نتنياهو يريد توريط أميركا!!!
كتب عوني الكعكي:
هناك بيت من الشعر لأبي الطيّب المتنبي جاء فيه: «أنا الغريق فما خوفي من البلل»… هذا البيت من الشعر ينطبق كلياً على ما يجري في إسرائيل، ولذلك لا بدّ من التوقف عند الأمور التالية:
أولاً: لأوّل مرّة في التاريخ تدخل إسرائيل حرباً تدوم أكثر من أسبوع مع الأخذ بالاعتبار حرب 1967 التي انتهت خلال أسبوع، وحرب احتلال بيروت التي دامت 100 يوم ولكن في ظروف مختلفة، والحرب الثالثة وهي حرب 1973 التي كانت أوّل مرّة يبادر العرب بشن حرب ضد إسرائيل تحت عنوان «تحرير فلسطين»، وللمناسبة فإنّ مصر أنور السادات استعادت صحراء سيناء بينما سوريا لم تستطع أن تصل الى اتفاق مع إسرائيل، لأنّ الرئيس حافظ الأسد، رحمه الله، كان يريد أن يصل الى اتفاق نهائي لكن قتل اسحاق رابين غيّر الأمور.
ثانياً: لأوّل مرّة تخسر إسرائيل حرباً، ولأوّل مرّة تخسر كما قلنا نصف عدد الدبابات التي تعتبرها فخر الصناعة الاسرائيلية، أعني دبابة الميركافا.
ثالثاً: لأوّل مرّة يسقط هذا العدد من القتلى في بداية عملية أبطال «طوفان الأقصى»، الرقم الأول 1200 قتيل وخطف 250 من 33 جنسية.
رابعاً: لأول مرة تدمّر إسرائيل مدينة بل قطاعاً كما فعلت في مدينة غزة وقطاعها، إذ محتها عن بكرة أبيها، ولا يزال الأبطال يقاومون يومياً ويطلقون الصواريخ من غزة على مدن فلسطين المحتلة، مما جعل الإسرائيليون يتحدثون مع أنفسهم: كيف دمّرنا غزة تدميراً كاملاً ولا تزال الصواريخ تنهال على رؤوسنا؟
خامساً: لأول مرة تستمر الحرب هذه الفترة الزمنية، إذ أنهينا الشهر العاشر ودخلنا في الشهر الحادي عشر والهدفان المعلنان من قِبَل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لا يزالان غير محققين: تحرير الرهائن كهدف أول، والقضاء على «حماس» كهدفٍ ثانٍ.
اليوم نتنياهو يعيش مأساة حقيقية، ويعيش فشلاً كبيراً، الفشل يبدأ بعدم تحرير ولو رهينة واحدة، والفشل أيضاً بالقضاء على «حماس».
من ناحية ثانية، فإنه مطلوب من ثلاث جهات:
مطلوب محلياً من القضاء الإسرائيلي.
ومطلوب من المحكمة الجنائية الدولية.
ومطلوب من جنوب أفريقيا من خلال محكمة العدل الدولية.
هذا الوضع جعل نتنياهو الفاشل الدائم لا يقوى على حلّ… وهنا ليس أمامه إلاّ أن يصعّد في الحرب ليورّط أميركا. وهذا قد يكون الحل الوحيد بالنسبة إليه.
كذلك، فإنّ أحد المراقبين يقول: طالما أن أميركا أعطت نتنياهو المال، فقد أرسلوا له 30 ملياراً في الفترة الأخيرة، وأعطوه جميع طلباته من الأسلحة. فالسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو الدافع كي يستجيب نتنياهو لأميركا إذا كان يحصل على ما يريد بسهولة، فلماذا لا يتمرّد على جو بايدن وإدارته؟.. طالما حصل على ما يريد، أي على المال والسلاح.
أميركا من ناحية ثانية يمكن أن نقول إنها المرة الأولى التي يجتمع فيها هذا العدد من القوات العسكرية، الى حاملة طائرات «أوهايو» و «إيزنهاور» و «جيرالد فورد» ومدمرات «يو اس اس ميسون»… وهنا لا بد من التوقف عند عدد العسكر المتواجدين في المنطقة، بالإضافة الى وجود عدد من الاساطيل والغواصات العديدة.
هذا العدد والعديد لم يكن متوافراً في مكان واحد في يوم من الأيام. وأميركا اليوم تنتظر أن يتم أي اعتداء على إسرائيل لتقوم هي بالدفاع، وطبعاً سوف يكون الرد الأميركي مدمّراً وكبيراً على عدد كبير من دول الممانعة.
في النهاية، نرجو أن يتغلب العقل على العاطفة، ونظن هنا أن هناك تريثاً إيرانياً مع حلفائها، لأنهم لا يريدون إعطاء فرصة لنتنياهو كي تنقذه أميركا من المستنقع الذي ورّط نفسه فيه.