معطيات الأرض لا تبشّر ولكن.. هل يخرق هوكشتاين؟!

56

لارا يزبك

الشرق –  لا يبشّر ما يقوم به طرفا الحرب جنوبا، وما «يبوحان» به ايضا، بالخير.

فقد أعلن الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، في كلمة أمام الكنيست أمس: في الجبهة الشمالية، نحن نقترب من نقطة الحسم (مع لبنان) في كيفية المضي قدماً في نهجنا العسكري. وهذه هي جبهة العمليات التي تواجه التحدي الأكبر والأكثر إلحاحاً، ويجب أن نتعامل معها على هذا الأساس. أناشد من هنا المواطنين الذين أُجلوا، والذين سيحتفلون أيضاً بليلة عيد الفصح خارج منازلهم، وأعدكم. إننا نراكم، وندرك الصعوبة الهائلة التي تواجهونها وشجاعتكم الكبيرة. سنعمل على إعادتكم إلى منازلكم بأمان، حتى قبل بدء العام الدراسي المقبل.

على وقع هذا الموقف التصعيدي، أعلنت كتائب القسام أنها «قصفت من جنوب لبنان ثكنة شوميرا العسكرية في القاطع الغربي من الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة بـ 20 صاروخ غراد، رداً على مجازر العدو الصهيوني في غزة الصابرة والضفة الثائرة».

تأتي هذه المستجدات غداة اجتماعات استضافها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاليزيه حضرها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، كان الوضع الجنوبي الحاضر الابرز فيها.

هذا التزامن في الاحداث والمواقف ليس صدفة. فبحسب ما تقول مصادر ديبلوماسية لـ»المركزية» ما كان ماكرون ليطلب هذه المحادثات الفرنسية – اللبنانية لو لم يكن على علم بما تعد له تل ابيب وبأنها جادة واكثر، في مخطط مهاجمة حزب الله على نطاق واسع في لبنان.. وقد عقد هذا اللقاء بعد اتصالات فرنسية – اميركية اجراها الموفد الفرنسي جان ايف لودريان والاميركي اموس هوكشتاين، تقاطعت فيها معطيات الدولتين على انه لا بد من ايجاد تسوية سريعة لاعادة الهدوء الى الجنوب اللبناني، بالديبلوماسية، قبل ان يتولى الإسرائيلي القيام بذلك بنفسه، بالاداة العسكرية.

لكن يبدو حتى الساعة ان هذه المساعي لم تحقق الهدف، بدليل كلام غانتس العالي السقف من جهة، وسلوك حزب الله في الميدان من جهة ثانية..

فالاخير، من خلال فتحه الباب من جديد للقسام، للتحرك عبر الجنوب، وذلك بعد فترة انقطعت فيها عن ذلك، انما يريد إفهام تل ابيب بأنه لن يكون وحيدا في الحرب اذا قررت شنها، بل ستنخرط فيها أذرعٌ ممانعة اخرى، بمعنى ان إسرائيل لن تواجه الحزب فقط، بل الحزب وحلفاءه.

هذه المؤشرات الإسرائيلية و»الحزب الهية» غير مطمئنة بل تدل على انه وفي السباق بين الجهود الديبلوماسية للتهدئة من جهة والاستعدادات للحرب من جهة ثانية، لا تزال الغلبة للخيار الثاني.

وحدها زيارة محتملة لهوكشتاين الى بيروت، في الساعات المقبلة، يمكن ان تشكل دليلا على ان ثمة خرقا ما، في المشهد الساخن، تمكّنت الكولسة الديبلوماسية من تحقيقه. فهل يحط الموفد الاميركي في المنطقة كما تردد اليوم ام يعدل مجددا عن ذلك؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.