لا حل قبل نهاية الحرب في غزة

62

كتب عوني الكعكي:

 

لا شك في ان ما يجري على الحدود الجنوبية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل خطير.. لا بل هو خطير جداً… ولكن له أسبابه وهي:

أولاً: لا يستطيع الحزب ولا أي مواطن عربي في العالم أن يقف متفرجاً وأبناء فلسطين يُذبحون ويُقتلون وتدمّر بيوتهم فوق رؤوسهم، كما تدمّر مدنهم ومخيماتهم في غزة، التي وحسب التقارير الرسمية دمرت بيوتها بنسبة %80،  كما هُدمت متاجرها أيضاً وأبنيتها والمساكن والأبراج ودُوَر العبادة من كنائس عمرها مئات السنين والبعض يعود تاريخه الى العهد القديم، وجوامع الى مستشفيات، إذ ان حوالى 25 مستشفى، إذ لم يتبق منها أي مستشفى يعمل.. الى الجامعات، الى المدارس، الى المؤسّسات التابعة للأمم المتحدة… باختصار تتعرض غزة لحرب إبادة كاملة وعملية تدمير لكل ما هو قائم.

ثانياً: دخل الحزب في دور مساندة أهل غزة انسجاماً مع عقيدته ومبادئه القائمة على مقاومة الاحتلال الاسرائيلي… والحل بدأ -ولا شك- بتحرير الأراضي اللبنانية التي كانت تحتلها إسرائيل منذ عام 1982 حيث تحررت بانسحاب إسرائيل من دون قيد أو شرط عام 2000… وهذه هي المرّة الأولى التي تنسحب فيها إسرائيل من أرض عربية احتلتها بقوة السلاح.

ثالثاً: الصراع العربي – الاسرائيلي هو صراع عمره أكثر من 75 عاماً.. والمصيبة ان موقع لبنان الجغرافي وضعه في قلب الصراع… فكيف يمكن أن يقف أي مواطن عربي تجري في عروقه دماء عربية متفرّجاً على المذبحة التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي ضد أهلنا الفلسطينيين.

رابعاً: إسرائيل عندما انسحبت من لبنان عام 2000 أبقت على احتلالها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر، وذلك لأنها لا تريد أن تنهي المشكلة مع لبنان، ولأنها تحاول أن تغتصب الأراضي العربية في كل مكان وفي كل زمان.

خامساً: قد يقول بعض اللبنانيين إننا لا نريد أن نحارب إسرائيل، وما علاقتنا بهذه الحرب؟

لهؤلاء نقول: إنّ إسرائيل هي عدوّة لكل اللبنانيين، إن كانوا مسيحيين أو مسلمين… وتاريخ العلاقات بين بعض المسيحيين، وبالأخص أولئك الذين يتذكرون أيام دويلة سعد حداد، وكذلك عام 1982 يوم احتل الجيش الاسرائيلي لبنان وحاصر العاصمة بيروت لمدة 100 يوم، ومعارك جبل لبنان تشهد كيف انسحب الجيش الاسرائيلي من المناطق التي احتلها في جبل لبنان وانسحب بشكل فجائي لتحصل مذابح لبنانية بين المؤيدين لإسرائيل وبين اللبنانيين الذين يعادون إسرائيل ويعتبرونها العدو الأول للبنان.

سادساً: ما يجري اليوم ليس اللبنانيون مسؤولين عنه، بل إسرائيل التي ومنذ 75 سنة ترفض إقامة دولة فلسطينية، وتحرم الفلسطينيين من الحد الأدنى لحياة كريمة وذلك بالقهر والقتل والتعذيب والسجن. كما ان هناك عدداً كبيراً وبالآلاف في السجون الاسرائيلية من دون محاكمة ومنذ سنين. كل هذا أدى الى عملية “طوفان الأقصى”. إذ ان كل ضغط نفسي وإنساني وأخلاقي لا بد له أن ينفجر… وهذا ما حصل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، هذا اليوم دخل التاريخ… تاريخ قيام الدولة الفلسطينية، وستكون هذه الدولة بقيادة القائد يحيى السنوار.

aounikaaki@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.