذلك عقد لقاء مع منظمة الفاو وسيجري مسح الأضرار وتقدير الخسائر بالأرقام في غضون شهرين، والتعويض على المتضررين من قبل الحكومة والمنظمات الدولية وهناك استعداد عند المجتمع الدولي على مساعدة لبنان في اعادة الإعمار، ووزارة الزراعية ستحدد آلية الدعم وفقا لسجل للمزارعين الذي يجري العمل على تسجيلهم فيه وبحسب الأرقام 40 بالمائة من اللبنانيين تضرروا من الحرب.

وسيكون هناك دور كبير للبلديات في عملية مسح الأضرار وملء استمارات المزارعين للتعويض عليهم بشفافية .

إضافة الى ذلك يجري مسح جوي للأراضي اللبنانية بالتعاون مع الفاو وCRNS ، وسيّتم وضع أربع خرائط لأربع محافظات للقيام بمقارنة بين التقارير الواردة من اللجان والمسح الجوي، وذلك لتوخي الدقة بالارقام.

فيما يخص التلوث الناتج عن الحرب الاسرائيلية واستخدام العدو للقنابل الفسفورية المحرمه في عدة المحافظات العمل جارٍ على اعادة التشجير.

نطمح للتعاون مع المملكة العربية السعودية التي أطلقت مشروع الشرق الأوسط الأخضر، وهو عبارة عن 40 مليار شجرة.، لبنان دخل في هذا المشروع والوجهة البحرية للبنان ستكون عامل اساس في توسيع المساحات الخضراء،

والبلديات سيكون لها دور في المشروع الذي يجب تسليط الضوء عليه في الاعلام وقد طلبت وزارة الزراعة من المنظمات الدولية المساعدة في المشاتل، والهدف انتاج مليونين شجرة حرجية في العام والبلديات شريك اساس في اعادة التحريج وزراعة الاشجار المثمرة، ويجب ان يكون في كل بلدية قانون يلزم من يريد أن يبني أن يزرع 10 شجرات،

المدينة الخضراء مشروع قابل للتطبيق والعمل المشترك يؤدي الى نتيجة جيدة، مع الأسف خسر لبنان في الجنوب 65 ألف شجرة زيتون، وكل من يملك شجر يعتبر مزارع،  وعليه أن يتسجل لكي يحصل على تعويض من خلال الهبات التي قد تقدمها الدول الصديقه

سأسعى اينما كنت في المستقبل على المتابعة لانجاح المشروع الزراعي.

وزاعة الزراعة التي تعني كل المواطنين ستبقى الى جانبهم، والله يحب المزارعين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.