لبنان في الاليزيه: رصد لنتائج قمة ماكرون – بايدن

سجال «الحوار» على حاله وباسيل يطلق مبادرة جديدة!

52

اتجهت انظار اللبنانيين الى القمة الفرنسية – الاميركية التي عقدت في باريس بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والاميركي جو بايدن، في اعقاب احياء ذكرى انزال النورماندي. فقضايا العالم كلّها، وعلى رأسها الاوضاع الملتهبة في الاراضي المحتلة، والحرب الروسية على اوكرانيا، كانت حاضرة في المحادثات الرئاسية، التي ايضا لم يغب عنها الوضع اللبناني، وتطرقت الى واقعه العسكري الدقيق في الجنوب والى ازمته الرئاسية.
لبنان في الاليزيه
فبحسب ما تقول مصادر ديبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”، الرئيسان اللذان اجتمعا في قصر الاليزيه بحثا في مسألتي الحدود والرئاسة. باريس وواشنطن تنسّقان منذ اشهر في هاتين النقطتين، في الخماسية، وايضا عبر الموفد الرئاسي جان ايف لودريان والمبعوث الاميركي اموس هوكشتاين، وقد باتتا في الآونة الاخيرة على الموجة ذاتها تقريبا، بعد ان صوّبت باريس المسار وخرجت من خيار دعم مرشّح محسوب على فريق معيّن. واذ تلفت الى ان ثمة تكاملا بين المسعيين الاميركي والفرنسي ويمكن الحديث عن ترابط بين الحل الرئاسي الذي يسعى اليه لودريان والخماسي، والحدودي الذي يعمل من اجله هوكشتاين، بما ان انتخاب رئيس ضروري لمواكبة “التسوية البرية”، تقول المصادر ان البيان الختامي للقمة، سيتضمن فقرة عن لبنان.
ماكرون
وأمّا ما صدر علناً عن قمّة باريس الفرنسية – الأميركية فكان مقتضباً إذ اقتصر على قول ماكرون إنّ “فرنسا والولايات المتحدة فرنسا”، حيث شدّد على ضرورة خفض التوتر بين إسرائيل و”حزب الله”. وفي كلمة إلى جانب الرئيس جو بايدن الذي قام بزيارة دولة إلى باريس، قال الرئيس الفرنسي ماكرون إنّ فرنسا والولايات المتحدة ستضاعفان جهودهما لتجنب انفجار الوضع في الشرق الأوسط، لا سيما في لبنان، حيث شدّد على ضرورة خفض التوتر بين اسرائيل و”حزب الله”. وأضاف ماكرون أنّ باريس وواشنطن شهدتا أيضاً استراتيجية تصعيد من جانب إيران في المنطقة، مضيفاً أنّ البلدين عازمان على ممارسة الضغط اللازم لوقف هذا التصعيد.
.. والفاتيكان
ليس بعيدا، وفي دليل جديد على حجم الاهتمام الفرنسي بالملف اللبناني، اعلن لودريان أنه زار الفاتيكان اول من امس، اي عشية القمة الرئاسية بين ماكرون وبايدن. وقال عبر “اكس”: كنت في الفاتيكان يوم أمس كمبعوث شخصي لرئيس الجمهورية الفرنسية لمناقشة موضوع لبنان مع الكاردينال بارولين، وزير خارجية الكرسي الرسولي ومع المونسنيور بول ريتشارد غالاغير، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول.
مبادرات
داخليا يبدو أنّ الأيام القليلة المقبلة قد تشهد بعض البلورة لمسار التحركات المتصلة بالأزمة الرئاسية بحيث باتت تتشابك وتتداخل بغموض وخربطة واسعة التحركات الخارجية مثل التحرك الفرنسي والتحرك القطري من جهة والتحركات الداخلية المتكاثرة تباعا والتي سينضم اليها تحرك إضافي لـ”التيار الوطني الحر” بدأه رئيسه النائب جبران باسيل امس من بكركي وسيستمر هذا الاسبوع.
تجربة فاشلة
في الداخل، جمود سياسي – رئاسي، بانتظار جديدٍ ما، مِن باريس او ربما من الدوحة التي تعمل على انضاج تحرّك جديد لوضع قطار الانتخابات على السكة. في المقابل، الجدل حول تمسك رئيس مجلس النواب نبيه بري بالحوار ورفض القوات اللبنانية له، مستمر. في السياق، قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج “نحن لا نرفض التفاهم، نحن نرفض الأعراف الجديدة، تجربتنا مع الحوارات السابقة تجربة مريرة وفاشلة ولم نرَ أن ما تم الاتفاق عليه التزم به الطرف الآخر”. واعتبر الحاج ان “الخماسية تقوم بمسعى توفيقي وتسهيلي وتحاول ان تسهّل الامور”، لافتًا الى ان “اعضاء الخماسية ليسوا طرفا في النزاع، وليس لديهم رأي بأنه يجب السير بهذا المرشح أو بغيره”. واشار الى ان “محور الممانعة يعطّل الجمهورية ويخطف انتخاب رئيس”. وقال “نحن لسنا ضدّ أن نتكلم مع بعضنا البعض، إنما أساس هذا الكلام يجب أن يكون تطبيق الدستور ولن نقبل بأن يكون الدستور “شكلا”، ونحن جاهزون في كل الاوقات لانتخابات الرئاسة، وجاهزون على مستوى الأسماء والأصوات”.
ينتظرون الخارج
في المقابل، رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي انّ “الواقع السياسي فيه فراغ على مستوى رئاسة الجمهورية، كنا وما زلنا مع طرح الحوار والتلاقي، والبعض يرفض الحوار ولعلهم ينتظرون قرارات خارجية ليتفق اللبنانيون في ما بينهم في هذا الوقت الذي نواجه فيه العدو ونقدم الشهداء. نقول لهؤلاء انتظروا قدر ما تريدون فلبنان لن يكون سوى منتصرا في مواجهته للعدو. لبنان لن يكون الا سيدا حرا مستقلا يحمي سيادته بدماء شهدائه. سنحافظ على المثلث الذهبي الذي يمثل قوة لبنان بوحدة جيشه وشعبه ومقاومته فهكذا نحافظ على سيادتنا”.
القائد إلى واشنطن
في الغضون، وغداة البيان الصادر عن السفارة الاميركية والذي شكرت فيه الجيش والقوى الامنية على جهودها في التصدي للهجوم المسلح على “عوكر”، غادر قائد الجيش العماد جوزاف عون لبنان متوجهًا إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث ستكون له عدة لقاءات يتناول فيها سبل تعزيز الدعم الأميركي للمؤسسة العسكرية في ظل التحديات التي تواجهها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.