لبنان يحتاج إلى العرب… أم إلى إيران؟
كتب عوني الكعكي:
مقارنة بسيطة جداً حتّمت هذا السؤال الذي يطرحه معظم اللبنانيين: هل يحتاج لبنان إلى العرب… أم إلى إيران؟
بكل صراحة، لا يمكن المقارنة بين العطاء العربي للبنان وبين العطاء الإيراني المخصص لقسم محدود من اللبنانيين.
العرب فتحوا أبوابهم وقلوبهم للبنانيين وأمّنوا لهم فرص العمل المتنوعة وغير المحدودة. للعلم فقط هناك في المملكة العربية السعودية 500 ألف مواطن لبناني مع عائلاتهم، يعملون ويرسلون الملايين من الدولارات للبنان. هذا أولاً…
ثانياً: في دولة الإمارات العربية المتحدة يوجد 300 ألف مواطن لبناني مع عائلاتهم يعملون ويرسلون الملايين من الدولارات أيضاً الى لبنان شهرياً.
ثالثاً: في دولة الكويت يوجد 100 ألف لبناني مع عائلاتهم يعملون ويرسلون الملايين من الدولارات الى لبنان.
رابعاً: دولة قطر فيها خمسون ألف لبناني يعملون مع عائلاتهم ويرسلون الملايين من الدولارات لمساعدة ذويهم في لبنان.
خامساً: على صعيد الاستثمارات… فمنذ عام 1960 بدأ الكويتيون الاستثمار في لبنان.. وكما نعلم فإنّ الكويتيين استثمروا في قطاع العقارات، إذ أن نصف مدن بحمدون وحمّانا وعاليه، فكل تلك المنطقة يملكها كويتيون، الى الاستثمارات في عدد كبير من العقارات في بيروت والحازمية.
سادساً: القطريون يستثمرون في منطقة كاملة بين بحمدون وعاليه، وفيها مبنى أمير قطر السابق، وفيها مجموعة قصور لأمراء قطريين.
سابعاً: السعوديون هم أكبر المستثمرين في البنوك والعقارات والقصور، وتقدّر استثمارات السعوديين في لبنان بالمليارات.
ثامناً: منذ بداية الحرب اللبنانية عام 1975، عُقد في الرياض مؤتمر قمة عربية من أجل السلام في لبنان، فأرسلت فرقة عسكرية مشكلة من الجيش السعودي والجيش الاماراتي والجيش السوري، والجميع يتذكرون ان الحرب الأهلية توقفت لمدة سنتين بين عامي 1976 و1977 حتى اندلعت الحرب مجدداً، واستمرت حتى عُقد «مؤتمر الطائف» في مدينة الطائف من أجل السلام في لبنان، وكان اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب والاقتتال في لبنان.
واليوم نحن نعيش في ظل «اتفاق الطائف» الذي أرسى السلام في لبنان بالرغم من عدم تنفيذه بكامل بنوده.
والحقيقة أن الراعي الأول لمؤتمر السلام في الطائف من أجل إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية كانت المملكة ومعها دولة الجزائر…
هذا جزء من التقديمات، يضاف إليها أنه في العام 1989 أي بعد مؤتمر الطائف، أرسلت المملكة المليارات من الدولارات مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري من أجل إعادة إعمار لبنان.
أكتفي بهذا الجزء البسيط الذي قدّمه العرب للبنانيين.
بالمقابل، فإنّ كل ما فعلته إيران، هو إرسال أموال وسلاح لحزب الله الذي أسّسته عام 1983، والذي حارب إسرائيل واستطاع أن يحقق أوّل انتصار له بإعلان إسرائيل خروجها من لبنان عام 2000 من دون قيد ولا شرط.
أما بعد عام 2000، فأصبح «الحزب» يعمل لدى إيران ولمصلحتها، ويكفي التدخل في سوريا لقتل الملايين من السوريين من أجل بقاء واستمرار بشار الأسد.
كما فتح الضاحية لتعليم الحوثيين على استخدام السلاح، وفتح تلفزيونات لتشتم الدول العربية.
باختصار، إنّ ما تفعله إيران هو لمصلحتها فقط. بينما العرب لا يهمهم إلاّ مصلحة اللبنانيين.
وأكتفي بهذه المقارنة البسيطة، وهناك الكثير الكثير في جعبتي حول هذا الموضوع أتركه للمستقبل.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.