ميقاتي: ضمانات أميركية لخفض التصعيد.. و «الحزب »: من المساندة الى الحرب المفتوحة

42

في الشكل، اكثر من ملاحظة تسجل على اطلالة نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.. بداية انها الاولى المنظمة المُعدة بإتقان بعدما لم تكن الاطلالتان السابقتان موفقتين، وهي مسجلة ما دام تحدث عن استهداف قافلة المساعدات، مشيرا اليها باليوم في حين استهدفت القافلة امس. ثالثا والاهم ان قاسم وضع الى جانب علم الحزب، وللمرة الاولى، العلم اللبناني، ومقابلهما صورة الامين العام حسن نصرالله. وبدا واثقا يوجه رسائله بحزم ايحاء باستعادة المقاومة قوتها وجبروتها.

اطلالة قاسم هدفت ايضا الى تأكيد العودة الى حلبة الميدان بقوة الحزب المعهودة رغم الخسارة الموجعة واستكمال المسيرة نفسها، متوجها الى بيئته لشدّ ازرها بعدما تشردت في الطرق وباتت من دون مأوى، ساعيا الى اضفاء مشروعية وشرعية على الحرب علّها تخفف وهج النقمة عليه.

وبعيدا من خطاب قاسم وما سيليه، تتجه الانظار اليوم الى بكركي مع انعقاد قمة روحية طال انتظارها بعدما نُسِفت مرارا بفعل رفض مكون اساسي المشاركة فيها، الا ان الحرب التي تشنها اسرائيل واغتيال قادة حزب الله والمصير المجهول الذي ينحو لبنان في اتجاهه يبدو كلها فعلت فعلها في مجال ازالة العراقيل، والتئام القمة بحضور كامل.

وتقول مصادر معنية لـ «المركزية» ان العقبات التي اعترضت انعقاد القمة سابقا تمثلت بالغموض في مواقف البعض والانقسام السياسي الحاد حول مفاهيم وعناوين اساسية حالت دون الاتفاق على بيان يعتبر وثيقة وطنية ويشكل خريطة طريق لاخراج لبنان من ازمته ووضعه على طريق الانقاذ، الا ان البيان الذي اصدره رئيسا مجلس النواب نبيه بري ثم الثلاثي مع انضمام رئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط اليهما شكل ارضية صالحة لالتئام القمة استنادا الى مشروع سياسي رسمه البيانان سيناقشه رؤساء الطوائف الروحية ويخرجون ببيان يشكل استكمالا لخريطة الطريق التي تبنتها الدولة اللبنانية رسمياً.

نعيم قاسم

 فيما لبنان كله تحت القصف، وبينما لبنان الرسمي يعمل من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار، واصل نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم سياسة تبرير استمرار الحزب في المواجهات العسكرية فوعد جمهوره بالنصر في اطلالة هي الثالثة بعد اغتيال نصرالله مؤكدا عدم القدرة على فصل لبنان عن غزة، وأكد قاسم أن استهداف الإسرائيلي لكل لبنان، فإن حزب الله سيستهدف كل نقطة في الكيان الإسرائيلي، وسيتم اختيار النقطة التي تراها المقاومة مناسبة. وهنا لا بد من الالتفات إلى نقطة: «العدو يساعدنا في ضربه، فنحن نرسل صاروخاً فتتحرك المضادات الأرضية وبقايا الصواريخ لهذه المضادات تنزل على المستوطنات والسكّان، وأقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية الحلّ في وقف إطلاق النار، ولا نتحدث من موقع ضعف، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى. أما مع استمرار الحرب فستتزايد المستوطنات غير المأهولة، ولا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا وانظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه وما يقولونه لكم أقل من الحقيقة. وأكد قاسم أن المقاومة لن تُهزم لأنها صاحبة الأرض ولأن مقاوميها استشهاديون لا يقبلون إلا حياة العزّ وجيشكم مهزوم وسيهزم أكثر. وأكد أيضاً: «الحزب قوّي رغم الضربات القاسية، واستعدنا عافيتنا الميدانية ورممنا قدراتنا التنظيمية، ووضعنا البدائل، وأكرر لا يوجد مركز قيادي شاغر، وفي كل مركز يؤجد أيضاً البديل والميدان يشهد، الحزب قوّي بمجاهديه وإمكاناته وبتماسك الحزب وحركة أمل والجمهور الذي يعمل بتماسك بكل قوة وعزيمة، قوي بالحلفاء والإعلام النبيل والجمعيات المساندة والحكومة المتعاونة، وبالوحدة الوطنية التي أخرست أصوات النشاز حتى باتوا لا يستطيعون الكلام». وختم قاسم بثلاث رسائل، الأولى إلى المجاهدين بأنهم عنوان الجهاد والأمل وبشائر النصر، قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم، وثقتنا بكم كبيرة. والرسالة الثانية للشعب اللبناني ونحن في وطن واحد، وعملنا لأجل بناء البلد وإنقاذه، وإسرائيل هي التي تعطل حياتنا جميعاً بعدوانها المستمر، ويجب أن نبني وطننا معاً ولا يراهنن أحد على أنه سيستثمر خارج هذا الإطار، والميدان هو الذي يعطي النتيجة. أما الرسالة الثالثة فهي «لأهلنا، ونحن نقدّر تضحياتكم، أهلكم في الميدان وأنتم في النزوح، وأنتم أشرف الناس وأعظم الناس ونحن وإياكم في مركب واحد، ونعلم أن التضحية كبيرة وعلينا أن نتحمّل ونصبر رغم الصعوبات اليوم، وإذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، إن النصر مع الصبر.

اتصالات الحكومة

 في الغضون، اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «أن الاتصالات الدولية قائمة للوصول الى وقف اطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701». وشدد على «أننا نسعى الى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الامن الدولي، خصوصا وأن معطم الدول متعاطفة مع لبنان». واشار الى «ان في خلال اتصالاتنا مع الجهات الاميركية الاسبوع الفائت اخدنا نوعا من الضمانة لتخفيف التصعيد في الضاحية الجنوبية وبيروت والاميركيون جادون في الضغط على اسرائيل للتوصل الى وقف اطلاق النار». ولفت في حديث تلفزيوني الى «ان الاجراءات المشددة المتخذة في المطار هي لتفادي اي ذريعة يستغلها العدو الاسرائيلي». وردا على سؤال قال «ان الجيش مستعد لتعزيز وجوده في الجنوب بحدود عشرة الاف جندي اضافي ولكنه يحتاج الى الكثير من العتاد، وهذه مسألة اساسية لتنفيذ القرار 1701. اما ربط هذا القرار بقرارات اخرى مثل القرار 1559، فلا لزوم له او للحديث عنها، لانها ستتسبب بخلافات اضافية. علينا الاتفاق على استكمال تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، اي بسط سيادة الدولة على اراضيها وعدم وجود سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية، لان هذا القرار يغنينا عن الجدال المتعلق بالقرار 1559. واجبنا أن نفرض سيادة الدولة من خلال بسط سيادتها على كل اراضيها. نحن نشدد على تطبيق القرار 1701 كاملا وهو يفي بالغرض».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.