كتب خلف الحبتور:

73

أعيد وأكرر؛ إذا تم تشييع حسن نصرالله بحضور رسمي، من أي مستوى كان، فهذه ليست مجرد جنازة، بل إعلان رسمي عن نهاية لبنان.

القبول بمراسم رسمية يعني الاعتراف بشرعية رجل قاد ميليشيا أجنبية إرهابية أودى بلبنان إلى الدمار، وحوّله إلى رهينة لمشروع خارجي، وأغرقه في العزلة والانهيار الاقتصادي والأمني.

وإذا سُمِح للمشيّعين باستخدام المدينة الرياضية أو أي صرح رسمي لبناني، فهذه ليست مجرد مراسم، بل إعلان رسمي بأن الدولة لم تعد تمتلك قرارها، وأن لبنان لم يعد للبنانيين الأحرار، بل بات خاضعاً بالكامل للميليشيتين الشيعيتين المسلحتين ومشروعهما الإيراني.

هذا ليس حدثاً عادياً، بل محطة مفصلية في تاريخ لبنان، فإما أن تثبت الدولة أنها ما زالت قائمة وتمنع استباحة رموزها الوطنية، أو أن تسلّم بأنها لم تعد سوى واجهة شكلية لكيان محتل من الداخل.

أما الحديث عن افتتاح مطار ثانٍ كحلّ للأزمة الأمنية في مطار بيروت، فهذا ليس حلاً، بل استسلامٌ مهين، وهروب من الواقع، وعدم رغبة في مواجهة الحقيقة. المشكلة ليست في المطار، بل في من يسيطر عليه، و في من يحوّل لبنان إلى ساحة فوضى خارجة عن أي سيادة.

إنّ البديل عن الهروب والاستسلام ليس فتح مطارات بديلة، بل تحرير مطار بيروت وكل لبنان من الهيمنة الميليشياوية المسلّحة، وإعادة فرض سيادة الدولة بالقوة، لا بالانحناء أمام الأمر الواقع.

لبنان لا يحتاج إلى حلول ملتوية، بل إلى قرار حاسم: إمّا استعادة الدولة أو إعلان نهايتها.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.