“كلنا إرادة” لوبي سياسي عالمي متخفٍ هدفه التحكم بالسياسة والاقتصاد والقضاء في لبنان
تقرير الدكتورة ماجدة الحلاني
انكشف الغطاء الكامل عن ما يعرف بجمعية “كلنا إرادة” ونشاطها المالي السري في لبنان قبل وبعد ثورة 17 تشرين الاول 2019 حتى يومنا هذا. واستتبع ذلك بتحقيقات وتقارير لنا ولزملاء كشفت الوجه الآخر للمنظمة الذي تعدى المخالفات المالية الى دور سياسي-اقتصادي خطير لا تزال هذه المنظمة ومن خلفها يمارسونه.
الملف المالي فتحته “الشرق” عبر تقرير نشرته منذ ايام وطلبت من الجمعية بكل شفافية وبهدف الاصلاح ان تزودنا يكشف مالي صحيح كونها كذّبت التقارير التي نشرت عنها ودعت الصحافة الى التواصل معها وطلب المعلومات منها. الواقع لم تردنا اي اجابة من “كلنا ارادة” وهذا متوقع بالطبع.
في التقرير السابق لـ ”الشرق” كشفنا كيف اماطت “كلنا ارادة” بنفسها اللثام عن كونها شركة وليست جمعية كما كانت تدعي. في هذا التقرير سنكشف الدور السياسي الخطير الذي يلعبه لوبي “كلنا ارادة” بتمويل خارجي واجندة سرية هدفها السيطرة على السياسية والاقتصاد والقضاء في لبنان.
لوبي سياسي كبير
المؤكد انه بعد الاطلاع على بيان العلم الخبر المقدم من قبل “كلنا ارادة” الى وزارة الداخلية والبلديات يتبين لنا ان “كلنا ارادة” كما عرفت عن اهدافها انها منظمة ملتزمة بالاصلاح السياسي في لبنان تعمل على تحديد اسس دولة حديثة … وذلك عبر اشراك الاحزاب السياسية المعارضة وصنّاع القرار. هذه المهمة السياسية الواضحة والتي تعلن عنها منظمة “كلنا ارادة” على موقعها بكل وضوح تؤكد ان هدفها العمل السياسي على الاراضي اللبنانية. ناهيك بالعمل للسيطرة على الاقتصاد والقضاء وهذا ملف كبير سنطرحه لاحقا. ولكن للتأكيد ان مهمة الجمعية هي سياسية-اقتصادية وقضائية وليست مهمة جمعية تعنى بالمجتمع او اي امر آخر.
بالطبع مهمة العمل السياسي تقوم بها الاحزاب عادة فلماذا لم تلعب منظمة “كلنا ارادة” هذا الدور علانية؟ لماذا التستر تحت غطاء جمعية؟ السبب كما يبدو هو سرية العمل السياسي الذي تقوم به ونجحت به وها هي اليوم تسيطر على عمل الحكومة اللبنانية عبر مستشاريها وعدد من السياسيين والاداريين. وتسعى منظمة “كلنا ارادة” بعد ان امسكت لبنان سياسيا الى التحكم به اقتصاديا عبر لوبي سماسرة ذي اهداف واجندات اقتصادية-سياسية خارجية.
مفتاح الانتخابات
نشر في الاعلام الاسبوع الماضي ان منظمة “كلنا ارادة” طلبت من بعض نواب التغيير الذين كان لها الفضل في ايصالهم الى مناصبهم ان يقوموا بتصاريح تدعم الجمعية بعد التقارير الاعلامية التي تكشف طبيعة عملها واتهامها بالفساد. منظمة “كلنا ارادة” كان لها دور كبير في الانتخابات النيابية سنة 2022 وهذا ما تنشره على موقعها وهي لم تنف ابدا دورها السياسي والمالي الانتخابي الذي صرفته.
من هي اللوائح التي دعمتها المنظمة؟ وكم هي المبالغ التي صرفتها على كل لائحة؟
تكشف “كلنا ارادة” في تقريرها انها وضعت استراتيجية لاحداث خرق داخل البرلمان اللبناني عبر دعم مجموعات في المعركة الانتخابية. وتوضح “كلنا ارادة” ان لا مصالح شخصية للمتبرعين بالمبالغ المالية او تضارب مصالح. كيف هذا؟ الم تصرح المنظمة سابقا ان المتبرعين هم اعضاء فقط في “الجمعية”؟ من اين اتى التبرع الخارجي؟ وبالنسبة الى عدم وجود مصالح خاصة للمنظمة او المتبرعين في هذا الدعم المالي الانتخابي فكيف سعوا الى الحصول على مناصب في الحكومة الحالية ويريدون القبض على مصرف لبنان واللعبة السياسية – الاقتصادية في لبنان؟! الاهداف السرية للمنظمة انكشف اليوم مما استدعى هذا الوعي بملاحقة جذورها واجنداتها.
بالعودة الى الانتخابات فهناك وفق بيان “كلنا ارادة” 24 عضوا في المنظمة تبرعوا بما يقارب مليوني دولار اميركي بالاضافة الى 12 متبرعا تبرعوا بحوالى نصف مليون دولار اميركي.
الدعم تلقته الللوائح التالية: في بيروت الثانية “لوطني” و“بيروت التغيير” ، الشمال الثانية “انتفض”، الشمال الثالثة “ شمالنا” ، جبل لبنان الاولى “ صرخة وطن”، جبل لبنان الثالثة “بعبدا التغيير”، جبل لبنان الرابعة “ توحدنا للتغيير” ، البقاع الاولى “ زحلة تنتفض” ، البقاع الثانية “سهلنا والجبل”، الجنوب الاولى “ننتخب للتغيير”، الجنوب الثانية “ معا للتغيير” والجنوب الثالثة “ معا نحو التغيير”.
يبدو ان هذه اللوائح والمرشحين حصلوا على انواع مختلفة من الدعم ابرزها دعم لوجستي، دعم اعلامي واتصال بالاضافة الى التدريب. ويكشف التقرير ان دعم بعض المرشحين حصل قبل انشاء اللوائح المذكورة وحصلوا على تدريب خلال تلك الفترة. بالاضافة الى اختلاف درجات الدعم بين لائحة ومرشحين وغيرهم بالنسبة الى الاحصاءات والادلة التي قامت بها المنظمة والتحليل الدوري للواقع والرؤية السياسية.
اجندة سياسية-اقتصادية خطيرة
الواضح وفق المعطيات التي سبقت ان المنظمة كانت تلعب دورا سياسيا انتخابيا كبيرا وفق اجندة خارجية خطيرة في جميع انحاء الاراضي اللبنانية وتصرف مبالغ مالية تعدت المليوني ونصف دولار اميركي. هذا الدور السياسي بالاضافة الى تشكيل لوائح، اعداد وتدريب مرشحين، تأمين الدعم اللوجستي والاعلامي، القيام بالاحصاءات وجمع الداتا وتحليل الارضية السياسية هو عمل سياسي حزبي بحت هدفه تحقيق نتائج انتخابية للحصول على مقاعد نيابية ولعب دور سياسي في البرلمان اللبناني. نجحت منظمة “ كلنا ارادة “ بهذا على الرغم انها كانت تعمل حينها من دون ترخيص على الاراضي اللبنانية باعترافها انها لم تحصل على العلم والخبر حتى منتصف العام 2021 وباعترافها ايضا انها كانت تحضر وتدعم المرشحين حتى قبل عملية تشكيل اللوائح!
ختاماً، بالنسبة الى الدور الذي لعبته وتلعبه منظمة “كلنا ارادة” فبعد الانتخابات النيابية ها هي حققت ما ارادت بالحصول على مقاعد في الحكومة الحالية وهي تتحكم بعدد من مستشاري الحكومة. وبناء عليه الاجندة الخاصة بمنظمة “كلنا ارادة” هدفها هو ان تقبض على الاقتصاد اللبناني وهذا ما عملت عليه وسنكشفه في تقرير آخر وهكذا تكون منظمة “ كلنا ارادة” احكمت قبضتها على السياسة والاقتصاد في لبنان. وبدأت تتحضر ايضا للانتخابات البلدية.
هذه ضربة كبيرة لكل ما يمكن تسميته عهد اصلاحي تأكل به اللبنانيون ودول العالم لذلك نطالب فخامة الرئيس جوزاف عون متابعة هذا الملف الخطير بالاضافة الى النيابة العامة المعنية لتضع يدها على الملف ومطالبة منظمة “ كلنا ارادة” ان تفصح عن تمويلها الخارجي واجندتها السياسية-الاقتصادية الخطيرة التي ستأخذ لبنان الى ما لا يحمد عقباه بدعم سري وخفي من لوبي جورج سوروس وغيره سنكشفه في تحقيق آخر.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.