كيف أضاع بشار الأسد الحكم في سوريا؟
كتب عوني الكعكي:
قبل نصف قرن بدأ حكم آل الأسد في سوريا… وكان الرئيس حافظ الأسد قد وضع خلال تسلمه الحكم عام 1970 بعد سلسلة متوالية من عمليات الاستيلاء على الحكم منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1946.
واكتسب الرئيس حافظ الاحتراف، وبدا أحياناً أنه بارعاً في معالجة الأمور.
لكن «بشار» الذي تولّى الحكم بعد وفاة أبيه عام 2000، كان على عكس والده… فقد أضاع الفرصة تلو الأخرى، وتمادى في الكثير من تصرفاته… حتى وصل الأمر ببشار ليصبح منبوذاً.
لقد كانت سوريا في عهد والده خالية من الديون عليها… فحوّلها بشار الى دولة فقيرة تستدين وتستدين، فعمّ الفقر.
كان والده يوزّع الأراضي على الجمعيات… والجمعيات توزعها على المواطنين، حتى أنه لم يعد هناك سوري واحد إلاّ ويملك أرضاً وبيتاً.
لقد تفاءل السوريون ببشار حين توليه الرئاسة، ظناً منهم أنه سيكمل مسيرة والده «الحافظ». إلاّ أن أملهم خاب مع مرور الوقت، وتبيّـن لهم أن كل ما كانوا يحلمون به ليس إلاّ وهماً وأضغاث أحلام.
لقد اعتمد بشار أسلوب الكذب، ونال شهادة رفيعة بالتسويف والخداع.
كان يشك دائماً أنّ هناك مؤامرة تستهدفه.. وأراد أن يثبت انه أفضل «حُكْماً» من أبيه فوقع في المحظور، وغرق في بحر الخطايا.
في مؤتمرات القمة العربية، كان يخاطب الرؤساء الآخرين الذين هم في عمر والده، بقلة احترام، وكأنه يقول لهم: يا أشباه الرجال.
لكن عراقة الشعب السوري واضحة وجليّة… فهو لا يسكت على ضيم… خصوصاً حين رأى «بشار» غرق في تحالف تام وكامل مع ولاية الفقيه، وصار عدواً لشعبه وأرغم هذا الشعب الأبي على السكوت بالحديد والنار والبراميل المتفجرة.
لقد تحالف بشار مع قوى خارجية ضد شعبه وضد بلده، وهاكم ما فعلته هذه القوى بسوريا:
للتذكير وللتاريخ قائمة بكل الدول والميليشيات التي شاركت في قتل الشعب السوري الى جانب نظام بشار الأسد المجرم:
-1 إيران: قدّمت دعماً عسكرياً واقتصادياً كبيراً، وأرسلت مستشارين عسكريين ومقاتلين من الحرس الثوري المعبّأين طائفياً ضد أهل السنّة وارتكبت مجازر مروعة راح ضحيتها الآلاف من السوريين في عموم سوريا. وكل شهرة قاسم سليماني انه قتل 2 مليون مسلم سنّي تحت التعذيب وهجّر أكثر من 6 ملايين.
-2 روسيا: تدخلت عسكرياً بشكل مباشر عام 2015، وقدّمت دعماً جوّياً وبحريّاً للقوات السورية، ومنعت سقوط النظام إضافة الى استعمال حق الڤيتو في مجلس الأمن.
-3 حزب الله اللبناني: شارك في مئات المعارك، وارتكب العديد من المجازر ضد السنّة مثل القصير والحولة التي تم ذبح الأطفال بدم بارد أمام الكاميرات.
-4 ميليشيات عراقية مثل عصائب أهل الحق ومنظمة بدر ولواء أبو الفضل العباس. كل هذه الميليشيات ساهمت في تهجير وتدمير العديد من القرى والمدن، وساهمت في التغيير الديموغرافي للسكان.
-5 ميليشيات أفغانية وباكستانية مثل لواء فاطميون ولواء زينبيون.. قامت بدعم وتدريب مقاتلين، وارتكبت المئات من المجازر المروعة ضد آلاف السوريين السنّة.
-6 كوريا الشمالية: أرسلت مستشارين عسكريين، وقدّمت خدمات لوجستية وخبرات فنية، وساهمت بتدمير وشطب قرى ومدن كاملة.
-7 ڤنزويلا: قدّمت دعماً سياسياً واقتصادياً ومساعدات عسكرية للنظام.
-8 ميليشيات فلسطينية مثل جيش التحرير الفلسطيني ولواء القدس اللذان شاركا في القتال الى جانب النظام، وارتكبا العديد من المجازر في حق الفلسطينيين المعارضين للنظام.
-9 الجزائر: إرسال مقاتلين بينهم رتب رفيعة يتجاوز عددهم الـ500 عنصر للقتال مع النظام.
* الحصيلة:
– أكثر من 7 ملايين نازح داخلياً منهم 2.5 مليون طفل ومليون امرأة.
– أكثر من 6 ملايين لاجئ خارجياً في دول الجوار وأوروبا.
– أكثر من مليون شهيد في حصيلة غير نهائية.
– أكثر من 450 ألف حالة اعتقال انتهت معظمها بالموت.
– مئات المقابر الجماعية.
– بين 20 و25 % دمار كلّي.
– بين 30 و35 % دمار لا يمكن إصلاحه.
– بين 45 و50 % دمار جزئي، ونسبة الدمار في البنى التحتية 70 %.
– حوالى 89 % يعيشون تحت خط الفقر، وعجز بالموازنة العامة وديون متراكمة.
– تبلغ تكلفة إعادة الإعمار حوالى 400 مليار دولار.
من هنا، يكون بشار الأسد قد أضاع حكمه وحكم آل الأسد في سوريا الأبية، فلجأ هارباً فارّاً من بلاده الى روسيا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.