عون في فرنسا تلبيةً لدعوة ماكرون.. واجتماع خماسي ضم سوريا وقبرص واليونان:

لن نسمح أن تتكرر الحرب اللبنانية والمطلوب بناء دولة قوية يحميها جيشها

21

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تضامنه مع أهالي بيروت بعد الاستهداف الإسرائيلي.

وأكد ماكرون، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، بعد لقائه الأخير في الإليزيه، أن «فرنسا تقف إلى جانب لبنان لأنّها تدرك حجم التحديات التي يعيشها والمساعدات تركّز على إعادة دورة المؤسسات لأنّ هذا هو المفتاح للحصول على المساعدات من المجتمع الدولي».

وشدد ماكرون، على أنه «يجب العمل على تحضير برنامج للتمويل من صندوق النقد الدولي». أضاف، «لبنان بحاجة إلى قطاع طاقة حسن الأداء كي لا يبقى عرضة لعدم الاستقرار الاقتصادي ولكي يتمكّن من جذب الاستثمارات وفرنسا مستعدّة لوضع خبرتها وشركاتها للمساعدة في هذا المجال».

على صعيد آخر، رأى أن «التوتر على جانبي خط الأزرق نقطة تحوّل وفرنسا باقية إلى جانب لبنان للحفاظ على السيادة ولضمان الأمن بشكلٍ كامل ولتنفيذ وقف إطلاق النار الذي جرى التوصّل إليه مع إسرائيل. وسنقدّم اقتراحات عملية وواقعية آخذين في الاعتبار توقعات لبنان والإسرائيليين واقترحنا أن تنتشر قوات من «اليونيفيل» في المناطق الحساسة في الجنوب بالتنسيق مع الجيش وبإشراف هيئة الرقابة». وختم، «على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من النقاط الـ5 في الجنوب، والضربات على بيروت غير مقبولة».

من جهته، قال الرئيس عون: «من البديهي أن نعلن ادانتنا الشديدة ورفضنا لاي اعتداء على لبنان كما اي محاولة مشبوهة لاعادة العنف واناشد من هنا جميع اصدقاء لبنان لوقف التدهور ومساعدة لبنان على تطبيق كامل القرارات الدولية على كامل أراضينا».

أضاف: «قررنا الا نسمح ان تتكرر الحرب اللبنانية ولذلك ثمة مقتضايات مطلوبة منا كلبنانيين وكدولة اولا ان نبني دولة قوية سيدة يحميها جيشها وقواها الرسمية وتوافق ابنائها، فلبنان لسوء الحظ يحمل اليوم ارقاما قياسية عالمية غير مسبوقة، أعلى نسبة لاجئين واكبر ازمة نقدية طاولت المصارف الخاصة والمصرف المركزي والمودعين».

وتابع: «سيادة دولتنا على ارضنا هو مسار ضروري ودقيق في آن قررنا المضي به ونتطلع اليكم لشرح الحساسيات والمقتضيات للعالم أجمع بحيث نطبق القرارات الاممية ذات الصلة. السلام لا يكون الا على العدالة، والحديث بيننا لا ينتهي لذلك اكتفي بكلمة واحدة اختصر بها آلاف الكلمات».

وكان الرئيس عون وصل إلى مطار «لو بورجيه» والوفد المرافق في بدء زيارة لفرنسا تستمر بضع ساعات يرافقه وزير الخارجية يوسف رجي.

ومن المطار انتقال عون الى قصر الإليزيه حبث كان في استقباله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

وبدأ الرئيسان عون وماكرون، برفقة الوفدين اللبناني والفرنسي، الاجتماع باتصال مباشر عبر تطبيق «زوم» مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وقد انضم الآن الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان إلى محادثات مشتركة لبنانية -فرنسية -يونانية -قبرصية.

وتبلغ ‏الرئيس عون خلال الاجتماع بخبر التهديد الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت ونقل رئيس الجمهورية ذلك الى المشاركين في الاجتماع وهو يتابع التطورات لحظة بلحظة في الاجتماع الخماسي، وأبلغهم ان الاعتداءات الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية والتهديدات هي استمرار لانتهاك إسرائيل الاتفاق الذي ترعاه فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، وعلى المجتمع الدولي أن يضع حداً لهذه الاعتداءات وإرغام إسرائيل على التزام الاتفاق كما لبنان ملتزم به.

كما أكد الرئيس عون خلال الاتصال مع الرئيس السوري في حضور ماكرون «ضرورة التنسيق بين البلدين من اجل معالجة المسائل العالقة ولاسيما موضوع الحدود المشتركة»، كما اكد «ضرورة الاستفادة من المساعدة الفرنسية لايجاد حل سريع لقضية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم كي يعيشوا بكرامة، وأي عقبات وصعوبات يمكن ايجاد حل لها بالتعاون».

ويجري الرئيسان جولة مشاورات حول مواضيع تهم البلدين، والسبل التي يمكن لفرنسا ان تساعد فيها لبنان على استعادة استقراره الامني والاقتصادي والمالي.

وسيقيم الرئيس ماكرون مأدبة غداء على شرف الرئيس عون، كما سيعقد لقاء رباعي بين رؤساء: فرنسا ولبنان وقبرص ورئيس وزراء اليونان، ينضم اليه عبر الفيديو الرئيس السوري، لبحث التطورات المتسارعة في المنطقة، وبخاصة على الصعيد الامني.

‏الرئيسان عون وماكرون استكملا بعد المؤتمر الصحافي المشترك، المحادثات الثنائية في غداء عمل تركز البحث فيه على تعزيز العلاقات اللبنانية الفرنسية وتطويرها وما يمكن أن تقدمه باريس من دعم للبنان على الصعد الأمنية والاقتصادية والنفطية والاجتماعية

– ‏الرئيس عون اكد خلال المحادثات الثنائية على التصميم على تحقيق الإصلاحات، وقد بدأت عملياً بتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان واقرار مشروع قانون رفع السرية المصرفية وسيصار قريباً إلى استكمال التعيينات والإجراءات، ليكون لبنان جاهزاً قبيل اجتماع البنك الدولي وصندوق النقد

– ‏الاعتداءات الاسرائيلية اليوم استأثرت بالبحث والرئيس ماكرون وعد بالاتصال بالرئيس ترامب ونتنياهو لبحث الوضع والعمل على تمكين لجنة المراقبة من القيام بعملها حسب الاتفاق في تشرين الثاني الماضي.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.