ماذا يريد الشعب اللبناني؟؟؟
كتب عوني الكعكي:
هذا ليس سؤالاً عادياً، بل هو يعبّر عن رأي أكثرية اللبنانيين.. لسبب بسيط هو:
لو عدنا الى ما حصل في لبنان منذ عام 2000… وأعني هنا، منذ التحرير لأوّل مرّة في تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي المتمثل بانسحاب إسرائيل من دون شروط. واستعرضنا تلك الحقبة لبادرنا بالسؤال الحقيقي وهو: هل استطاع حزب الله أن ينجح في حكم لبنان؟
حقيقة، إنّ «الحزب» فشل فشلاً ذريعاً في الحكم وذلك للأسباب التالية:
أولاً: شارك «الحزب» في البرلمان اللبناني وتقاسم مع حركة أمل مناصفة عدد النواب الشيعة وبعض حلفائهم.
ثانياً: شارك «الحزب» في الحكومة، بعد رفضه المشاركة في السابق.. ورغم مشاركته لم ينجح رغم انه، وكما هو معروف، كان يختار الوزارات التي يريدها، وأهمها وزارة الطاقة.. وهنا لا بد من الاشارة الى ان تسلم «الحزب» وشركائه هذه الوزارة، وأعني هنا «جماعة عون»، كلفت هذه الوزارة وحدها خسائر تفوق الـ65 مليار دولار تكبدها الشعب اللبناني.
ثالثاً: خلال تلك الحقبة، لم تتشكل حكومة واحدة إلاّ بعد انتظار سنة كاملة ليختار «التيار الوطني الحر»، حليف حزب الله وزاراته في أي حكومة يُزمع تشكيلها.
رابعاً: خلال تلك الحقبة، لم يتم انتخاب رئيس جمهورية واحد، إلاّ بعد انتظار طويل يتراوح من سنة الى 3 سنوات كي يفرض «الحزب» الرئيس الذي يريده. ويكفي أن يكون حكم الجنرال ميشال عون وصهره، عنواناً لأكبر فشل في تاريخ لبنان.
خامساً: يكفي أن الانهيار المالي ما كان ليحصل، لولا حكم «التيار الوطني الحر» الذي كان همّه عرقلة وانتقاد كل من يقف أمامه.
سادساً: يكفي أيضاً أنّ فرنسا عقدت مؤتمراً لدعم لبنان بمسعى من الرئيس سعد الحريري واستطاعت أن توفر ١١.٥ مليار دولار لدعم لبنان، شرط أن يقوم المجلس النيابي بالتشريعات اللازمة لضمان الدول والشركات التي تريد أن تدعم لبنان.
وهنا أسأل: ماذا فعلنا نحن في لبنان؟.. انشغلنا في التنظير وكثرة الكلام والانتقادات حتى خسرنا فرصة تاريخية لإنقاذ الشعب اللبناني.
سابعاً: لم يكتفِ الرئيس عون بالانتقام من الرئيس سعدالدين الحريري، بل استدعى الى الحكم شخصية، لا علاقة لها بأي حكم… حتى ولا بأي نجاح في أي عمل، ويكفي أنه رفض دفع سندات اليورو بوند، كي يدمّر قطاع المصارف الذي كان من أهم القطاعات في لبنان والمنطقة.
لم يكتفِ الجنرال عون بتدمير لبنان مرتين: الأولى عام 1988 بعد تعيينه من قِبَل أمين الجميّل رئيساً للحكومة العسكرية، والمرة الثانية عندما جاء به «الحزب»، بعد «اتفاقية مار ميخايل» بينهما، وبعد انتظار سنتين ونصف السنة رئيساً للجمهورية.
انتهى عهد الشؤم ولا يزال الشعب اللبناني ينتظر من المجلس النيابي، انتخاب رئيس جديد للبلاد.. وبما أن «الحزب» وضع شروطه، وبما أن الشروط غير مقبولة، فقد دخلنا في العالم الثالث والجمهورية من دون رئيس.
ولم يكتفِ «الحزب» بهذا الفشل، بل الأهم هو عدم التزامه بتنفيذ القرارات الدولية، إذ كان يتهرّب دائماً حتى وصلنا الى أكبر فشل في تاريخ لبنان.
وبالنسبة لموضوع القرارات الدولية نتساءل: لماذا لا ينفذ لبنان القرارات الدولية بدءاً بـ425 و426 الى 1559 الى 1680 وحتى الـ1701؟
بل ماذا فعلنا بهذه القرارات، ولماذا لم يتم تنفيذها؟