غزة في باريس… اجتماع خماسي في الاليزيه وأمني مع إسرائيل
بري: الحوار أو التشاور لغة وحيدة لإنجاز الرئاسة و «الخماسية» مشكورة ميقاتي: لمَ الإصرار على السلبية ... جنبلاط متشائم: الحرب طويلة
الشرق – الى باريس انتقلت غزة امس بتشعبات ملفها الامني وتعقيدات الاتفاق على وقف اطلاق النار وتراكم الفرص الضائعة لإحلال السلام. في قصر الاليزيه استقبل الرئيس إيمانويل ماكرون مساء امس رئيس الوزراء ورئيس الديبلوماسية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزراء خارجية السعودية فيصل بن فرحان ومصر سامح شكري والأردن أيمن الصفدي، ويستعرض معهم «الوضع في الشرق الأوسط» في ظل الحرب الدائرة في غزة، بحسب ما اعلنت الرئاسة الفرنسية.
وعلى الضفة المناهضة، يجري مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز خلال الساعات المقبلة محادثات في باريس مع ممثلين لإسرائيل، في محاولة لاستئناف المحادثات الرامية إلى التوصل إلى هدنة في غزة، بعد أن أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف المفاوضات. كما يعقد اليوم لقاء بين رئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ومديري المخابرات الأميركية والإسرائيلية في باريس. وفي مقابل النشاط الدولي المتنقل بين العواصم من أجل غزة، بقي النشاط اللبناني السياسي والديبلوماسي من اجل لبنان وازماته في شبه غيبوبة او بالأحرى مُغيباً ومشلولا عمدا بإرادة فريق سياسي يسعى لتقريش انتصاراته العسكرية في السياسة الداخلية والمواقع الرئاسية.
رسالة بري
ففي رسالة وجهها الى اللبنانيين بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري «الشكر والتقدير لكل المساعي الإقليمية والدولية التي تبذل لا سيما جهود اللجنة الخماسية الرامية لمساعدة لبنان على إنجاز استحقاقه الرئاسي وهو جهد مقدر لكنه يبقى من دون طائل إذا لم نبادر جميعاً كقوى سياسية وكتل برلمانية لملاقاته في منتصف الطريق بالإحتكام لمنطق الحوار أو التوافق أو التشاور كلغة وحيدة في ما بيننا من دون إلغاء أو إقصاء لأي طرف أو تهميش لأي مؤسسة وخصوصا المجلس النيابي ودائماً تحت سقف الدستور، فلنسارع إلى التقاط اللحظة الراهنة اليوم قبل بعد الغد إنقاداً للبنان وصونا لعظيم ما بذله الشهداء من تضحيات في سبيل ان يبقى وطنا واحدا موحدا لجميع ابنائه».
ودعا «المجتمع الدولي لمقاربة ملف النزوح السوري مقاربة إنسانية بعيداً عن أي إستثمار لاغراض تهدد وحدة وسيادة الشقيقة سوريا كما ندعو الحكومة اللبنانية الى الإسراع في فتح قنوات التواصل مع الحكومة السورية وتشكيل لجان مشتركة تحقق العودة الامنة للنازحين الى وطنهم الام». وقال اننا «نجدد التزامنا وتمسكنا بالقرار الأممي رقم 1701 بكافة بنوده ومندرجاته، وأن المسؤولية عن خرق هذا القرار منذ لحظة صدوره هي إسرائيل بأكثر من 30 الف خرق براً وبحراً وجواً وبالتوازي فإن لبنان متمسك بحقه بالدفاع عن أرضه بكافة الوسائل المتاحة في مواجهة العدوانية الاسرائيلية ولإستكمال تحرير ما تبقى من أرضه المحتلة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة والشطر الشمالي من قرية الغجر والنقاط الحدودية المتحفظ عليها مع فلسطين المحتلة وصولا الى النقطةb1 عند رأس الناقورة». واكد «إن لبنان منفتح للتعاون الإيجابي مع أي جهد دولي يهدف الى لجم العدوانية الاسرائيلية وإطماعها تجاه لبنان وثرواته وكيانه وحدوده البرية والبحرية والجوية وهو غير مستعد للتفريط بأي حق من حقوقه السيادية، وفي الإطار نفسه نشدد على ضرورة تكثيف الجهود والمساعي الدولية والاقليمية لوقف حرب الإبادة التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة كمدخل اساس للحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة بأسرها». وشدد على «أن لبنان سيقاوم أي محاولة من اي جهة لفرض أي شكل من إشكال التوطين سواء للنازحين السوريين أو اللاجئين الفلسطينيين … وكان بري قد التقى امس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، حيث تم عرض للأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والميدانية، إضافة الى العلاقات الثنائية بين لبنان والفاتيكان. واستقبل بري سفير البوسنة والهرسك في المملكة الأردنية الهاشمية ولبنان سلافكو ماتانوفيتش، وبحث معه في الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.
لماذا؟
في الغضون وخلال حفل إطلاق فعاليات «طرابلس عاصمة للثقافة العربية» في احتفال رسمي اقيم في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس سأل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي: «لماذا يصر البعض على استعادة الماضي بدلا من تجديده؟ ولماذا لا نبادر إلى إلغاء حال التعطيل لكي تتمكن المؤسسات الدستورية من ممارسة دورها، بدءا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وصولا إلى تفعيل آخر إدارة من إدارات الدولة؟ والسؤال الاهم لماذا الاصرار على السلبية والتهديم ووضع العراقيل امام الحكومة التي تجهد للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها في انتظار ان يكتمل عقد المؤسسات؟».
جنبلاط
من جهته، دعا رئيس الحزب التقدمي سابقا وليد جنبلاط الأحزاب اللبنانية لبدء حوار وملء الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن الحرب في غزة وجنوب لبنان تبدو طويلة وقد تستمر الى الانتخابات الاميركية، مشككا بنوايا الأميركيين وربما يكونون العنصر المعطل والمعرقل لكل شيء. وشدد على اهمية التوافق والحوار بين اللبنانيين للخروج من أزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية، مؤكدا في حديث لجريدة «الشرق» القطرية أن التسوية الداخلية هي الأساس بين الأطراف اللبنانية، محذرا من بقاء لبنان بدون رئيس جمهورية، داعيا إلى التوافق بين اللبنانيين تحت شعار التعددية، رغم اختلاف البعض مع حزب الله، لأن لبنان في خطر. وفي مقاربته للحرب في الجنوب اعتبر ان حزب الله جزء من منظومة إقليمية ترعاها إيران لكنه يدافع عن لبنان، مؤكدا ان الذين يملكون القوة والسلاح ليسوا جسما غريبا، إنهم يمثلون شريحة من اللبنانيين والدعم الإيراني لا ينزع الانتماء اللبناني عن حزب الله. وتوقع أن تطول أزمة المنطقة لأن إسرائيل لن تعترف بالهوية الفلسطينية، لافتا الى أننا سنشهد أكبر عملية تهجير للشعب الفلسطيني منذ عام 48.
لإعادة النازحين
على خط النزوح وعشية اجتماع بروكسل حول مستقبل سوريا الذي تعد اكثر من جهة العدة لرفع الصوت اللبناني هناك رفضا لابقاء النازحين السوريين في لبنان لا سيما حزب القوات اللبنانية، والرابطة المارونية التي تجول على كبار المسؤولين داعية الى ان يحمل وزير الخارجية عبدالله بو حبيب موقف لبنان موحدا رافضا، حيث دعت «الحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين»، في بيان، مؤيديها واللبنانيين المغتربين وأصدقاء لبنان إلى «المشاركة الكثيفة في الاعتصام الذي سيقام أمام قصر العدل في بروكسل، الإثنين 27 الجاري، من الساعة 12:00 ظهراً حتى الساعة 2:00 بعد الظهر، لحث قادة الاتحاد الأوروبي على تغيير موقفهم لجهة إعادة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا والى استدراك مخاطر النزوح السوري في لبنان». وقالت: «إن هذا الاعتصام يأتي في ظل المخاطر الجمة التي يشكلها هذا النزوح على أمن لبنان واستقراره ووجوده، بالإضافة إلى تأثيراته السلبية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في البلاد». وذكرت أن «وفدا من الحملة برئاسة المستشار القانوني المحامي بيار الجميل سيشارك في الاعتصام في بروكسل وسيجري المحادثات والاتصالات مع نواب البرلمان الأوروبي بشأن تداعيات النزوح السوري على مستقبل لبنان».
مجلس وزراء
الى ذلك، أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، أنّه من المقرر أن تعقد الحكومة بهيئة تصريف الأعمال، جلسة عند الساعة الـ10.30 من قبل ظهر يوم الثلاثاء 28-5-2024 في السراي الكبير، لبحث سلسلة من المواضيع.