مَنْ سيدفع ثمن الحرب الإسرائيلية على لبنان؟
كتب عوني الكعكي:
لو كان هناك عدالة دولية، لكان يتوجب على مجلس الأمن الدولي أن يصدر قراراً بإجبار إسرائيل أن تدفع ثمن كل حجر هدمته في لبنان، وقبل الحجر، هناك قتل البشر، أي أن عليها أن تعوّض على اللبنانيين الذين اغتالتهم بطائراتها وقذائفها ودباباتها وصواريخها بالكامل… ولكن للأسف لا توجد عدالة دولية. لأنّ أميركا سوف تمارس حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن وتجهض أي قرار.
تأتي بالدرجة الثانية إيران.. لأنّ هذه الحرب لم تكن حرباً لبنانية – إسرائيلية، بل إن إيران استغلت اللبنانيين ودفعتهم لمحاربة إسرائيل، مُسْقطة بذلك «الموت لإسرائيل» وشعار «الشيطان الأصغر». وإن نسينا فلن ننسى «فيلق القدس» الذي أنشأته إيران من أجل تحرير القدس، والذي لم يقدّم شهيداً واحداً من أجل فلسطين… بل إنها استغلت «الحزب العظيم» ودفعته لتنفيذ مخططها.. ومع الحزب استغلت سوريا، أي الرئيس الهارب الذي قتل مليوناً وخمسماية ألف مواطن سوري بريء من أجل مشروع ولاية الفقيه.
إيران ومنذ اللحظة الأولى للإنقلاب الذي أسقط شاه إيران محمد رضا بهلوي، رفعت شعار «تحرير القدس»، والأهم شعار «التشييع» في العالمين العربي والإسلامي. فبدأت بحرب 8 سنوات على العراق، حيث دُمّر خلالها الجيشان العراقي والإيراني.. وقدّم ثمنها كل بلدٍ مليوني شهيد… بالاضافة الى 2000 مليار دولار لكل بلد أيضاً. كله من أجل أن يصبح أهل العراق شيعة، أي تشييع أهل السنّة في العراق… ولم تكتفِ إيران بتخريب العراق، وسرقة أمواله ونفطه من أجل تمويل مشاريع التشييع، بل سيطرت أيضاً على اليمن، الى أن وصل الأمر بالقول على لسان قائدها آية الله الخامنئي: إننا نسيطر على أربع عواصم عربية: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء… وهنا لا بد من تسجيل نقطة أساسية حين حذّر العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين من الهلال الشيعي الـمُزمع إقامته بتخطيط من إيران.
بالعودة الى الخسائر الكبيرة التي سبّبها الجيش الإسرائيلي في لبنان، فنبدأ بالجنوب:
هناك اثنتان وستون قرية مدمرة تدميراً كاملاً ليس فيها حجر على حجر.
كذلك ما حدث لمدينة النبطية وجوارها، ومدينة صور التاريخية.
ننتقل الى البقاع بأقسامه الغربية والشرقية والشمالية، أي مدينة بعلبك التاريخية والهرمل والبقاع الأوسط.
ثم ننتقل الى الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت التي دُمّر أكثر من نصف مبانيها، بالاضافة الى الشويفات والعمروسية وغيرها:
أولاً: هناك 10 آلاف قتيل و50 ألف جريح.
ثانياً: تقدير أولي يشير الى أن كلفة إعادة الإعمار تحتاج الى 50 مليار دولار.
أخيراً، لو كانت هناك عدالة في العالم يجب على إيران أن تعوّض على لبنان وعلى اللبنانيين كل الخسائر التي تسبّبت بها، وهذا أقل من واجبها. ولكن للأسف الشديد تفتعل المشاكل في مطار بيروت كي تتهرّب من إرسال أي دعم الى «الحزب» أولاً وثانياً الى لبنان.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.