غزة: صوت المجازر يعلو على صوت المفاوضات البطيئة
في اليوم الـ277 من العدوان على غزة، واصل الاحتلال قصفه مناطق في القطاع، في أعقاب معارك ضارية الاثنين بين قواته والمقاومة في تل الهوى، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع 4 أحداث أمنية صعبة يواجهها الجيش.
ومن جانب آخر، قال خبراء أمميون إن المجاعة انتشرت في جميع أنحاء قطاع غزة، مضيفين أن موت الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف يؤكد ذلك.
وامس الثلاثاء، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صدّق سرا على انضمام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى المجلس الأمني المصغر لإدارة الحرب، في حين قال بن غفير “أريد إجراء تغييرات في المجلس وإن لم أُضم إليه فسوف أعطله وأشوّش عليه”.
سياسيا، قالت حركة حماس إن نتنياهو يضع عقبات إضافية أمام المفاوضات، وإن التصعيد في غزة سيعيد التفاوض إلى نقطة الصفر، في حين أكدت واشنطن أنها لم تكن لترسل فريقا إلى المنطقة لو لم تعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق.
واعتبرت فصائل فلسطينية، الثلاثاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يواصل إفشال المفاوضات ويراهن على مواصلة الضغط العسكري ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة”.
و “حذرت الفصائل الفلسطينية من فرض قوات الاحتلال التهجير القسري على سكان أحياء في مدينة غزة”.
وتابعت: “جيش الإبادة يراهن على مواصلة الضغط العسكري ضد المدنيين في مجازر مروعة تكشف سوء نوايا نتنياهو وحكومته الفاشية تجاه جهود الوسطاء في قطر ومصر للتوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار ووضع حد لحرب الإبادة الجماعية”.
وحذرت الفصائل من “التهاون في إدراك مدى خطورة تصعيد حكومة نتنياهو الفاشية لحرب الإبادة الجماعية خاصة في أحياء مدينة غزة كالشجاعية والتفاح والدرج والبلدة القديمة”.
وقالت: إن ذلك “يهدف إلى إخلاء المدينة من كافة السكان وتهجيرهم إلى الجنوب تمهيدا لطردهم خارج الوطن بقوة السلاح في حملة تطهير عرقي هي الأكبر في التاريخ”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أفاد مصدر مصري “رفيع المستوى”، لقناة القاهرة الإخبارية بـ”استمرار مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس بالقاهرة، وسط نشاط مكثف للوفد الأمني المصري لتقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف”، من دون تفاصيل أكثر.
ميدانيا استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون بجروح مختلفة، الثلاثاء، في سلسلة غارات إسرائيلية وسط قطاع غزة، إحداها تسببت بـ”مجزرة مروعة” راح ضحيتها 17 شخصا من عائلة. كما استهدفت إحدى المدارس.
و حمل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسرائيل والإدارة الأمريكية المسئولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر المروّعة ضد المدنيين.
وفي وقت سابق، استشهد 8 فلسطينيين بينهم 4 أطفال وامرأة في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لمدنيين في مخيم البريج وسط القطاع، وفق مصادر طبية.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع.
وكشفت معطيات نشرها الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عن إصابة 11 جنديا خلال الساعات الـ24 الماضية، بينهم 8 أصيبوا إثر المعارك الدائرة مع الفصائل الفلسطينية داخل قطاع غزة.
وفي السياق، أفادت معطيات الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، بأن 2105 جنديا وضابطا أصيبوا في المعارك البرية في قطاع غزة، منذ اندلاعها في 27 أكتوبر الماضي، ارتفاعا من 2097 تم رصدهم أمس. وطبقا للمعطيات فإن 680 جنديا وضابطا قتلوا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، بينهم 324 بالمعارك البرية في غزة.
وكانت وسائل إعلام اسرائيلية تحدثت عن 4 احداث صعبة تعرض لها جيش الاحتلال الاسرائيلي في منطقة تل الهوى، مشيرة الى انه تم نقل 3 جنود مصابين في معارك غزة.
المفاوضات تستأنف في الدوحة اليوم
رئيس “الشاباك” يختتم مباحثات بالقاهرة
وحديث عن “إحراز تقدم في قضايا مهمة”
وقال مسؤولون إسرائيليون، مساء الثلاثاء، إنه “تم إحراز تقدم في قضايا مهمة” خلال مباحثات بالعاصمة المصرية القاهرة بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريحات نقلتها هيئة البث العبرية الرسمية عن المسؤولين الذين لم تسمهم، عقب اختتام رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” رونين بار زيارة إلى القاهرة في وقت سابق .
وأكد المسؤولون “إحراز تقدم في قضايا مهمة” خلال مباحثات بار في القاهرة، دون التطرق إلى تفاصيل بشأن هذه القضايا.
لكن أحد هؤلاء المسؤولين دعا إلى “عدم الإفراط في التفاؤل” رغم ذلك، متوقعا “مفاوضات معقدة (مع حركة حماس) تستمر عدة أسابيع”.
وأضاف: “رغم وجود تفاهم بين الأطراف في العديد من بنود الصفقة إلا أن التصريحات المتفائلة سابقة لأوانها”.
وكان رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي، اختتم الثلاثاء، مباحثات بالعاصمة المصرية القاهرة حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار على قطاع غزة.
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية إن بار عاد إلى إسرائيل بعد مباحثات عقدها بالقاهرة، دون الإدلاء بأي تفاصيل بشأن نتائج هذه المباحثات.
والإثنين، بدأ بار زيارة إلى القاهرة بالتزامن مع وصول رئيس المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز.
وادعت هيئة البث العبرية إن بار بحث خلال اجتماع ثلاثي إسرائيلي أمريكي ومصري بالقاهرة إقامة جدار متطور تحت وفوق الأرض على الحدود بين قطاع غزة ومصر، فيما لم يصدر تعليق من القاهرة بهذا الخصوص.
فيما أفادت القناة الـ «12» الإسرائيلية الخاصة، الثلاثاء، بأن بار سيغادر إلى العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء، رفقة رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” دافيد برنياع.
وأشارت إلى أن بار وبرنياع سيشاركان في لقاء إسرائيلي أمريكي مصري قطري ينعقد بالدوحة، الأربعاء؛ لبحث سبل دفع المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب وحركة حماس.
ويشارك في اللقاء، كذلك، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي مشارك في المفاوضات، لم تسمه: “هناك رغبة حقيقية في دفع الصفقة الى الأمام”.
ومن المرتقب خلال الأيام القليلة المقبلة أن تتجدد المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الجانبين.
يأتي ذلك على وقع اتهامات داخلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي إلى تخريب الجهود الحالية للتوصل إلى صفقة مع حركة “حماس”، التي تتوسط فيها مصر وقطر إلى جانب الولايات المتحدة؛ خوفا من حل الحكومة اليمينية، ومحاكمته على جرائم “فساد” متهم بها بعد مغادرة السلطة.