غزّة من فوق ليست مثل غزّة من تحت (1)

91

كتب عوني الكعكي:

 

ما زلت لا أصدّق البطولات التي قام بها أبطال «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر من عام 2023.

وما زلت أسأل نفسي أين يعيش هؤلاء الأبطال، وأين هم المخطوفون الذين خطفوهم أثناء قيام الاحتفالات الاسرائيلية بالطبل والزمر والفسق؟ كل هذا حدث في الساعة السادسة صباح يوم 7 أكتوبر المجيد. كذلك أسأل نفسي بعد مرور ستة أشهر… نعم نصف سنة، وما زالت إسرائيل تبحث حتى وصل الأمر بها الى تدمير %80 من بيوت ومبانٍ وقصور ومدارس وجوامع ومستشفيات في غزّة وعبثاً يبحثون عن المخطوفين، ولكنهم لم يعرفوا شيئاً ولم يعثروا على شيء… فهل هناك سحر في الموضوع؟ لا أعلم.

على كل حال، لقد علم الفلسطينيون الأبطال دروساً للمغتصب والمجرم اليهودي… الذي لا يستقوي إلاّ على الاطفال والنساء والشيوخ.. والأنكى ان قوة إسرائيل هي في السلاح.. اما قوة الفلسطيني فهي بإيمانه بالله وبالوطن..

الأم الفلسطينية هي مثال يحتذى للبطولة وللتضحية وللقوة… فهي مدرسة تعلّم الصبر والإيمان والبطولة.

وإن نسيت فلا أنسى تلك الام التي قتل اليهود ستة من أولادها وهي تقول: لا بأس سأبقى على العهد… وكلما قتلوا لي ابناً سألد غيره.. فما هذه العظمة، وكيف يمكن لأم قُتِل أبناؤها تقول إنّ كل شيء يهون في سبيل فلسطين.

أقول للاسرائيليين، وأذكرهم بالذي حدث في الزمن القريب في عام 1955 حين سقوط سايغون في 30 نيسان 1975، وفي حرب ڤيتنام حيث بقيت أميركا تحارب في ڤيتنام والشعب الفقير الذي لجأ الى حرب الخنادق، حيث كانت أميركا وبكل قوتها وقوة نيرانها تحاول أن تقضي على الڤيتناميين ولكن عبثاً. كان الڤيتناميون يختفون تحت الارض في سراديب أنشأوها ليلجأوا إليها للحفاظ على أرواحهم من قنابل النابالم.

هذا الدرس يبدو ان أبطال «طوفان الأقصى» تعلموه.. وها هم يمارسونه بكل دقة.. وكما نرى ونسمع منذ ستة أشهر في غزّة في فلسطين.

الفلسطيني علّم العالم ان الانسان المؤمن بقضيته لا يستطيع أحد أن يأخذها منه، وأنّ فلسطين سوف تعود الى أهلها، أي الى الفلسطينيين.

ثم أقول لإسرائيل التي تظن انها سوف تقضي على هؤلاء الأبطال إنّ أميركا وعظمتها لم تستطع أن تنتصر في ڤيتنام، واضطرت بعد 8 سنوات من الحرب الدامية والتي استعملت فيها كل أنواع القنابل والطائرات والقذائف، كما يحصل اليوم في غزّة، وفي النهاية انتظرت 8 سنوات لتعلن عن انسحابها من ڤيتنام.

والجدير ذكره ان هناك 135 مخطوفاً إسرائيلياً لا أحد يعلم مصيرهم، أو أين هم موجودون، وكيف يعيشون، وماذا يأكلون لأنّ مصيرهم لا يزال مجهولاً.

وفي وقت ما زال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يكرّر تهديداته باجتياح مدينة رفح في جنوب قطاع غزّة، أقدمت حكومة الاحتلال على تقليص قواتها في غزّة فسحبت معظمها باستثناء لواء واحد، وأشار وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان القوات الاسرائيلية التي انسحبت من قطاع غزّة يوم الاحد الماضي فعلت ذلك استعداداً لـ «عمليات مستقبلية».

وأعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي في وقت سابق الاحد، ان الفرقة 98، التي كانت متمركزة في جنوب قطاع غزّة، وخصوصاً في منطقة خان يونس، قد خرجت من القطاع، كما ورد في تقرير نُشر في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية.

وعمل اللواء المدرّع السابع خلال الأشهر الثلاثة الماضية في خان يونس ضمن الفرقة 98، وكان قبل ذلك يتمركز في شمال ووسط غزّة ضمن الفرقة 36.

[يتبع غداً]

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.