عون: الإنتماء والولاء للدولة .. سلام: الوقت ليس للتجاذبات السياسية
حكومة العهد الأولى: صورة تذكارية وتشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري
الشرق – تيريز القسيس صعب
متسلحة بخطاب رئيس الجمهورية جوزف عون، دارت عجلات عمل حكومة «الاصلاح والانقاذ» بشكل منتظم وسط اندفاعة قوية من قبل رئيسها والوزراء الجدد، ونوايا صافية تصب في خدمة انقاذ لبنان وإجراء الإصلاحات الملزمة، بعيدا عن اي تعطيل او عرقلة.
فالجلسة الأولى لمجلس الوزراء، امس في القصر الجمهوري، والتي تراسها رئيس الجمهورية ارخت بظلها ارتياحا عارما سياسيا وشعبيا على الوضع العام.
وتحدثت مصادر وزارية عن ايجابية كاملة سادت اجواء الجلسة لاسيما وان الرئيس عون اكد من خلال كلمته على النقاط الرئيسة لعمل هذه الحكومة، مشددا على اهمية الشفافية في تطبيق القانون والعمل الوزاري.
وقالت ان الغطاء الدولي والاقليمي الذي لقيه الرئيس عون منذ انتخابه يجب ان ينسحب على الفريق الوزاري، مما قد يساعد على اعادة الثقة والاندفاعة الى كافة مؤسسات الدولة ويعزز دورها.
وقالت المصادر ان تشديد عون على الشفافية في العمل الحكومي، وعلى اهمية إجراء الإصلاحات المطلوبة، عاملان إضافيان على تقوية الثقة الخارجية بلبنان، وتأكيد على أهمية إنجازهما وتحقيقهما.
أضافت المصادر الوزارية لـ«الشرق» ان امام الحكومة اليوم تحديات كبيرة بدءا من الإصلاحات وصولا الى التعينات الإدارية والعسكرية والديبلوماسية، وان كل الاعين الخارجية شاخصة الى أداء هذه الحكومة وكيفية مقاربتها للازمات التي أهلكت كل مؤسساتها، والتي على أساسها سيتم التعاطي مع لبنان في المستقبل.
واكدت أن لا نقاط خلاف او اختلاف بين اعضائها حول مضمون البيان الوزاري. فالنقاط العريضة للبيان معروفة وواضحة ولا لبس فيها، مشددة على أن الدولة هي الوحيدة المؤهلة حماية الارض والحدود، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وان حصرية السلاح لا يمكن ان تكون الا بيد الجيش حامي الشعب والوطن.
الجلسة
وكان رئيس الجمهورية ترأس الجلسة الاولى لمجلس الوزراء وبعد انتهاء الجلسة، تحدث وزير الاعلام بول مرقص الى الصحافيين فقال:
«عقد مجلس الوزراء جلسته الاولى بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة السيد رئيس الجمهورية وحضور السيد رئيس مجلس الوزراء والسيدات والسادة الوزراء. في مستهل الجلسة، طلب السيد الرئيس من الوزراء الوقوف دقيقة صمت حداداً على ارواح الشهداء نتيجة العدوان الاسرائيلي. ثم رحب السيد الرئيس بتشكيل الحكومة وبدولة الرئيس وشكره على التعاون الذي آل الى تشكيل حكومة «الاصلاح والانقاذ»، لان الطريق الى الانقاذ يمر عبر الإصلاح.
وقال: لا يوجد بلد مفلس بل ادارة مفلسة اذا كان البلد مفلساً. يجب ان يقوم لبنان وينهض بهذه الاصلاحات التي سنعمل عليها جاهدين كوزراء وكحكومة، ولبنان الدولة هو الذي يحمي القطاعات وكافة مرافق الدولة. واضاف السيد الرئيس: الانتماء والولاء هما للدولة وليس لاي جهة اخرى، والوزراء هم لخدمة الناس. وتوجه الى الوزراء قائلاً: انتم خدام الشعب وليس العكس. لا تعطيل، نناقش كثيراً الافكار التي تطرح ولكن نخرج بحلول وهذا هو اساس الديمقراطية. ما سنعكف عليه هو اصلاح وتطوير الوزارات في ظل وجود الدعم الدولي الكبير الذي تم التعبير عنه امامي، فالفرص كبيرة لاقتناص هذا الدعم متى انجزت هذه الاصلاحات المرجوة. وتابع: المهم ليس فقط تشكيل الحكومة، بل اثبات الثقة بدءا بمكافحة الفساد واجراء التعيينات الادارية والقضائية والامنية، اضافة الى التصدي للامور الطارئة راهناً وهي: الموازنة العامة، الانتخابات البلدية والاختيارية، كيفية تطبيق القرار 1701 والتأكيد على الانسحاب الاسرائيلي في 18 شباط الحالي رغم التحديات.»
وذكر السيد رئيس الجمهورية بخطاب القسم، لجهة تأثيره على هذه العناوين، واكد على ضرورة عدم توجيه اي انتقاد الى الدول الصديقة والشقيقة وعدم اتخاذ لبنان منصة لهذه الانتقادات، وعلى ان التعبير عن الآراء من قبل السيدات والسادة الوزراء، يكون عبر الآليات والقنوات الرسمية المعتمدة وفق الاصول، كما طلب منهم في الشكليات الضرورية، رفع التحصينات والقواطع كل ضمن حدود وزارته. ثم تحدث دولة رئيس مجلس الوزراء، فشكر فخامة الرئيس على التعاون في تشكيل الحكومة وفق المعايير التي وضعها دولته. وقال ان الوقت ليس للتجاذبات السياسية، طالباً من السيدات والسادة الوزراء شفافية تامة في عملهم، والتفرغ الكامل لعمل وزاراتهم وترك اي عمل خاص جانباً، مؤكداً على ضرورة الفصل بين العملين العام والخاص، وعدم الخلط بينهما.
وجرى بعدها تشكيل لجنة صوغ البيان الوزاري والمؤلفة من دولة رئيس الحكومة، ودولة نائب رئيس مجلس الوزراء، والوزراء السادة: ياسين جابر، غسان سلامة، جو عيسى الخوري وفايز رسامني. ومن المنتظر ان تفرغ هذه اللجنة من عملها في غضون ايام، على ان تعود الى مجلس الوزراء بعدها، حيث قال دولة الرئيس ان البيان سيكون مقتضباً ومباشراً».
اجتماع ثلاثي والصورة التذكارية: وكان الرئيس سلام وصل الى القصر الجمهوري قبل الظهر وعقد خلوة مع الرئيس عون تم خلالها عرض الاوضاع العامة والتطورات على الساحة اللبنانية، فيما كان الوزراء قد بدأوا بالتوافد الى قصر بعبدا.
وعند الساعة الساعة الحادية عشرة الا ربعاً، وصل رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث عقد لقاء ثلاثي، ليتوجه بعده الرئيس عون والرئيسان بري وسلام والوزراء لالتقاط الصورة التذكارية للحكومة الجديدة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.