لبنان لأقداره والمؤسسات تتهاوى لا حكومة قادرة ولا مجلس فاعلاً
يوسف فارس
مع انحسار الاهتمامات المحلية والخارجية بمسار التطورات على الساحة اللبنانية، لا سيما المتصل منها بملء الشغور في الملف الرئاسي ولجم التصعيد على الجبهة الجنوبية، تتجه الاوضاع الداخلية نحو شلل غير مسبوق منذ بداية ازمة الفراغ في سدة الرئاسة التي بلغت السنتين الا شهرين مع انعدام وجود لأي قبس من امل في فتح مسارب الحل لنهايتها في ظل واقع داخلي وخارجي لا يشجع اطلاقا على اي تقديرات ايجابية. ففي البعد الخارجي يخشى ان يفتقد لبنان اي تحرك لمدة طويلة قد تتجاوز نهاية السنة في ظل انهماك الدول المؤثرة، لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا باستحقاقاتهما الداخلية. وفي البعد الداخلي يبدو واضحا ان هوة الانقسام الداخلي آخذة في التعمق والتضخم.
النائب التغييري ابراهيم منيمنة يرى في هذا الموضوع ان لبنان متروك لاقداره من اليوم والى ما بعد الانتخابات الاميركية. وكأننا محكومون بالمراهنة الدائمة على المحطات الخارجية لترتيب امورنا الداخلية. هذ الوضع ليس وليد اليوم انما هو نهج متبع من قبل قوى سياسية تقليدية حاكمة ومتحكمة بالبلاد منذ عقود وهي تشكل الغالبية من الصعب ازاحتها من مواقعها، لكن الامر ليس مستحيلا انما يتطلب وعيا جماهيريا لا بد من الوصول اليه عاجلا ام آجلا.
ويتابع: اذا كان الوضع السياسي المتصل بملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية مرشح لتسوده المراوحة القاتلة بعد تعثر المبادرات المحلية والخارجة ذات الصلة، فإن الوضع الميداني ليس افضل حالا مع وجود رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يدفع بالامور الى الامام، رافضا كل المساعي لوقف الحرب ومراهنا على وصول المرشح الرئاسي الاميركي دونالد ترامب علّه يوفر له الدعم اللازم لمشاريعه السياسية والعسكرية التي تناهض حقوق الفلسطينيين .
ويختم قائلا: المؤسسات العامة والرسمية في البلاد تتهاوى الواحدة تلو الاخرى فلا حكومة على مستوى الأزمة قادرة على تقديم ابسط المعالجات ومواجهة ما يضمر لهذا البد من مخططات، ولا مجلس نيابي يقوم بمهامه إذ تسوده الخلافات والمناحرات الضيقة ذات المنفعة الشخصية. لذا من الضروري انتخاب رئيس للجمهورية لوقف الانهيار وبدء مسيرة النهوض واستعادة الدولة.