نزع سلاح حزب الله: ايران؟ أم الشرع؟ أم نتنياهو؟

37

بقلم المحامي

د. عبد الحميد الأحدب

نزع سلاح “حزب الله” لم يعد موضع نقاش، النقاش هو متى؟ إعادة الإعمار تنتظر، وإعادة الحياة الإقتصادية والسياسية الى لبنان تنتظر!

ولنكن صريحين، فحزب الله يعني ايران، وهو مع الحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، وحماس في فلسطين، هم الأذرع الأربعة لإيران في العالم العربي.

وحرب أميركا على الحوثيين هي على ايران، لأن الحوثيين مالهم وسلاحهم من ايران، وأميركا تخاطب ايران من خلال ضرب الحوثيين المستمر، والذي سيدوم لحين القضاء على الحوثيين كما قال ترامب رئيس اميركا، والخطاب الأميركي لإيران عبر ضرب الحوثيين، تؤكد أميركا ان مهلته هي شهرين: إما انصياع ايراني بالتي هي أحسن، وإما ضرب أميركي لإيران بالتي هي أسوأ. وايران في وضع لا تُحسد عليه، فالغليان يعمّ أوساط الشعب الإيراني، والعملة الإيرانية تدهورت الى حد خطير ولا يُصدَّق! والبطالة متفشية الى حد شلل النشاط الإقتصادي، والإدارة مشلولة بحكم انقسامات مؤسساتها الخ…

متى يُنزع سلاح حزب الله اذاً؟

حين تسلم ايران، وحزب الله وسلاحه موضوع ايراني، فإذا سلمت ايران، سقط سلاح حزب الله، واذا لم تسلم أُسقِطت بالحرب الأميركية وأُسقِط معها سلاح حزب الله.

فسلاح حزب الله ليس موضوعاً لبنانياً ولا الدولة اللبنانية هي المكلفة بنزعه تطبيقاً لاتفاق وقف اطلاق النار تنفيذاً للقرار 1701، الدولة اللبنانية ليست مؤهلة لنزع هذا السلاح!!

ايران اذا سقطت او استسلمت يُنزع سلاح حزب الله!!! اما اذا طال الزمان والمجتمع الدولي كما المجتمع العربي مستعجلين على تطبيق اتفاق تنفيذ القرار 1701، فإن هناك مرجعين لنزعه كما تبدو المعطيات الدولية.

اذا تأخرت ايران، فإن أحمد الشرع مستعجل ومستعد لنزع سلاح حزب الله، والدليل ان تجربة ما حصل على الحدود اللبنانية السورية في منطقة “حوش السيد” في الهرمل، يؤكد ان سوريا عازمة ليس على نزع سلاح حزب الله بل عازمة على انهاء حزب الله من الوجود، لأن حزب الله هو الذي ارتكب المجازر في سوريا حماية لنظام بشار الأسد، وان حملته الداعمة للأسد كلفت الشعب السوري كثيراً من الدماء والإنهيار للدولة السورية، التي كانت محكومة من نظام بشار الأسد! واذا تخلفت وتأخرت سوريا بنظامها الجديد، فإن نتنياهو بالمرصاد ينتظر الإشارة الأميركية من ترامب!

ان لبنان واعادة الإعمار فيه ينتظران، والإقتصاد ينتظر، والسياحة تنتظر، وعودة الروح تنتظر! ولكن الدولة اللبنانية ليست هي من سينزع سلاح حزب الله.

ايران اذا سقطت يسقط السلاح! واذا تأخرت ايران فإن احمد الشرع ينتظر على أحرّ من الجمر لتصفية حساب الشعب السوري مع الذين ارتكبوا المجازر بحقه حماية لبشار الأسد.

واذا تأخر احمد الشرع فإن نتنياهو ينتظر اشارة اميركا.

سلاح حزب الله ليس له مستقبل، وتصفيته ونزعه في الأشهر المقبلة ليس على يد الدولة اللبنانية، وانما حسبما تؤول اليه اوضاع ايران!

فإن تأخرت ايران، فإن احمد الشرع جاهز للمهمة وعلى أحرّ من الجمر، والا لا بد مما ليس منه بدّ، حين تفشل الحلول الطبيعية يعطي ترامب الإشارة لنتنياهو ليتولى المهمة.

لا أدري اذا كانت اوساط حزب الله المنقسمة على نفسها في الوقت الحاضر لا تناقش ولا تدري الى اين هي ذاهبة.

لبنان باقتصاده واصلاحاته واعادة اعماره وعودة السياسة اليه، لبنان ينتظر.

والأيام المقبلة تحمل اجابات: ايران؟ أم احمد الشرع؟ أم نتنياهو؟ الأيام المقبلة قريبة والحلول تتسابق ونزع السلاح على نار حامية وقد آن الأوان!

د. عبد الحميد الأحدب

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.