مفاوضات غزة من دون أفق ومؤشرات الحرب ترتفع
حمادة قال: الحرب خلال أيام أو ساعات .. ثم تراجع
كل المعطيات الميدانية منها والسياسية والديبلوماسية تؤشر الى اخفاق مفاوضات غزة واتجاه الاوضاع نحو واحد من اتجاهين، الحرب الشاملة وسيخرج منها الجميع خاسرين علما ان الراغب الاول بها هو رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو خلافا لسائر الاطراف لا سيما الولايات المتحدة الاميركية ومصر وقطر وحتى ايران وحزب الله، او استمرار العمليات الامنية في شكل اوسع الى حين انتهاء الانتخابات الاميركية.
اسرائيل ماضية في استفزاز المحور الى الحد الاقصى. غارات متتالية تتنقل بين الجنوب والبقاع، استهداف مخازن صواريخ للحزب، اغتيالات للقادة وآخرهم امس خليل المقدح في صيدا. فالى متى يطول صبر الحزب وايران اللذين لم يردا بعد على اغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر.
التصعيد العسكري يسيطر على الاراضي اللبنانية ،في ظل ما يبدو انه ترنُح مفاوضات التهدئة في غزة، وقد قال النائب مروان حمادة امس ان لديه معلومات من مسؤولين على علاقة مباشرة بالمفاوضات أنّ الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ساعات.
ولكن حمادة تراجع عن كلامه مؤكدا انه فسر خطأ.
اغتيال
في الميدان، وللمرة الثانية على التوالي اغار الطيران الاسرائيلي بقاعا امس، كما نفذ اغتيالا في صيدا. في التفاصيل، شنت مسيرة إسرائيلية غارة في منطقة الفيلات في صيدا، استهدفت سيارة الضابط المتقاعد في حركة فتح خليل المقدح، الذي قتل. وخليل المقدح هو شقيق القيادي في فتح منير المقدح ومن كتائب شهداء الاقصى. واعلنت القناة 14 الإسرائيلية ان خليل المقدح كان ناشطاً في فيلق القدس التابع للحرس الثوري. واشار الجيش الإسرائيلي الى ان المقدح كان ينقل الأموال والأسلحة إلى الضفة الغربية.
مراقبة الهدنة
ليس بعيدا، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب رئيس بعثة الأمم المتّحدة لمراقبة الهدنة في لبنان اللواء باتريك غوشا يرافقه رئيس اللجنة المشتركة لمراقبة الهدنة في بيروت المقدم جيرارد كيرنز، وتم عرض الأوضاع المتوترة في لبنان والمنطقة في ظل استمرار اسرائيل في عدوانها وتصعيدها وعرقلتها مساعي التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة. وشدد بوحبيب على ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة وبعثتها لمراقبة الهدنة الدور المنوط بهما، وأدان الاستهدافات الاسرائيلية لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان، كما أمل أن تـُصدر الأمم المتحدة تقريرا بشأن حادثة مجدل شمس لتبيان حقيقة ما جرى وسحب ذريعة حق الدفاع عن النفس التي اعتمدتها اسرائيل لشنّ اعتدائها على الضاحية الجنوبية لبيروت بتاريخ 30 تموز 2024. من جهته، حذر اللواء غوشا من خطر التصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل، مؤكدا أن الـ UNTSO تقوم بدورها وتراقب الحدود من الجهتين.
اجتماع كهربائي
كهربائيا، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً في السرايا امس، ضمّ وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وزير المال يوسف خليل، المدير العام لوزارة المال جورج معراوي، ومستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس. وصرّح فياض بعده: خصّص الاجتماع لبحث موضوع دفع مستحقات المؤسسات والإدارات العامة لصالح “كهرباء لبنان”، وكما هو معلوم كان هناك سلفة خزينة بقيمة 6800 مليار ليرة ولم يدفع منها سوى ألف مليار ونعمل على صياغة حل للمبلغ المتبقي كي يتم دفعها بأسرع وقت ممكن.
التحقيق
ايضا، وصل فياض إلى قصر العدل في بيروت ودخل فورا إلى مكتب النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار الذي باشر الاستماع إلى إفادته في ملف الكهرباء. وكان الحجار استمع قبل ذلك إلى المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك الذي غادر من دون الإدلاء بأي تصريح.
السواد المطلق
في السياق، أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة”، سمير جعجع، أن “محور الممانعة” في لبنان أثقل آذاننا بالحديث عن “السواد الأعظم” حتى أوصل الشعب اللبناني إلى “السواد المطلق”، فصحيح أن من يتحمّل المسؤوليّة المباشرة لـ”العتمة الشاملة” التي يعيشها لبنان اليوم هم وزراء الطاقة المتعاقبون منذ العام 2009 وحتى اليوم، إلا أن هذا الأمر لا يعفي ابداً “محور الممانعة” من المسؤوليّة، لأن هؤلاء حلفاؤه الذين عطّل من أجلهم تشكيل الحكومات المتعاقبة، ولا يمكن لهذا المحور التنصل من المسؤوليّة السياسيّة المباشرة في هذا الموضوع”، لافتاً إلى أن “ما يحل بلبنان اليوم ليس بمفاجئ، فهذا المحور أينما حل، حل معه الخراب والدمار والسواد والموت”. وأشار جعجع إلى أن “أزمة الكهرباء اليوم نتيجة مباشرة لوعود كاذبة أطلقها وزراء الطاقة منذ الـ2009 بـ”الكهرباء 24/24”، حيث أوهموا الشعب اللبناني مراراً وتكراراً بأن الكهرباء ستكون متوفرة على مدار الساعة، وبعد فشلهم الذريع استمروا بالكذب والهروب إلى الأمام وانتقلوا إلى نغمة “ما خلونا”، في حين ان الحقيقة هي أن جل ما قام به هؤلاء على أرض الواقع لم يكن سوى فساد مستشر بشكل مطلق، ومحسوبيات وزبائنية وسمسرات أدت إلى إهدار مقدرات الدولة وإغراق البلاد في نهاية المطاف في الظلام الدامس”. وأعلن جعجع أن تكتل “الجمهورية القوية” لن يبقى صامتاً أمام هذا الوضع المزري. وكشف عن أن التكتل في طور طلب تشكيل لجنة تحقيق برلمانيّة لتحديد المسؤوليات في ما آلت إليه أوضاع الكهرباء في لبنان، كما تقديم اقتراح قانون في أسرع وقت ممكن لإشراك القطاع الخاص في انتاج وبيع الكهرباء. وأضاف: “إن ما حدث في وزارة الطاقة يتجاوز بمراحل الإخلال الوظيفي المعتاد”، واصفاً ما شهده اللبنانيون في السنوات الـ15 الأخيرة في هذا القطاع بأنه يمثل أسوأ نماذج الفساد في إدارة مؤسسات الدولة ومقدراتها.