كيف سرقت دولة الملالي النفط العراقي؟!!

0

كتب عوني الكعكي:

لا شك أن القرار التاريخي الخاطئ الذي اتخذه الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، كان أسوأ قرار يمكن أن يؤخذ، خصوصاً أن أميركا منذ سنوات طويلة تجري اتصالات وتتجاوز مع إيران حول ملفها النووي. لذلك فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا قامت أميركا بغزو العراق؟ مما أدى الى إنهاء حكم الرئيس صدّام حسين الذي حارب إيران أو دولة ولاية الفقيه 8 سنوات؟ علماً بأنه لولا المصالح الدولية لكان استعاد منطقة «الفاو» الغنية بالزراعة والأهم بالنفط والغاز؟

المستفيد الوحيد من تدمير العراق كان نظام ولاية الفقيه. والأسوأ عندما حُلّ الجيش العراقي وقوات الأمن وترك مليون منهم من دون رواتب، حيث حلّت كارثة جديدة للعراق.

لم يكتفِ نظام الملالي بتدمير الأميركيين للعراق، بل أرسل اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس»، ليصبح الحاكم العسكري للعراق. طبعاً كان همّه هو الاستيلاء على ثروة العراق النفطية، فخصّص لنفسه 6 مليارات دولار سنوياً، هذا أولاً…

ثانياً: الميليشيات الطائفية وهي: عصائب أهل الحق، كتائب سيد الشهداء، حزب الله العراقي، الحشد الشعبي، حركة النجباء، وكل هذه الميليشيات تُدفع رواتب عناصرها من الدولة العراقية، فتصوّروا كم تدفع الدولة من رواتب لميليشيات تابعة لإيران في العراق…

ثالثاً: وهو الأهم أن الحروب التي جرت في سوريا كان تمويلها من النفط العراقي أيضاً. حيث وصل مجموع ما دفعته العراق من أجل دعم النظام السوري، ما يفوق الـ50 ملياراً وهذا معروف.

رابعاً: أما البند الرابع فهو تمويل حزب الله اللبناني الذي كان يتقاضى أموالاً طائلة كرواتب لعناصره وأسلحته.

خامساً: تمويل النظام الحوثي في اليمن. هذا باختصار جزء من الهدر الذي ارتكب بحق الشعب العراقي وسرقة أموال النفط الذي هي حق للشعب العراقي.

وهنا يتساءل المرء: بدل الاستدانة والبحث عن حلول مرتبكة ومستعجلة وغير مدروسة، لحلّ مشكلة الأزمة الاقتصادية والمالية في العراق، وإغراق العراق في ديون لا سبيل له للفكاك منها.

ويزداد التساؤل أيضاً: لو أن الأموال التي نُهبت من قبل سليماني والملالي، صُرفت على شعب العراق ومنشآته، لما غرق المواطن العراقي بديون خارجية وداخلية.

وللعلم فقط، فإنّ ما كان يتقاضاه سليماني ودولة الملالي، والذي كان يُنهب من أموال النفط العراقي لم يكن مقتصراً فقط على الـ6 مليارات دولار سنوياً.. بل هناك مبالغ كانت تؤخذ إضافة لما ذكرنا (أي الـ6 مليارات) حتى وقع العراق في عجز. وللتفصيل أكثر نورد الموارد النفطية وهي على الشكل التالي:

إنّ وزارة النفط العراقية تزوّد مصافيه بمليون برميل نفط يومياً. وهذا ما ذكره أكثر من مسؤول، ولا سيما النائب عدنان الزرفي بوثائق في إحدى مقابلاته التلفزيونية.

طبعاً هذا النفط يكرر داخل المصافي، ويحوّل برميل النفط الى 100 ليتر بنزين أو 100 ليتر كاز أويل تزوّد به محطات الوقود فيصبح على ما يأتي:

الـ1.000.000 برميل نفط x 001 ليتر بنزين أو كاز = 100.000.000 مئة مليون ليتر بنزين أو كاز.

يُباع اللتر الواحد من البنزين العادي جداً والكاز في الداخل العراقي بـ450 ديناراً. إذن فإنّ وارد الدولة من المشتقات النفطية (بنزين – كاز) فقط يومياً:

100.000.000 X 054 ديناراً = 45.000.000.000 مليار دينار يومياً.

ويكون واردها شهرياً:

45.000.000.000 مليار دينار x 03 يوماً = 1.350.000.000.000 تريليون دينار شهرياً.

ويصبح واردها من المشتقات النفطية سنوياً:

1.350.000.000.000 تريليون دينار x 21 شهراً = 16.200.000.000.000 تريليون ومئتي مليار دينار سنوياً واردات العراق من المشتقات النفطية (البنزين والكاز) فقط.

فأين يذهب هذا المبلغ المهول المخفي والذي يتجاهله جميع الوزراء الذين تعاقبوا على وزارتي النفط والمالية وغالبية النواب والمسؤولين، وجميعهم لم يتجرأ على فتح هذا الموضوع بتاتاً!

هذه المبالغ الطائلة تدفعنا الى مزيد من الحيرة والتساؤل:

أين إيرادات المنافذ الحدودية ودوائر الجمارك؟ بل أين إيرادات المطارات والخطوط الجوية العراقية؟ وأين إيرادات دوائر المرور العامة ووزارة الكهرباء ودوائر الماء ووزارة الصحة والبلديات ووزارة الزراعة ووزارة الموارد المائية؟ وأين إيجارات عقارات الدولة وإيرادات سفن وبواخر نقل النفط؟

أين هذا كله؟ أوَليْس هذا خير دليل على أن دولة الملالي، ومن خلال قاسم سليماني سرقت أموال النفط العراقي؟.. بل ربما سرقت أكثر من ذلك بكثير.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.