هوامش – بقلم ميرفت سيوفي- لبنان تحت غطاء دولي
الزمجرة والحَرَد الذي أبداه الثنائي الشيعي عشيّة تسمية الرئيس القاضي نواف سلام مهمّة قد تكون الأصعب في حياته وهي تشكيل حكومة لبنانيّة في لحظة تفصل بين لبنان الذي سبق ولبنان الآتي على قدر الحلم اللبناني وفرحة اللبنانيين بوصول فخامة القائد جوزف عون إلى سُدّة الرّئاسة، ستكون مهمّة الرئيس نوّاف سلام أصعب بكثير من أيّ قضيّة نظر فيها في أي محكمة جلس على قوسها وأصدر حكمه فيها.
يرغمنا الغطاء الدّولي وحماسه لعودة لبنان إلى الحضن العربي بعد اختطافه بشكل معلن لعقدين من الزّمن وتم تحويله موقع قدم وشاطئاً لإيران على البحر الأبيض المتوسط، وقد منّ الله على لبنان فانكسرت رجلها عن هذا الشاطىء وانقطعت يد مخطّط أجندتها في لبنان، والحمد لله ثمّ الحمد لله الذي ضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين، ندرك أنّ نسيج بيئة حزب الله لبناني مئة بالمئة ولكنّه محتاج لقليل من الوقت، محتاج لـ «Cure» دموي بداية حتى يكتشفوا أن دماءهم وأولادهم وبيوتهم أغلى من إيران بأمّها وأبيها ويدركون أنّها لا تفرّط بالدّم الفارسي وتسترخص الدم العربي، و»Cure» عقلي يردّهم إلى هويّتهم وهويّه لبنان دستوريّاً وانتماءً، سيحتاجون من الـوقت قليلاً ليكتشفوا أكذوبة البيوت وخدعة إعادة بنائها لتكون أجمل، وريثما يحدث ذلك وقد بدأ يحدث، هل سيترك هذا الفريق الرئيسيْن الجديديْ الجادّيْن أن يعملا بكامل اندفاعتهما، أم سيضعون العثرات التي حفظها اللبنانيّون عن ظهر قلب؟!
وقبل «الثنائي الشيعي» هناك جوكر العرقلة «جبران باسيل»، أمامنا مجموعة عقد إذا كرجت فكفكتها فاعلموا أنّ الغطاء الدولي ضاغط وكابس عل أنفس الجميع، وإذا تعقّدت العقد وأشكال الحكومات والحصص وتوزيعات الحقائب والهجمة على المساعدات الدوليّة ومن سيضع يده عليها وابتلاعها، عندها سندرك أن لبنان مثل «ذنب الكلب الأعوج» لا يزال ينطبق علينا وعلى التحاصص والتناتش لا يزال قائماً في تشكيل كائناً من كان الرئيس وأن المدد للتأليف قد تمتد لعام كامل لتيئيس الرئيس واللبنانيين!!
وهنا ملاحظة، إنّها المرّة الأولى التي يأتي فيها رئيسان يحوزان رغبة الشعب اللبناني وتأييده الكامل الشديد للرئيس الجمهورية القائد جوزف عون، ورئيس الحكومة المكلّف القاضي نوّاف سلام، والشّعب هذه المرّة لن يكون لطيفاً كما كان في تشرين العام 2019، بل سيكون في مواجهة ملزمة لفريق اختطف البلد إلى حروب ودمار ورهنوه لخطط إيرانيّة استخدمته فيها لزعزعة الأمن في لبنان والسيطرة عليه وسلخه عن انتمائه العربي، أمّا لإخواننا العرب طوال العقديْن اللذين سيطرت فيهما إيران على لبنان واعتبرته جوهرة التاج الإيراني، نريد منكم أن تقدّروا أنّنا تمسكّنا حتى في أحلك الظّروف بانتمائنا العربي وواجهنا حزب الله باللحم الحيّ، نحن لا نريد منكم أنّ تجعلونا دُرّة التاج العربي، نحن شعب يعرف قيمته وقدره وأنّه لؤلؤة الشرق وأنّ عاصمته سيّدة العواصم وشرفة الدّنيا، نريد منكم فقط أن تعرفوا قيمتنا وأن لا تتخلّوا عنّا أبدأً، آلمنا كثيراً أن تعرف إيران قيمة لبنان في المنطقة، فيما كنتم أنتم تعلنون رفع يدكم عن لبنان!
m _ syoufi@hotmail.com
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.