ماذا يجري في سوريا الحبيبة؟؟!!!

0

كتب عوني الكعكي:

لا شك، لكي تعرف ماذا يجري في سوريا، عليك أولاً أن ترى ماذا يجري في إيران؟

حيث تفيد المعلومات الواردة من إيران، أنّ هناك خلافات كبيرة وشديدة بين آية الله الخامنئي، وبين الدولة (أي الرئيس المعيّـن). والأخطر هو الخلاف بين الحرس الثوري وبين «فيلق القدس».

إذ تفيد المعلومات أنّ «فيلق القدس» على خلاف كبير مع الحرس الثوري، لأنّ الحرس الثوري يحمّل «الفيلق» مسؤولية سقوط سوريا، وسقوط لبنان… وأنّ المليارات التي دفعت منذ عام 1980، والتي وصلت الى حدود الـ200 مليار دولار ثمن أسلحة ورواتب كلها ذهبت مع الريح.

في لبنان، كان لسقوط حزب الله تأثير كبير على المرشد الأعلى آية الله الخامنئي، خصوصاً أنّ الأموال التي صرفت عليه ذهبت سدى… في وقت يعاني الشعب الإيراني الأمرين من الوضع الاقتصادي الصعب. إذ يكفي العقوبات التي تتعرّض لها إيران حتى وصلت الأمور الى درجة لم تعد تحتمل، في بيع النفط نظراً للعقوبات…

ومن ناحية ثانية، وصلت العملة الى مكان لم يعد يمكن احتماله، إذ صار سعر الدولار الأميركي الواحد يساوي 42000 تومان إيراني.

بالعودة الى الخلاف بين الحرس الثوري وبين فيلق القدس، فإنّ الحرس الثوري يحمّل فيلق القدس المسؤولية الكاملة عن سقوط النظام السوري وسقوط حزب الله. ولنا عودة الى مزيد من المعلومات داخل إيران في ما بعد.

اما بالنسبة لما حدث في الساحل السوري، فإنّ المعلومات تفيد أن إيران، أي الحرس الثوري وفيلق القدس عادا الى ترتيب مؤامرة على سوريا، ومن أجل ذلك استنفرا الحشد الشعبي وبعض المنظمات العراقية الموالية للحرس الثوري الإيراني في محاولة لتدبير هجوم يبدأ من العراق باتجاه سوريا.

ومن ناحية ثانية، كانت محاولة لجمع بعض القيادات العلوية التي كانت داخل الجيش السوري أيام عهد الرئيس السوري الفار ومعهم تجار المخدرات والكبتاغون والتهريب، في محاولة لقلب نظام الحكم، ولكن القوات الشرعية استطاعت وبقوة أن تسيطر على الوضع العسكري وأن تعتقل كبار الضباط العلويين الذين قاموا بالمؤامرة.

وفي التفاصيل، بدأت المحاولة في ساعات الصباح الباكر يوم الجمعة الفائت، حيث تحركت فلول النظام بتنسيق مسبق مع الهجري وقوات «قسد». وكان المطلوب من فلول النظام السيطرة على اللاذقية.

أما الهدف فكان واضحاً… الاستيلاء على المدينة في 24 ساعة فقط. مما كان سيسمح لقوات المجلس العسكري ومن خلفهم بالتحرك نحو دمشق وقوات «قسد» بالتقدّم الى حلب. بينما تنطلق ميليشيات أخرى من فلول النظام البائد نحو حمص.

كانت الخطة تعتمد على سرعة التنفيذ والتنسيق الدقيق بين هذه الأطراف لخلق حالة من الفوضى، تعيد ضباط النظام السابق الى الواجهة.

لكن هذه الخطة اصطدمت برد فعل سريع وقوي من الجيش التركي الذي تدخل مباشرة حيث قصف مواقع «قسد» في الشمال الشرقي، مما أغلق تحركاتها نحو حلب وأعاق نشاطها.

في الوقت نفسه، انتشرت قوات «جيش سوريا الحرة» على الحدود العراقية لمنع أي دعم خارجي من الميليشيات الموالية لإيران.

وداخل سوريا خرج أهل السنّة في تظاهرات واسعة لدعم الحكومة الجديدة معبّرين عن رفضهم القاطع لعودة النظام السابق، أو أي محاولات لتقسيم البلاد.

أما الجيش السوري وقوات الأمن، فقد نفذا عمليات عسكرية دقيقة سحقت فلول النظام في اللاذقية منعاً لإتمام الخطط.

أما الأطراف المتورطة في المؤامرة فهي:

* فلول النظام التي تضم ضباطاً وعناصر من الجيش والميليشيات الموالية للأسد. وكانت هي القوة المنفذة الرئيسة في اللاذقية.

* اما «قسد» فقد وفّرت الدعم العسكري من الشمال الشرقي، مستغلة سيطرتها على مناطق واسعة لمحاولة خلق جبهة جديدة ضد الحكومة، لكن محاولاتها باءت بالفشل الذريع. فماذا كانت نتائج المؤامرة؟:

فشل الانقلاب كان حاسماً.. فالجيش السوري سحق القوات المهاجمة في اللاذقية. بينما أدى القصف التركي الى تشتيت «قسد» وإضعاف موقعها.

أما انتشار «جيش سوريا الحرّة» على الحدود العراقية، فقد أدّى الى قطع أي أمل في تدخل خارجي، وكانت نتائجه رائعة.

أما خروج أهل السنّة فقد عزّز الدعم الشعبي للحكومة بالتأكيد.

خلاصة القول: إنّ محاولة الانقلاب أظهرت أن التحديات والمؤامرات أمام الإدارة السورية الجديدة لم تنته بعد.

لكن الردّ السريع من «جيش سوريا الحرّة» والشعب السوري وقوات الأمن أثبت أن هناك إرادة قوية للحفاظ على المكاسب التي تحققت بعد سقوط النظام البائد.

إنّ الحادثة رغم خطورتها، عززت موقف الحكومة، وأكدت أن أي محاولة لإعادة عقارب الساعة الى الوراء ستواجه مقاومة شرسة من الداخل… لأنّ الشعب السوري بمجمله فرح بالتخلص من نظام الطاغية بشار وأعوانه.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.