علينا أن نعترف… أننا خسرنا

70

كتب عوني الكعكي:

كل ما قلناه، وكل الآمال التي كنا نعقدها على المقاومة، لم تكن في محلها. خصوصاً الذين بنوا آمالاً كبية تبشر بأن تلك المقاومة سوف تحرر فلسطين كما حررت المقاومة اللبنانية لبنان.

في لبنان، أجبرت المقاومة إسرائيل على إعلان انسحابها عام 2000 من الأراضي اللبنانية.. وأبقت على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهذين هما كـ «مسمار جحا».

بعد أن حققت المقاومة الانتصار على إسرائيل، أبقت على سلاحها وظلّت تهدّد إسرائيل.

وفي عام 2006 قامت بعملية خطف جنديين إسرائيليين، فشنت إسرائيل حرباً على لبنان لمدة 33 يوماً، أظهرت خلالها تفوّقها على المقاومة حيث دمرت إسرائيل جنوب لبنان تدميراً كبيراً، بالاضافة الى تدمير الضاحية الجنوبية، واعترف السيّد حسن نصرالله في خطابه الشهير «لو كنت أعلم» بتلك النتيجة.

ففي تاريخ 2024/9/19 بعد الاختراق الأمني الذي نفذته إسرائيل يومي الثلاثاء والاربعاء في 17 و18 أيلول 2024 واستهدفت أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يحملها أغلب عناصر الحزب.

واعترف السيّد حسن نصرالله حينها بأنّ حزب الله تعرّض لضربة كبيرة وغير مسبوقة في تاريخه، متوعداً إسرائيل بحساب عسير، بعد أن اتهمها بتفجير الآلاف من أجهزة «البيجرز» التي يستعملها عناصر من حزب الله. أضاف: «لا شك أننا تعرضنا لضربة كبيرة أمنياً وإنسانياً وغير مسبوقة في تاريخ لبنان».

تابع: «لقد تجاوز العدد بهذه العملية كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمر. إنّ يومي الثلاثاء والاربعاء كانا يومين ثقيلين وداميين، وامتحاناً كبيراً. لكن هذه الضربة الكبيرة لم تسقط المقاومة ولن تسقطها».

وكرر نصرالله في كلامه التأكيد على أن جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة رغم كل هذه الجراح وكل هذه الدماء، أكد السيّد: «ان استعمال إسرائيل للتكنولوجيا المتقدمة والحديثة لم تزلزل المقاومة ولم تهزها».

قبل أن أكمل، لا بدّ لي من أن أذكر أن شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله، اعترف في آخر كلمة التي قالها قبل اغتياله في مقر الحزب في الضاحية بثمانين قنيلة قدرة كل واحدة الوصول الى 8 طوابق تحت الأرض، حيث كان السيّد يظن أنه في أمان في مقرّه، إذ قال: «علينا أن نعترف بأنّ إسرائيل متفوقة علينا بالتكنولوجيا»، وربط كلماته بعملية «البيجرز» التي أدّت الى 4000 مصاب منهم 1000 فقدوا بصرهم و1000 فقدوا أطرافهم و1000 فقدوا سمعهم باستثناء الذين استشهدوا.

بعد كل ما ذكرت: ماذا علينا أن نفعل بعد أن خسرنا خسارة كبيرة وغير متوقعة، وأثبتت الحرب الأخيرة أنّ سلاح الصواريخ الذي كان يهدّد به السيد حسن لم يُعْطِ أي نتيجة.. كل ما فعلته الصواريخ أنها هجرت 80 ألف مستوطن يهودي من شمال فلسطين، لكنها في المقابل هجّرت إسرائيل 800 ألف لبناني من الجنوب.

كذلك، بعد اغتيال إسماعيل هنية في «قلب» طهران، ردّت إيران بإرسال 300 صاروخ على إسرائيل، وأقامت للحدث «سيناريو ساعة الإطلاق» و «ساعة وصول الصواريخ الى إسرائيل»، ليتبيّـن أن هذه الصواريخ قد استوردتها إيران من محلات «قيصر عامر للألعاب النارية» في منطقة البرج ببيروت.

اليوم صارت المقاومة مكشوفة لا سلاح فعّال لديها يحميها أو يحمي شعب المقاومة… فماذا علينا أن نفعل؟

بصراحة، علينا أن نعترف أولاً بخسارتنا الحرب… وعلينا أن نسلم أيضاً موضوع التفاوض مع إسرائيل للدولة اللبنانية، لأنه لا يحمي لبنان إلاّ الشرعية، والشرعية وحدها.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.