لا حكومة بدون تسوية

33

كتب عوني الكعكي:

أصدر رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل، مصطفى الفوعاني، تعميما داخليا لجميع عناصر الحركة، قضى بمنع المشاركة أو القيام بأي تحرك أو نشاط إستفزازي يتعارض مع توجيهات قيادة الحركة القاضية بإحترام خصوصية اللبنانيين بكافة طوائفهم ومناطقهم وخاصة “مسيرات الدراجات النارية”.

وجاء في التعميم انه “إنطلاقا من فكر سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر الذي إعتبر أن الوحدة الداخلية أفضل وجوه الحرب مع العدو ومن قول رئيس الحركة نبيه بري بأن الوحدة الوطنية والعيش الواحد أساس بقاء لبنان، يمنع على كافة الحركيين المشاركة أو القيام بأي تحرك شعبي إستفزازي يتعارض مع توجيهات قيادة الحركة القاضية بإحترام خصوصية اللبنانيين بكافة طوائفهم ومناطقهم ورفضها للإستفزازات التي تعرض الاستقرار العام للخطر خاصة مسيرات الدراجات النارية أو القيام بأعمال إستفزازية وشعارات طائفية مناطقية ما يتناقض مع ميثاقها ورؤيتها”.

وأكدت الحركة أن “مخالفة هذا التعميم تعرض المخالفين له لطائلة المساءلة التنظيمية وصولا الى الطرد من صفوف الحركة”.

هذا البيان، إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أن العقل الراجح والفكر المميّز والحنكة التي يتمتع بها الرئيس نبيه بري تكفي لحلّ أي مشكلة مهما كانت درجة صعوبتها.

إنطلاقاً من ذلك وبالرغم من أننا لا نقبل بالأعمال التخريبية التي قام بها بعض الشبّان على “الموتو سيكلات” لأنّ هذا الأمر مرفوض من كل الشعب اللبناني، وحتى من الشريك الأساسي للثنائي الشيعي. إن الاستنكار شامل لكل الأطياف شرط ألاّ يتخذ ذريعة لنسيان التضحيات الكبرى التي قام بها جمهور الثنائي الشيعي في الجنوب، ومنها تقديم 24 شهيداً جديداً في سبيل الأرض. إذ عبّروا عن رفضهم للاحتلال الإسرائيلي ما يعطي الثنائي الشيعي المسامحة على أعمال قام بها متهوّرون، وهذا يحتم علينا التأكيد بأنّ الثنائي شريك أساسي في الدولة لا غنى عنه.

من هنا، فإنّ رفع شعارات تشكيل حكومة من دون الثنائي لا يمكن أن تبصر النور. لأنّ الثنائي هو مكوّن رئيسي وأساسي في المجتمع اللبناني.

وإذا كان الدكتور سمير جعجع عنده، كما قال 200 ألف صوّتوا له، 100 ألف بزرّ و100 ألف من دون زر، فإننا نقول نحن أيضاً، إنّ الثنائي عنده 700 ألف بزرّ ومن دون زر. لا تخطئوا أبداً، لأنّ ما جرى في الجنوب في الأيام الأخيرة يؤكد أن الجمهور الشيعي هو مع الثنائي بغض النظر عن كل شيء، واستشهاد 24 من أهل الجنوب يؤكد ذلك.

من ناحية ثانية… هل يوجد في أي مكوّن من مكوّنات الشعب اللبناني من يستطيع أن يطلب من جمهوره أن يستشهد فيستشهد…

طبعاً هذه ليست دعوة للاستشهاد.. لكنها حقيقة يجب أن نعترف بها.

يجب أن نَحمِد ربنا ونشكره على وجود شخصية مميّزة وقائد فذّ ذي عقل راجح كالرئيس بري. فهو بحق صمّام أمان لا غنى عنه.

انطلاقاً من ذلك وعودة لتاريخ تشكيل الحكومات أقول: لا يمكن أن تتشكل حكومة من دون موافقة الثنائي الشيعي، وهذا ما حدث منذ عهد سيّىء الذكر إميل لحود.

هنا… أنا لا أؤيّد هذه النظرية، ولكني أمام تشكيل حكومة أو عدم تشكيلها، سأكون مع تشكيل حكومة بالاتفاق مع الثنائي الشيعي ومن دون التوقف عند صغائر الأمور.

المهم أن يتمّ اختيار الأسماء النظيفة، وصاحبة الخبرة والناجحة في المجتمع، وهذا هو المهم الى جانب الكفاءة، ولا يهم المذهب أو الطائفة.

أما للذين يرفعون أصوات الرفض فإني أقول لهم: بوجود هذا المجلس لا يمكن تحقيق الأحلام والطموحات والرغبات، إذ يجب أن نفكر بعقلنا لا بعاطفتنا.

إنّ التهديدات التي يعتمدها بعض الأشخاص أصحاب النبرات العالية، فلهم أقول: مصلحة الوطن أكبر من الجميع.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.