هوامش – بقلم ميرفت سيوفي – مناورة أم مداورة؟

0

ما يزال دويّ التصفيق يرنّ في آذان اللبنانيّين عندما تحدّث فخامة رئيس البلاد القائد جوزف عون عن المداورة في تشكيل الوزارة، نحن نُصدّق فخامته لكنّنا نعرف لؤم الفريق الذي يتمسّك كلّ مرّة بنفس الحقائب ولم تعد الأسباب مخفيّة في نفس يعقوب، بل مكشوفة ومفضوحة على الملأ هناك في هذا البلد فريق خرق دستور الطائف وتخطّاه بقوّة السّلاح ويُفسّر موادّه كيف يشاء وفرض “المثالثة” فوضع الدّستور على الرّف، وأحلّ محلّه بدعة “الضّربِ بالدفّ” مهدّداً بأنّه ما لم ينل ما يريد فالبلد سيغرق في مستنقع التّعطيل، تحت مسمّى مخالفة الميثاقيّة!

لِمَ نفس الوزارات؟الجواب بسيط لإعادة نفس السيناريوهات مع رئيس الحكومة المؤلّف نوّاف سلام الآتي من كوكب المؤسّسات النزيهة إلى دهاليز تستعدّ الذئاب المعتادة لافتراسه، لا نظنّ حتى أنّ الرّجل منتبه أنّه ليس فقط رئيس حكومة مكلّف، بل هو يمثّل الطائفة السُنيّة المنهارة في هذا الموقع وإذا كان سيتركها من دون رأس هي الآن فستفترسه كلّ الطوائف ويتناتشونه وزارة وزارة، دولتك أنت في لبنان ، ونحتاج إلى عقد ميثاقي جديد ليكون لبنان كما تفكّر فيه دولة مدنيّة صالحة، ولكن للأسف بين يديك دولة خراب، ولتعلم يا دولة الرئيس المكلّف أنّهم نجحوا في توريطك من اليوم وقعت في شباك المحاصصة!!

هم أخذوك إلى المناورة المعهودة، وزارة الأشغال ووزارة الماليّة منهم بعد كل شهادات الفساد العالميّة التي تحتقرنا على نهب البلاد؟ هل أنت “عن جدّ” عصيّ وصلب كما نتصوّرك أم سيخيب فيك أملنا وتسير في ركابهم وعندها العوض بسلامتكم بلبنان، وإلى الحرب دُر من جديد لنكون غزّة جديدة ورفح أخرى، لا نريد حكومة محاصصة نريد حكومة كفاءات، ونريد تعيين كفاءات، هل لدى دولتك خارطة طريق تسير عليها لنطمئنّ أنّنا سنصل إلى برّ آمن أم ستبقى أمواج حزب الله تتلاطمنا من هنا وهناك؟

أمّا وزارة الماليّة فهي قطبة التعطيل المخفيّة أكثر من المثالثة أيضاً، ما يسمّى بالتوقيع الرّابع يعني التالي: مرسوم اتخذ في مجلس الوزراء ويرفضه “الثنائي” موقّع من رئيس الحكومة  ومن رئيس الجمهورية ومن الوزير المختصّ، ويمتنع عن توقيعه وزير الماليّة عندها لا رئيس الجمهورية ولا رئيس الوزراء يساويان توقيع وزير الماليّة الذي يطالبون به حصّة “فرض واجب” على الدولة!

شيء واحد يجب أن يُقال، نحن في لبنان عاجزون عن تحقيق المطلوب منّا دوليّا، ولن يلبث أن يعود الحال كما كان عليه، الحقيقة موجودة هناك، في حضن الخامنئي وهو الذي يقرّر مصيرنا أثناء العبث بذقنه والتفكير بمصير مشروعه الذي أحرق المنطقة، وهي ما تزال في لبنان رغم أنوفنا جميعاً!

ميرفت سيوفي

m _ syoufi@hotmail.com

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.