نصراوي لـ «الشرق»: استمرار عجلة التصنيع
وأبوشقرا: المحروقات مؤمنة ونقوم بتوزيعها بشكل عادل
كتبت ريتا شمعون
الشرق – بعد الإنفجارات الضخمة المتتالية ودوي القصف على مناطق مختلفة من لبنان وتحديدا برج البراجنة الى بئر حسن والليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت فضلا عن الحدث والشويفات وتأكيد إستشهاد السيد حسن نصرالله تتزايد المخاوف في لبنان من إطالة أمد الحرب، السماء في لبنان لم تعد صافية بل ملبدة بدخان حرب مشتعلة أدّت الى أكبر موجة نزوح منذ حرب 2006 والى توجه إتجاهات الإنفاق نحو المواد العذائية الأساسية والإبتعاد عن جميع أنواع السلع غير الأساسية، لكن وبالبرغم من التطمينات الوزارية المختصة عن توفر المواد الغذائية والأدوية والمحروقات، بدأ الناس يتلمسون فقدان بعضها أو تراجع الكميات الى حدّ كبير، لا سيما أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية التي هي موجودة في الأساس في كميات قليلة جدا وأكثرية المرضى ليس بامكانهم الحصول عليها وهذه مشكلة حقيقية.
فبعدما كنا نعيش في حالة حرب كانت محدودة، اليوم نشهد حجم الدمار الكبير في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وسقوط 1640 شهيدا منذ أكتوبر الماضي وآلاف الجرحى بينهم أطفال ونساء، يسكن اللبنانيون اليوم هاجس نفاذ المحروقات والمواد الغذائية. وعليه، فإن كل القطاعات الإقتصادية في لبنان تعطلت، لا سيما قطاع الصناعات الغذائية في الجنوب هو شبه معطل في المناطق ما بعد صيدا والزهراني، ومصانع تدمرت في الشويفات إثر القصف الإسرائيلي كما أن هناك صعوبة كبيرة في تشغيل هذه المعامل وكذلك هناك صعوبات في موضوع الإمدادات اليها لا سيما بالنسبة للمواد الأولية والمحروقات.
وسط هذا المشهد، هناك امر إيجابي في باقي المناطق اللبنانية، وهو إستمرار عجلة تصنيع المواد الغذائية الضرورية وأدوات التنظيف وصناعة فرش الإسفنج، وفق نائب رئيس جمعية الصناعيين في لبنان جورج نصرواي الذي أكد في حديث لجريدة « الشرق» حرص الصناعيين في لبنان على تأمين المنتجات الأساسية الغذائية للبنانيين.
وأكد نصراوي أنه لا يوجد ما يدعو للقلق بشأن الإنتاج طالما ان المرفأ يعمل ، مطمئناً أن السلع الغذائية والمواد الأولية تكفي لمدة ثلاثة اشهر مقبلة، وثمة شحنات قادمة الى مرفأ بيروت تصل قريبا، أيضا تكفي ربما لمدة شهرين إضافيين، مع العلم أن الإستيراد لا يزال مستمرا عبر الموانىء اللبنانية وهذا من شأنه أن يحافظ على المخزون. وأبدى نصراوي ، ارتياحه لعودة « نظام نجم» في مرفأ بيروت الذي يستخدم لإنجاز المعاملات وإدخال الداتا ، (حيث تنتقل العمليات الإدارية اليه، من تسجيل طلبات الإستيراد ودفع الفواتير، ومن ثم يتم تسلّم البضائع عن المرفأ).
وللحفاظ على الأمن الغذائي للبنانيين أكد أن هناك إجراءات إستثنائية في المحافظات كافة، مشيرا الى ان العمل على توزيع المخزونات الغذائية مستمر على مختلف المناطق اللبنانية عبر الشركات والتجار، لضمان إستقرار الإمدادات، ورغم تأكيده على استقرار وضع سلاسل الإمداد في الوقت الحالي، إلا أنه يتخوف من تداعيات أي حصار بحري أو قطع معابر محتمل.
وقال نصراوي، أنه رغم كل حالات الطوارىء وارتفاع الطلب على السلع لا تزال المصانع اللبنانية مستعدة لتلبية حاجة السوق في المرحلة المقبلة، لكن التحدّي الأكبر بالنسبة الينا استيراد المزيد من المواد الأولية، أما لا سمح الله ، إذا تعرض مرفا بيروت لأي خطر، يؤكد أن مرفأ طرابلس سيكون البديل ومعبر لبنان الى الخارج نظرا للدور التكاملي مع مرفأ بيروت.
وبناء على المعطيات لدى نقابة أصحاب السوبرماركت ومراكز التجزئة في لبنان، وعلى الرغم من حصول نوع من الإزدحام فإن الوضع لا يرق الى مستوى التهافت وفق نصراوي، متوقعا استقرار في أسعار المواد الغذائية كون كل السلع متوافرة وبكميات كبيرة.
تتوالى التطمينات، فبعد إرتفاع الطلب على المحروقات الأسبوع الماضي، يؤكد ممثل موزعي المحروقات فادي أبوشقرا في حديث لجريدة «الشرق» أن البنزين متوفر في محطات لبنان كافة ولدى الشركات مخزون كاف منها، وأن لا أزمة بنزين او مازوت. وطمأن الى توفر الإحتياطات اللازمة على مدى 20 يوما أو اكثر في حال كان الطلب طبيعيا،غير ان الأمر مرتبط بطبيعة الحال بعمليات الإستيراد ويقول: طالما ان البحر مفتوح لا عراقيل في وجه الإستيراد، فالمادة مؤمنة ونقوم بتوزيعها بشكل عادل على مختلف المناطق اللبنانية ، مشيرا الى وصول بواخر محملة بالمشتقات النفطية بشكل منتظم الى المرافىء اللبنانية يضمن استقرار إمدادات الطاقة.
واشار أبوشقرا، الى ان ابرز المخاطر التي قد يتعرض لها قطاع المحروقات، هي في صعوبة الإستيراد عن طريق البحر، لافتا الى انه إذا توقف استيراد المحروقات عن طريق البحر، سيصبح لدينا شح بطبيعة الحال معتبرا أن هذا الأمر يصعب التكهن به.
وأضاف: إننا نمرّ في وضع صعب ونحن في حالة حرب، وسبق واتخذنا كل الإحتياطات تحسبا لأي طارىء، وهمنا تأمين مادة المازوت للمستشفيات والمولدات وهي مؤمنة في المحافظات كافة التي قد تشهد زيادة ملحوظة إذا تصاعدت المواجهات العسكرية مما قد يدفع المواطنين أيضا الى التهافت على شراء المحروقات لافتا الى أن الزحمة التي شهدتها المحطات على الخط الساحلي من الجنوب الى بيروت كانت نتيجة توجه أبناء الجنوب الى بيروت. وختم قائلاً: «أتمنى للبنان أن ينعم بالأمن والأمان وأن تزول الغيمة السوداء عنه في أقرب وقت».