ميقاتي شدّد على أولوية وقف العدوان والتوصّل إلى وقف إطلاق النار

ميقاتي شدّد على أولوية وقف العدوان والتوصّل إلى وقف إطلاق النار

14

الشرق – عقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات في الرياض، قبيل عقد القمة العربية الاسلامية بعد ظهر امس.

وفي خلال هذه اللقاءات، شدد رئيس الحكومة «على اولوية وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والتوصل الى وقف اطلاق النار».

وطلب «دعم موقف لبنان بوجوب وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة».

 وفي هذا الاطار، استقبل ملك الاردن عبد الله الثاني الرئيس ميقاتي، في حضور نائب رئيس الحكومة الاردنية ووزير الخارجية ايمن الصفدي، ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب ووزير الزراعة عباس الحاج حسن.

وجدد ملك الاردن تأكيد دعمه للبنان في مواجهة المحنة الصعبة التي يمر بها، مشدداً على «استمرار الاردن في دعم الجيش لتمكينه من تنفيذ مهامه في الجنوب».

وقد شكر رئيس الحكومة الملك عبدالله على وقوفه الدائم الى جانب لبنان ودعمه على الصعد كافة.

 والتقى رئيس الحكومة ولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح و»تم بحث العلاقات الثنائية وتجديد وقوف الكويت الى جانب لبنان على الصعد كافة».

وشكر رئيس الحكومة ولي عهد الكويت على «وقوف بلاده الى جانب لبنان».

 كما اجتمع رئيس الحكومة مع رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، في حضور الوزيرين بو حبيب والحاج حسن والوفد العراقي المرافق.

وقد عبّر الرئيس ميقاتي عن «شكر العراق لوقوفه الدائم الى جانب لبنان». 

بدوره، أشار الرئيس السوداني إلى أنه في صدد ارسال مساعدات عاجلة لدعم لبنان في هذه المرحلة الصعبة».

 وعقد رئيس الحكومة اجتماعا مع رئيس وزراء ماليزيا أنور ابراهيم في حضور الوزيرين بو حبيب والحاج حسن. وفي خلال الاجتماع، شكر رئيس الحكومة نظيره الماليزي على «مساهمة بلاده الفاعلة في اطار قوات اليونيفيل جنوب لبنان»، كما طالب «بالضغط لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان». 

واشار رئيس وزراء ماليزيا الى أن «بلاده بصدد تقديم مساهمة مالية للبنان لدعمه في الظروف الصعبة التي يمر بها».

وكان ميقاتي ألقى كلمة لبنان، في القمة العربية – الاسلامية، ومما جاء فيها: أخاطبكم اليوم من هذا المنبر باسم لبنان، للتعبير عن هول الكارثة التي نعيشها هذه الايام، فلا أحدثكم عن لبنان الذي تعرفونه، حضارة وعلما وجامعات ومستشفيات، وصحافة رائدة، ولا أحدثكم عما مر به من نكبات وويلات على مدى نصف قرن، وما بذله في سبيل العروبة والقضية الفلسطينية، وما فعلته حروب الآخرين على أرضه، بل أحصر كلامي بلبنان الذي لم يتسن لكم بعد أن تروه كما تراه عيون اللبنانيين، مشاهد يتبدل شريطها ثانية فثانية، وغارة فغارة، وجريمة ضد الإنسانية تلو أخرى، بأبشع الوسائل وأفدح الإجرام. اضاف: يمر لبنان بأزمة تاريخية مصيرية غير مسبوقة تهدد حاضره ومستقبله، فهو يعاني من اعتداء إسرائيلي صارخ ينتهك أبسط قواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي وضعت لحماية المدنيين في النزاعات المسلحة.

وهذا الاعتداء يأتي ليضاف الى كم من التحديات البنيوية والازمات المتراكمة والملفات الشائكة.

وبطبيعة الحال، لا يجوز ولا يمكن أن تستمر اسرائيل في عدوانها المتمادي على لبنان وشعبه، وانتهاك سيادته وتهديد علة وجوده من دون حسيب أو رقيب. هذا الوطن- الرسالة الذي يعتبره الاشقاء والاصدقاء بمثابة حاجة للامن والسلم والامان والاستقرار والازدهار في المنطقة. إنه لبنان الذي يتفق اللبنانيون جميعا على نهائية كيانه وفق مقدمة الدستور»المنبثق من اتفاق الطائف الذي رعته المملكة العربية السعودية ، هو لبنان السيد، الحر، المستقل، الوطن النهائي لجميع ابنائه. لبنان العربي الهوية والانتماء الملتزم مواثيق الجامعة العربية ومنظمة الامم المتحدة وهو احد مؤسسيهما، والملتزم شرعة حقوق الانسان والاعلان العالمي لحقوق الانسان. وتابع ميقاتي: لقد تسبب العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان بخسائر انسانية فادحة،فتجاوز عدد الضحايا حتى الآن أكثر من ثلاثة الآف شهيد، والجرحى أكثر من ثلاثة عشر الف شخص.

وقد تسبب هذا التصعيد باجبار حوالى مليون ومئتي الف لبناني، على النزوح في غضون ساعات معدودة مما أضاف عبئا جديدا على كاهلنا وعلى وضعنا الداخلي المثقل بالازمات المتتالية.

وتأتي الآثار الاقتصادية لهذا التصعيد العسكري لتزيد من حجم المأساة، إذ وفقا لتقديرات البنك الدولي الأخيرة، قدرت الأضرار والخسائر المادية لغاية اليوم بثمانية مليار و500 مليون دولار ، منها ثلاثة مليارات واربعمئة مليون دولار تشمل تدميرا كليا او جزئيا لمئة ألف مسكن ، فيما الخسائر الاقتصادية بلغت خمسة مليارات ومئة مليون دولار وتشمل التربية والصحة والزراعة والبيئة وقطاعات أخرى.

ولا يمكن لأي دولة أن تتحمل وحدها عبء هذا الدمار الهائل، فكيف بلبنان، الذي يواجه أزمة اقتصادية ومالية متفاقمة وغير مسبوقة منذ خمس سنوات.

باسم جميع اللبنانيين انتهز هذه المناسبة لاوجه كلمة شكر وامتنان لكل الدول التي دعمت لبنان وتدعمه باستمرار، مثنيا على الروابط التي تشدكم دوما إلى لبنان وتشدنا دوما اليكم.

ما يجمعنا لا يفرقه اي ظرف، من هنا ادعوكم صادقا الى التكرم بمساندة الدولة اللبنانية والمؤسسات الدستورية والسيادية والنقدية والاستمرار مشكورين في ارسال المساعدات الانسانية والغذائية والصحية العاجلة والملحة. 

كما ادعو بلدان الاقليم والعالم الى احترام خصوصية لبنان ودعمه كنموذج تعددي يقتدى به في كافة المجتمعات التعددية، وهو يدعو ايضا الى الامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية عبر دعم هذه الفئة او تلك بل دعم لبنان الدولة والكيان.

 وبانتظار الظروف الملائمة لعودة النازحين الى ديارهم، أعد لبنان برنامج دعم دقيق وشفاف لحسن ضيافة النازحين خارج ديارهم وتأمين المتطلبات الانسانية لاقامتهم الموقتة واخلاء المدارس لاعادة التدريس وتأمين التحاق الأولاد النازحين بمدارس ملائمة وتأمين المساعدة الغذائية والصحية، والتحضير ، وفور بلوغ مرحلة وقف اطلاق النار، لعودة الاهالي الى قراهم، وذلك باعداد برنامج للعودة.

ونحن في صدد إنشاء صندوق تمويلي يتغذى من اسهامات الدول الشقيقة والصديقة باشراف ادارة اممية على أن يكون الانفاق لاعادة الاعمار، خاضعا للتدقيق الدولي الموثوق.

ويبقى الاساس هو وقف العدوان المستمر على لبنان فورا واعلان وقف اطلاق النار، وإرساء دعائم الاستقرار المستدام، مع تأكيد التزام الحكومة اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته.

واليوم نجدد نداءنا إلى أصدقائنا من الدول العربية والإسلامية، وإلى المجتمع الدولي بأسره، للدفع معنا في الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار وبدء تنفيذ هذا القرار كمدخل لاستقرار دائم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.