لبنان يمتص تداعيات هجوم نصرالله على قبرص

بيان من الخارجية واتصال يؤكد متانة العلاقات

69

فيما الميدان جنوباً على غليانه والعمليات الامنية الاسرائيلية على غاربها مستهدفة عناصر وقيادات حزب الله، ومنسوب التهديدات المتبادلة بشن حرب واسعة والرد بالاستعداد لها يرتفع، وبينما تمارس واشنطن أقصى ضغوطاتها لضبط الاندفاعة نحو تنفيذ ما تحذر منه، اصابت رسالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى الدولة القبرصية وتحذير حكومتها من فتح مطاراتها وقواعدها العسكرية لاسرائيل واعلانه “اننا سنتعاطى معها على انها جزء من الحرب اذا ما اقدمت على هذه الخطوة”، العلاقات بين الدولتين اللبنانية والقبرصية برصاصة كادت تهشمها وتحدث نزيفا تصعب مداواته، لولا مسارعة الطرفين الى انتزاعها بعلاج ديبلوماسي عبر بيان صدر اولا عن وزارة الخارجية اللبنانية يؤكد اهمية وتاريخ العلاقات اعقبه اتصال من وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بنظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس واعلان من المتحدث باسم الحكومة القبرصية بأنه لن يتم منح أي دولة الإذن بإجراء عمليات عسكرية عبر قبرص.

نفي قبرصي

ونقلت صحيفة “قبرص ميل” الناطقة بالإنكليزية تصريحات المتحدث، الذي أضاف: “قبرص ليست متورطة ولن تتورط في أي حرب أو صراعات، وبالتالي فإن التصريحات التي أدلى بها زعيم حزب الله لا تتوافق مع الواقع”.

كما كرر ما قاله الرئيس نيكوس خريستودوليديس الأربعاء، إذ قال إن قبرص “جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة”، وأصر على أن الجزيرة “ركيزة للسلام والاستقرار في المنطقة”، مضيفا أيضا أن علاقاتها مع لبنان “ممتازة”.

وأضاف المتحدث أن الحكومة لن تسمح لأي دولة بتنفيذ عمليات عسكرية على الجزيرة، لكنه أشار إلى “خصوصية” وجود القواعد البريطانية في قبرص، التي قال إنها “تتمتع بوضع مختلف”.

احتواء

في السياق، أجرى بوحبيب اتصالا بوزير الخارجية القبرصي وأعرب له عن تعويل لبنان الدائم على الدور الإيجابي الذي تلعبه قبرص في دعم الاستقرار في المنطقة. من جهته أكد الوزير القبرصي مضمون البيان الصادر عن رئيس جمهورية قبرص يوم أمس من ان بلاده تأمل ان تكون جزءاً من الحل وليس جزأءً من المشكلة. وشدد ان قبرص ليست في وارد التورط بأي شكل من الأشكال في الحرب الدائرة في المنطقة. كما أوضح ان قرار اقفال السفارة القبرصية ابوابها ليوم واحد كان محدداً مسبقا لأسباب ادارية تتعلق بنظام التأشيرات وهي ستعاود العمل كالمعتاد بدءا من الغد. ختاماً أكد الوزيران على عمق علاقات الصداقة التي تربط البلدين واهمية تعزيز التعاون الثنائي بينهما لما فيه مصلحة الشعبين.

السفارة والتأشيرات

ليس بعيدا، وبعد معلومات صحافية سرت عن اقفال سفارة قبرص في لبنان ابوابها كرد فعل على كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله امس، أعلنت سفارة جمهورية قبرص في بيان، أن القنصلية لن تستقبل أي طلبات تأشيرة أو تصديقات ليوم واحد فقط، في 20 حزيران 2024. ولفتت السفارة القبرصية، الى انه يمكن استلام جوازات السفر والتصديقات من خلال إظهار الإيصال الصادر عن القنصلية عند تقديم طلب التأشيرة.

بيان الخارجية

ولاحقا، صدر عن وزارة الخارجية بيان جاء فيه “يهم وزارة الخارجية والمغتربين التأكيد مجدداً ان العلاقات اللبنانية- القبرصية تستند إلى تاريخ حافل من التعاون الديبلوماسي وان التواصل والتشاور الثنائي قائم وبوتيرة مستمرة ودائمة على اعلى المستويات بين البلدين بهدف التباحث في القضايا ذات المصالح المشتركة”.

لا اذونات

من جانبه، اكد المتحدث باسم الحكومة القبرصية بأنه لن يتم منح أي دولة الإذن بإجراء عمليات عسكرية عبر قبرص. واوضح المتحدث باسم الحكومة القبرصية في تصريح، بأن “علاقات جمهورية قبرص مع لبنان ممتازة، وكل مفاوضات ستتم على المستوى الديبلوماسي”. واكد بأن “قبرص ليست منخرطة ولن تشارك في أي صراعات حربية”.

خطير جدا

في المواقف السياسية من القضية، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني أن تهديد أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله قبرص ليس فقط محرجا بل هو خطير جداً، لأن هذا “الحزب” كان سابقاً قد هدّد دول الخليج الشقيقة وأدخل لبنان في عزلة وهو اليوم يوسّع هذا التهديد ليشمل عبر قبرص تهديد الاتحاد الاوروبي لأنها عضو فيه. أضاف في حديث تلفزيوني “هذا يشكل خطراً على لبنان كدولة ويضعه في عزلة عن العالم. هذا الخطر بدأ منذ عمد “الحزب” إلى تهديد دول ذات سيادة إنطلاقاً من لبنان تنفيذاً لأجندات خارجية من باب ارتباطه المباشر بإيران ولوضعها على طاولة المفاوضات”.

ملجأ

وكتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط عبر منصة “إكس” : “في أيام الحرب الباردة توصل الفرقاء من الجانبين على مفهوم التدمير الذاتي المشترك Mutual Assured Destruction أي استحالة الفوز لأي فريق فقط نهاية البشرية. ملاحظة قبرص كانت ملجأ للبنانيين على مدى عقود أيام المحن”.

بري – عون

من جهة ثانية، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قائد الجيش العماد جوزاف عون في حضور الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى، ورئيس الأركان في الجيش اللواء حسان عودة، وتناول اللقاء عرض لتطورات الأوضاع والمستجدات الأمنية والميدانية في ضوء مواصلة إسرائيل عدوانها على لبنان وبخاصة القرى الحدودية الجنوبية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.